المقالات

سوريا الازمة التي تداخلت فيها اخطر الملفات العالمية

529 07:38:00 2012-08-11

باسم العوادي

خلاصة الوصف الدقيق للحالة السورية هو التصريح الهام لبان كي مون الامين العام للامم المتحدة والذي اعترف فيه ان الاحداث في سوريا هي معركة بالنيابة بعد تداخل اخطر ملفات عالمية بها وحولها وهي حتى الآن كالتالي :الاول هو الصراع العربي والسوري (حزب الله) ـ الاسرائيلي الثاني هي معركة التحدي بين ورسيا والصين وامريكا الثالث التدافع بين ايران وحلفاءها ـ وبين السعودية وحلفاءها الرابع هو ملف الطاقة العالمي ( الغاز ) وخطوط امداده الخامس ملف النزاع على المناطق الستراتيجية العالمية (كالبحر الابيض المتوسط) والدول المطلة عليه السادس الملف النووي الايراني ومحاصرة ايران السابع ملف الصراع بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني الثامن ملف النزاع الطائفي في العالم الاسلامي وتحدياته التاسع ملف القاعدة والجماعات المتطرفةهذه الملفات المعقدة والمستعصية والمستدامة اصبحت كلها لاعبة وحاضرة و مطروحة على نسب مختلفة في كل ابعاد الازمة السورية وتداعياتها بطريقة لم يشهد لها العالم من مثيل منذ انتهاء الحرب الباردة بين القطبيين العالميين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية

الضرب تحت الحزام:لاشك ان الاسابيع الثلاثة الماضية قد شهدت تطورا خطيرا في الازمة السورية بعد ان حافظت الاحداث في سوريا ومنذ اشتعالها في منتصف الشهر الثالث من عام 2011 على وتيرة واحدة وهي عمليات كر وفر بين القوات النظامية والقوات المعارضة وقد كسر هذا الامر بعملية تفجير مقر الامن الوطني ومقتل اربعة من اركان الدولة السورية وهم قادة ( خلية الازمة ) التي تتعامل مع كل تفاصيل الاحداث الداخلية منذ اشتعال المواجهات السلمية ثم العسكرية ولحق ذلك بهجوم واسع على دمشق قيل انه تم بـ ( 3000 ) آلاف مسلح من جهات مختلفة سورية وخارجية ثم انشقاق مجموعة من مسؤولي الدولة السورية مدنيين وعسكريين وختم باختطاف 48 زائرا ايرانيا وقتل ثلاثة منهم رغم ان ايران كذبت خبر مقتلهم ، في المقابل فان النظام السوري قد استطاع ان يستوعب هذه الاحداث بصورة سريعة ورتب اوراقة وبدأ هجموما مضادا استطاع من خلالة ان يثبت اقدامة على الارض ويسترجع العاصمة دمشق ويشن حملة قوية على حلب اخر المعاقل الخطيرة ولم يبق منها الى جيوب قليلة ، والملفت هو دخول حزب العمال الكردستاني في اتون الازمة الذي اختطف ثلاثة من القوات النظامية التركية وقيل انه نشر المئات من افراده في المدن الكوردية السورية للدفاع عنها لجانب القوات النظامية السورية ، وقد استطاع الجيش السوري من اسر مجموعة اخرى فيهم السعودي والقطري والتركي مضافا الى مجامع اسرها سابقا والنتيجة بالمحصلة هي مبادلة بين الطرفين وان لم يحن وقتها الآن والدليل على ذلك ان قناة الجزيرة القطرية سارعت بعد ساعات قليلة جدا من بث شريط مصور للخاطفين والمخطوفين ثم اعقب بلقاء مع الجزيرة مع قائد المجموعة الخاطفة الذي ابدى استعداده للتفاوض وقد اعتبر مثل هذا الحدث طمأنة لايران على المخطوفين وسلامتهم وقد تكون الرسائل السرية من وراء هذا الحدث قد وصلت لايران.الولايات المتحدة الامريكية وبالخصوص الرئيس اوباما وبرغم كل الدعم المقدم للمعارضة السورية المادي والمخابراتي لم يوافق على تدخل مباشر لسببين رئيسيين الاول هو سياسية اوباما الخارجية بعدم التدخل المباشر بالازمات العربية بصورة عسكرية ، ثانيا هو حساب الموقف الروسي الواضح والصريح من الازمة والتي يعتبرها معركة تمس الامن القومي الروسي وتهديدا جديدا له ولحلفاءة ودورة الخارجي ومستقبل انتشار قواته ، فسقوط سوريا يجعل على الاقل منطقة البحر الابيض المتوسط والدول المطلقة عليه وهي تقريبا قلب العالم سياسيا واقتصاديا وتجاريا وعسكريا منطقة مغلقة لامريكا والناتو وستكون شبه محرمة على روسيا والصين وغيرهم من الدول الناهظة اقتصاديا مضافا الى ان اجزاء كبيرة من الازمة متعلقة بخطوط الغاز العالمية التي يراد مدها لكي تربط الخليج باوربا ومررات هذه الخطوط الجغرافية وهذا بالاصل يهدد اقتصاد روسيا باعتبارها المورد الاول للغاز الى اوربا عبر شركت ( كاز بروم ) العالمية الروسية وعليه فما لم تتم تسوية عالمية بين ورسيا والصين وامريكا واروبا على طبيعة خطوط الغاز فالامور تتجه الى التدهور والازمة العالمية.

ايران ومحور المقاومة ، امريكا والدعم غير القاتل :ايران من جهتها ردت بعد اختطاف مواطنيها من خلال تصريحات رئيس مجلس الامن القومي سعيد جليلي في زيارته 7/8/ 2012 الى سوريا وايران وبعدها بيوم الى العراق بانها لن تسمح بسقوط النظام السوري لانه ركن اساسي من اركان محور المقاومة وهي تحضر لمؤتمر حول سوريا عقد الخميس 9 / 8 / 2012 حضرته اطراف هامة وغابت عنه اطراف هامة أخرى ، جاء هذا متزامنا بدعوة العاهل السعودي للرئيس الايراني لحضور مؤتمر التضامن الاسلامي الذي سيعد في السعودي 27 و 28 من شهر رمضان الحالي وقد توقف الكثير من المحلليين السياسيين الغربيين عند مثل هذه الدعو وتحت هذا المسمى وفي مثل هذا الوقت بالذات واعتبرها البعض دعو تهدئة او مقدمة لايجاد حل ما للازمة السورية ان صدقت التحليلات ، ومع استقالة كوفي عنان عن مهمته كمبعوث للامم المتحدة ـ الجامعة العربية وفشل خطته ذات النقاط الستة يكون الحل الدبلوماسي قد انتهى لحد هذه اللحظة ولايوجد اي بديل حالي مطروح عالمي او اقليمي او محلي لانهاء الصراع في سوريا وهذا يترك الباب مفتوحا لمعارك قادمة شرسة بالنيابة على الارض السورية وهذا ماحصل بالفعل خلال الايام الماضية والظاهر انه سيستمر عل شكل عمليات مد وجزر كر وفر لحين وصول موعد الانتخابات الامريكية وافراز من الذي سيحكم البيت الابيض في شهر تشرين الثاني القادم ولاريب خلال هذه الفترة الممتدة من الآن وحتى اعلان نتائج الانتخابات الامريكية ستحاول اسرائيل جاهدة وكما هي تحاول الان بدفع الادارة الامريكية لاتخاد مواقف اكثر تطرفا وخطورة في الازمة وسيحاول محور الدول العربية والاقليمية الداعمية للتغيير في سوريا بالزج بكامل قوتها لانهاء المعركة قبل حلول هذا التاريخ وهي التي لم تخفي امتعاضها اكثر من مرة من عدم زج الولايات المتحدة بكامل ثقلها لحسم الموقف من خلال الناتو او العمل خارج اطار الامم المتحدة او تسليح الفصائل السورية المعارضة بالاسلحة الثقيلة في الوقت الذي اصرت فيه امريكا في بياناتها العلنية على انها تقدم دعم غير قاتل للمعارضة السوري وعبارة (غير قاتل ) لم تأتي عبثا في بياناتها وانما هي رسالة واضحة لم يفهمها تفسر فيها موقف امريكا الواضح من الازمة بعد تعريض مصالحها العالمية للخطر وتوريط نفسها كليا بازمة غير مضمونة النتائج لحساب مجاملات او عين اطراف عربية او اقليمية هي بالاصل تشهد تطورات مثيرة مقلقلة للولايات المتحدة نفسها ناهيك عن التشكيك الدائم للاعلام الامريكي وكثير من مراكز صنع القرار لديهم بقدرة المعارضة السورية وتشظيها وتخوفهم الواضح والصريح من اليد الطولى لمجاميع ومليشيات متطرفة ترفع شعار القاعدة.

تشرين الثاني نهاية القتال :وبالمحصلة النهائية فالازمة السورية لم يعد حلها داخليا فقط وانما اصبح حلها دوليا اقليميا محضا ومالم تتوافق الدول المختلفة بالاصل حول حل دبلوماسي لها فلن تشهد الساحة السورية هدوءا نسبيا خلال الاشهر القادمة رغم ان الميدان يؤكد على ان قوة الدولة السورية على الارض وحسمها للمعارك تباعا يتقدم بخطوات حثيثة ، ومعلوم ان كل يوم يقترب من الانتخابات الامريكية يجعل الساسة الامريكان مشغولين بهمهم الداخلي وانتظار مصير بيتهم الابيض ولأن الرئيس الامريكي باراك اوباما لازلت كفته هي العليا ولم تتضرر شعبيته داخليا بدرجة كبيرة ولم يشكل منافسة الجمهوري تحديا حقيقا له حتى هذه اللحظة وهذا يعني ان نجاح اوباما بالدورة الانتخابية الثانية سيكون مفتاحا لحل الازمة السورية لانها كما بات واضحا بدأت تستهلك اوقات وجهود وموارد دول عديدة وبالخصوص منها الاقليمية وان بقاءها على حالها فترة اطول من نهاية العام الحالي يعني انتحار سياسي بمعنى الكلمة لكل الاطراف بالخصوص منها العربية والاقليمية دون امريكا ولاسيما وان معادلة الارض والميدان لم تتغير كثيرا وهي سيطرة شبه تامة للقوات النظامية وعمليات هنا وهناك للقوى المعارضة لا تشكل تهديدا خطيرا على النظام ناهيك عن اعتراف الجميع بان معركة حلب الجارية حاليا هي معركة الحسم في سوريا ومن سيكسب الارض فيها سيكون هو الاقوى خلال المرحلة القادمة او ان معركة حلب هي مقدمة الحل التفاوضي ، تشرين الثاني او نهاية العام الحالي وقت متوقع لاستمرار الازمة السورية ومن يستطيع ان يواصل بعزم وقوة وذكاء ويثبت اكثر في الميدان سيكون صاحب الكفة الغالبة بعد تشرين الثاني وفوز اوباما باربع سنوات جديدة سيكون اول مراحل الحل السياسي التفاوضي للازمة السورية.

باسم العوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك