المقالات

هل اخطأ شيعة العراق ؟؟

617 11:44:00 2012-08-11

هادي ندا المالكي

تدور في الأفق بوادر حرب طائفية بين الإخوة الأعداء في العراق, بدات ملامحها الأولى تظهر للعيان على شكل تسريبات وتصريحات علنية وبالمسميات بعد ان كانت بالاشارة فقط وبات استخدام مصطلح الشيعة والسنة يتكرر كثيرا في وسائل الاعلام وعلى لسان عدد من السياسيين الذين تم اعدادهم لهذه المهمة بعناية فائقة يعزز هذه التصريحات الوضع المرتبك في المنطقة وطبيعة التحالفات المتحركة ودور امريكا ودول الخليج .

وسيكون العراق بوضعه الحالي في قلب الحدث والصراع ولن تشفع له ديمقراطيته الفتية وحكومة الشراكة الوطنية للعبور من مرحلة الخطر المحدق بل ستكون هذه المسميات هي الجسر الذي اوصل الطائفيين والبعثيين الى مرادهم بعد ان ضحكوا طوال السنوات الماضية التي اعقبت سقوط نظام صدام عام 2003 على المغفلين الشيعة ممن هم في سدة الحكم اليوم بمصطلحات الوطنية والعراقية واستدرجوهم الى حافة الهاوية وزرعوا بينهم الشقاق والنفاق والعداوة والبغضاء فكان لهم ما ارادوا.

وللوقوف على طبيعة المرحلة الحالية ومخاوف المرحلة المقبلة يعتقد البعض ان تشكيل الاقاليم كان سيكون هو الحل الافضل للوقوف بوجه الاخطار والحروب التي يقرع طبولها جيش العراق الحر ومجرمي القاعدة الارهابي وايتام البعث الصدامي ومن وراءه السعودية وقطر وتركيا، لان تشكيل الاقاليم كان سيمنح ابناء هذه المناطق اعمار مناطقهم ويمنحهم القدرة على بناء المنظومة الدفاعية الحصينة القادرة على الوقوف بوجه كل المخاطر الخارجية خاصة وان الجبهة الداخلية ستكون محصنة ويصعب اختراقها ومثال ذلك اقليم كردستان وهو يقف بوجه الحكومة المركزية فهل تصعب عليه مهمة الوقوف بوجه العصابات الارهابية لما لديه من جيش وسلاح وتنظيم ومتانة في الوضع الداخلي.

ويبدو ان رفض البعض لتشكيل الاقاليم رغم انه حق دستوري كفله القانون ينطلق من منهجين في الرفض، المنهج الاول, يقوده الطرف العربي السني الذي كان يعتقد ان تشكيل الاقاليم سيؤدي عاجلا او اجلا الى تشكيل اقليم الوسط والجنوب الغني بكل شيء وبالتالي فان هذا الاقليم سيكون قوة اقتصادية وامنية يصعب اختراقها او اذلالها لذا ركز في رفضه على نغمة العراق الواحد والتبعية والتقسيم وغيرها من المصطلحات البالية التي وجدت صدا لها في الوسط الشيعي الساذج الذي انطلت عليه الكذبة وركب موجتها, اما المنهج الثاني في الرفض فيقوده سياسي الصدفة المغرر بهم من الشيعة وبواعث رفضهم ترتكز على سوء تصرف وانعدام الرؤية الصائبة والخوف على المصالح الحزبية والشخصية في وقت اشاع الطرف الاول ان تشكيل الاقاليم يهدف الى سيطرة جهة سياسية معينة وانفرادها بنفط الجنوب وبيعها العراق الى ايران الصفوية المعتدية مما عزز بواعث الخوف والقلق عند هؤلاء الاطراف بكل هذه البساطة.

ان وضع المنطقة يسير الى التفتيت والتقسيم مهما طال الزمن ومهما كثر القتل والمكابرة ومحاولة التمسك بالاهداب لان الشرق الاوسط الجديد قد تم الانتهاء منه من قبل امريكا والخليج وتركيا واسرائيل ولم تبقى الا سوريا وما هي الا ايام وينتهي كل شيء، ولم تكن خطة بايدن عبثية عندما قسم العراق الى ثلاثة محاور وكان على السياسيين فهمها لانها الحل السريع والافضل والاقل خسائر لجميع الاطراف بل ان الخسائر قد تكون لاشيء مقابل ما يخبئه الزمن ودول الخليج والقدر للعراق والعراقيين في قادم الايام وفي النهاية سيكون العراق ثلاث محاور لكن بعد ان يكون قد دفع الثمن غاليا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم
2012-08-12
تكملة المهم انها مؤيدة من قبل الغرب وليذهب جماعة صدام الى الجحيم احفاد بني امية عمرهم ما حنو علينا او رحمونا .. فلا يوجد اي داعي البقاء معهم وخصوصا والثروة النفطية كلها او اغلبها في المناطق الشيعية
كاظم
2012-08-12
ولله صحيح كل ما ورد في المقال الرائع .. المالكي ضحكوا عليه السنة وهم صدك هو القائد العام للقوات المسلحة اللي هو بالعلاوي ما يعرف اشديصير وعرفوا عبادته للكرسي وظلوا يدقون على هذا الوتر وهو يفتح لهم الابواب على مصراعيها .. لكن هذه السياسة المالكية تنم عن غباء مطبق وقلة نظر ..هل حزب البعث صالح حزب الدعوة ؟ وهل فتح له ابواب الدولة ومراكزها القيادية ؟ مو كان المالكي كاتله الضيم والجوع ومسمي نفسه الى حد السقوط جواد المالكي .. الفدرالية هية الحل لكل مشاكل العراق وبالاخص الشيعة والاهم انها مؤيدة من
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك