صباح الرسام
الحواسم مصطلح جديد عرف بعد سقوط النظام الصدامي ومعناه سرقة المال العام واطلق هذا الاسم استهزاءا ً باسم المعركة ام ( الحواسم ) الذي اطلقه الطاغية صدام في حربة مع امريكا والدول المتحالفة معها باعتباره سوف يحسم الحرب لصالحه .
جميع العراقيين كانوا يتمنون سقوط النظام الديكتاتوري الذي اذاقهم القتل والتهجير والحرمان حتى وصل الحال بالعراقيين يضحكون على انفسهم ان تمنوا الخلاص من النظام الصدامي . وعندما سقط النظام كانت الفرحة تشبه الهيستيريا لدرجة ان البعض لم يصدق مايجري هل هو في حلم ام في يقظة .
الحواسم او الفرهود قابلت الفرحة بين بالدهشة والحزن هل يعقل ما يجري هل هؤلاء الذين نعرفهم ونحترمهم هل بشر ام وحوش كيف يسرقون الدوائر والمستشفيات والمدارس والمصارف ومخازن الاسلحة والارصفة والساحات ووو ، وهي للمواطن وليس للنظام هل كان صدام يحتاج للمستشفى او المدرسة او غير ذلك ، اخطر ماتم الاستيلاء عليه هو السلاح الذي تركه الجيش والقوات الامنية الذي واصبح وبالاً على المواطن ، لم تقتصر الحواسم على الاموال العامة بل وصل الحال الى اموال المواطنين واعراضهم من عمليات الخطف والقتل والتسليب والاغتصاب بسبب الفراغ الامني لدرجة اصبح المرء اصبح يردد الطاغية صدام دواء لهؤلاء . يبدو ان الامر كان مخطط له مسبقا ً لماذا ظلت القوات الامريكية المخيفة المدججة بالسلاح متفرجة ولا تحرك ساكن وبامكانها ان تقتل مجرم او مجرمين ليكونوا عبرة للاخرين وتبقى اموال الدولة سالمة ، ولا ننسى اطلاق سراح المجرمين الذين كانوا يملأون السجون وهؤلاء زادوا الطين بلة واحد اسباب تشجيع الناس على الحواسم وهذه اللعبة التي لعبها الطاغية صدام قد نجحت فالذين سيقودون البلد سيفشلون لانهم بلا مؤسسات دولة . لم تتوقف الحواسم على الماديات بل وصلت الى ان بعض الاشخاص غيروا شخصياتهم و منهم من سرق الشيخة واصبح شيخ العشيرة مع وجود الاسلحة المنهوبة صارت الكوارث حدث ولا حرج ومنهم من لبس لباس الدين واصبح امام جماعة ويدعوا العقول المتحجرة للجهاد واعتبار المال العام غنيمة وبهذه الحالة اصبحت الناس لاتفرق بين الصالح والطالح . الحواسم كانت الصفعة الاولى للشعب العراقي الذي استبشر خيرا ً بسقوط الطاغية لكن عمليات السلب والفرهود قتلت الفرحة التي كان ينتظرها لانه راى العجب العجاب من اراذل القوم .
https://telegram.me/buratha