المقالات

مآثر برجينسكي الجهادية..!

647 18:04:00 2012-08-12

 

تتميز البضائع الأمريكية بخاصية مهمة، هي أنها تنطلق من قاعدة تصميمية بسيطة، تقول أن كل شيء يراد أن يكون قويا يجب أن يكون كبيرا، والعقل الأمريكي لا يؤمن أن القوة يمكن أن تكون في الأشياء الصغيرة..

في أثناء سنوات الحرب الباردة بين الغرب والأتحاد السوفيتي، أكتشف مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق"زبيكنيو برجينسكي" الشفرة المناسبة لحل العديد المعظلات التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية..لقد أكتشف برجينسكي الأولويات المناسبة لأهداف بلاده، وأستطاع وضعها على شكل معادلة تفاضلية؛ بتقديم الأهم على المهم، بقبول الخسائر أذا كانت تؤدي الى نتائج كبرى على طريق تحقيق الأهداف..وهكذا قام بصناعة مشروع أطلق عليه لاحقا أسم "العرب الأفغان"...

لقد صمم برجينسكي هذا المشروع ليكون كماشة نار لحرق أطراف الدولة السوفيتية  الند القوي لبلاده، وكان تصميم هذا المشروع قويا، لأعتماده على مصدرين مهمين يديمانه لفترة طويلة كما توقع المصمم، الأول العقيدة العمياء والثاني المال السهل السخي، وليس أنسب من العقيدة الوهابية ولا أسخى وأسهل حصولا من المال السعودي، ونشأ هذا المشروع على ذات الأسس التي نشأ عليها مشروع الدولة السعودية..تزاوج بين المال والعقيدة العمياء..

وكان  برجينسكي حاذق جدا، مشروع كبير وقوي وفقا للمواصفات الأمريكية وأشتراطات النوعية فيها، وبثمن وأدوات غير أمريكية..! لقد دفع برجينسكي نفقات سياسة بلاده من جيوب الآخرين، وأذا تطلب المشروع دماء فلن تكون أمريكية بالتأكيد!

لقد خلق برجينسكي أداة فاعلة ليست من ضلع آدمه! ووازن في صناعته بين ما هو الشيء "المهم" أكثر من أي شيء أخر "أهم" في العالم؟ حركة طالبان أم الامبراطورية السوفيتية؟ تحريك وتحريض المسلمين أم تحرر أوربا المركزية ونهاية الحرب البادرة؟ا

المهم في فهم المشروع الذي صنعه برجينسكي أنه جزء من المشاريع التي قبله، فقد دفعنا نحن العرب والمسلمين، ثمنا باهضا للصراعات الأوربية خلال القرن الفائت وإمتداداتها في هذا القرن..في المرحلة الأولى  جرى إحتلال فلسطين وتشكلت دولة أسرائيل دية دفعناها عن وهم دماء الضحايا اليهود الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية التي لم نكن طرفا فيها، في المرحلة الثانية تشكل المشروع " الجهادي" في زمن ليس فيه إشتراطات الجهاد، فالمجاهدين العرب الأفغان لم يكن هدفهم الجهاد في فلسطين وتحريرها من اليهود الأعداء التاريخيين للمسلمين والأسلام! بل كان هدفهم النهائي إسقاط سلطة الروس في الشرق ومركز أوربا.

ومع أن مشروع المجاهدين العرب الأفغان مالبث أن انقلب على الأمريكان وحلفائهم في أفغانستان، لكن الأمريكان مازالوا يعولون عليه في إتمام تحقيق الحلم الأمريكي بالهيمنة على العالم..وهذه المرة من خلال القضاء على المشروع الذي صنعوه بأيديهم...!

 

كلام قبل السلام: هناك أناس يسبحون في إتجاه السفينة وهناك أناس يضيعون وقتهم في إنتظارها ...!

سلام..

 

 40/5/812

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك