المقالات

الزّائدة الدودية العربية قطر متى ستنفجر؟....بقلم:مهنّد علي صقّور

1102 06:28:00 2012-08-11

 

 

"من رحمِ  التصحّر والتملّح وسباق الهجن والبداوة المتخلّفة  "

" الزّائدة الدودية العربية قطر متى ستنفجر؟"

قطر .. وما أدراك ما قطر ؟ طبعاً أنا لا أسألُ عن دولةٍ من خارجِ عالمنا , ولا أتساءلُ عن دولةٍ سبرت أغوار الأرض وأعطت العالم ما لم يكن يحلمُ بهِ , ولا أتساءلُ أيضاً عن مملكةٍ ضاقت بها الأرض بما رحبت فما كان منها إلا أن غزت الفضاء سماءً تلو الأخرى , ومجرّةً بعد مجرّة , تاركةً خلفها " سبأ وإرمَ ذاتِ العمادِ ومأرب " انقاضاً وأطلالاً ,  ولا أتساءلُ عن دولةٍ أنجبت من العلماء ما عجز العلماءُ أنفسهم عن تفسيره , وما كنتُ يوماً لأسأل عن عمر هذهِ الدولة وتراثها وحضارتها , ومن المسلّمِ بهِ أنني لا أسألُ عن أمبراطوريةٍ بناها "هولاكو" تحت الرّمال وفجأةً استيقظت لتذهل العالم بقدراتها ,  فكلّ ذلك لم يكن ليجعلني أدخلُ هذهِ المغارة من التساؤلات المفزعة , ولم يكن ليدفعني للكتابةِ عن عرضٍ اعترى جوهرَ جسدنا العربيّ ورماهُ بالمئاتِ من الأمراضِ والفيروسات القاتلة , ولكن ما ألهبَ هذهِ التساؤلات في صدري وعقلي هو هل عقمت الأمة العربية عن الإنجاب واكتفت بهذهِ الشوهاءُ قطر ؟ وهل شاخَ الفارسُ العربيّ ولم يعد قادراً على إنجابِ الفارس الوريث ؟ وهل مازال " الزيرُ سالم وعمرو بن كلثوم وامرؤ القيس وعنترة العبسي " يعانون عضّ القيود والأصفاد في سجنهم تحت الرّمال اللاهبة ؟ وهل ما زالوا يتجرعون الحنظلَ في زنازينهم المظلمة ؟   أجبني إذا ما كنتَ تعرفُ شيئاً  أيّها التاريخ , بالله عليكَ أخبرني واطفئ ناري هل بات "آل خرافة " صفوة العرب ؟ وهل أضحوا الفاتحين الجدد ؟ وهل هم من سيقود الأمّة العربية نحو الخلاص ؟ وهل أصبح َ " جسّاس البكري " عنترة القرن الحالي ؟ أخبرني أيّها التاريخ ولا تخف فنيرون أصبح رماداً , وكسرى بات حديث السّمّار , وهولاكو أكل الزمانُ على أمجادهِ وشرب , أخبرني أيّها التاريخ وقف ولو لمرةٍ واحدة في المكان الصحيح حيثُ يجب أن تكون دائماً . 

في غفلةٍ من الزّمن غاب فيها المنطقُ والعقل والتراث , وغابَ فيها كلّ ما هو أصيل , وعبر تسونامي مدّمر ضرب جسد الأمّة العربية وتركَ أثارهُ وندوبهُ في ذلك الجسد المنهكُ المترهّل والمكتظّ بفيروسات النفط والقير والرّعوية البدائية , وجراثيم الوهّابية الفتّاكة , وجرّاء عمليةِ سفاحٍ وبغيّ  مُورِست على سريرٍ دعائمهُ الأربعة صهيو أمريكية , وإسفنجهُ عثماني الصّنع , وضعت جزيرةُ العرب جنينها المشوّه " قطر "  من خلال عمليةٍ قيصريةٍ  مشوهة أجراها أمهر الأطباء في أجهزة الاستخبارات البريطانية الأمريكية , أنجزت العملية وجاء المولودُ الجديد فباركتهُ الدّايةُ الماهرة وباركهُ بعدها والداهُ الشّرعيان تحتَ خيمةٍ ضُرِبت أطنابها وسط بعض الكثبان الرّملية التي تتلاعبُ بها الرّياحُ وتنقلها من مكانٍ لآخر , وخوفاً على صحّةِ مولود الشؤم رأى الوالدن أن لا سبيل لبقاءِ طفلهما حيّاً إلاّ إذا وضعاهُ في ميتمٍ يكونُ ملاذاً آمناً للفارس المنتظر , ولم يكن الأمرُ صعباً فالميتمُ قريبٌ جداً , حيثُ الرّياضُ , رياضُ المملكةِ العتيدة فالهواء طلقٌ , والجو معتدل , وجداولُ المياهِ تتفجّرُ يمنةً ويسرة , وهل هناكَ عيشةٌ أفضلُ من العيش في كنفِ الملوك ؟ وتحت رعايتهم وحنانهم ؟ غير أنّ ما لم يكن بالحسبان هو أنّهُ وبعدَ أن شبّ المعلولُ واشتدّ ساعداهُ تنكّرَ لصاحب الميتم , وأخذ مكانهُ عنوةً .

قطر هذهِ البقعة التي إن أنصفنا الحقيقة والواقع لا تعدو كونها خربةٍ مقفرةٍ - إلاّ من القمامة -  من خرائب شبه جزيرة العرب التي هي أبعدُ ما تكون اليوم عن العروبةِ والإسلام , أبعد ما تكون عن الإسلام الذي تتشدق بهِ إماراتها وسلطناتها وممالكها , جزيرةُ العرب التي كانت المهد الأول لأول من نطق بالضاد " يعرب بن قحطان" , ومنها انطلقت القبائل العربية الأصيلة لتنشر المروءة والشهامة والإيثار , وعلى أرضها ولد خاتم الأنبياء والمرسلين وبلّغ رسالتهُ للإنسانية جمعاء , نعم في سكرةٍ من سكرات الزمن ترعرعت هذهِ "القطر" ولكن في مواخير البغاء والعربدة حيثُ آل النحس في الرياض , وسماسرة الدين وتجّار الرقيق والدم العربي , ولأنّ المواخير تحلّل لساكنيها كلّ المحرمات , وتبيحُ لهم كل المحظورات , فمن الطبيعي  أن تصبحَ حسناءُ الجزيرة ملكةَ البغاء الأولى , وقوّادة الجواري الحسان , وبالتالي فلا مشكلة لديها فيمن تدعوهُ لنفسها سواءَ كان محرماً أو غير محرم , عربياً أم أجنبياً , المهم أنّها تشبع غريزتها وتستكملَ لذتها , ولو خالفت بذلك الشرع والعرض , وتشبّ الشّوهاء على الفجور غير آبهةٍ بشرفٍ أو كرامة , منتهكةً بذلك كلّ القيم والأعراف والطقوس التي جُبِل عليها العرب , حتى أنها ولشدةِ بغائها ومجونها لم تجد عيباً في أنّ تدعو لنفسها حتى رعاة الجزيرة وأقبحهم خَلقاً وخُلقاً لتنتجَ مغامرتها تلك عن ولادة  ما باتَ يُعرفُ " بآل ثاني " المولود النّحس الذي اخذ كلّ صفات أمّهِ ومورّثاتها , تلك العائلة الخليطُ والهجين ممن لا يعرفُ إلاّ الله مكوناتِ  نِطفهم , والتي لم يكن أحد يعلم أنّها ستجلب الويل والثبور لجزيرةِ العرب , ولم يكن أحد يعلم أنّها ستكون الحربة المسمومة التي ستطعنُ العربَ والإسلام , والتي لم يكن أحد يعلم أنّها ستكون السوقَ الذي تُباعُ بهِ الأعراض والكرامات والشرف العربي , بل وحتى المقدّسات عبر سماسرةِ الأعضاءِ والدّماء وتجّار صكوك الغفران وعقود القرانِ بالحور العين في جنانٍ لا يعلمُ إلاّ الله مكانها , هذهِ هي حسناءُ جزيرة العرب , أو بالمعنى الأدقّ "عاهرة آلَ خرافة" وولاةِ أمرها في تل أبيب وواشنطن  , فافرح أيّها التاريخ واقرع طبول انتصاراتكَ , ومزامير فتحكَ المظفّر , ففرسانَ البروتوكولات التلمودية عادوا , وهذهِ المرة من جزيرةِ العرب , من الدّوحة والرّياض , يقودُ جحفلهم " سعود الفيصل " ويحمل رايتهم " حمد بن جاسم " , ومن ورائهم وعلى عرشِ من النّفطِ والغاز تجلسُ نبيّتهم وملهمتهم ملكة الرّمال " موزة بنت مسند " نبيّة العصور العربية المتأخّرة تستعيدُ سيرة جدتها " سجاح التميميّة " وقد آلَ إليها إرثُ مسيلمة الكذّاب .

إذاً مملكةُ الرّمال تخرجُ من رحم الاستخبارات البريطانية والأمريكية , وتوجهُ صفعتها الأولى لمؤسس علم الاجتماع الأول " ابن خلدون" , مُذكّرةً إيّاهُ بما أغفلهُ وسقطَ منهُ سهواً في بحوثهِ عن أطوار الدولة ومقوّماتها من جهة , ومعاقبةً إيّاهُ على جرأتهِ المُفرطة في استشرافِ المستقبل وعدمِ إشارتهِ أو تلميحهِ ولو من طرفٍ خفيّ على ولادةِ مملكةٍ ستركب العرب والعروبة وتقودهم إلى جنانِ الله الواسعة من جهةٍ ثانية , فيا لسوء حظكَ يا ابن خلدون , فكم كانَ جميلاً لو امتدَ بك العمرُ لترى أنّ ما قضّيتَ عمركَ في الحديثِ عنهُ والبحث عن مقوماتهِ ودعائمهِ , يسقطُ دفعةً واحدةً وبالضربة القاضية على مضاربِ " الدوحة " ,أما الصفعة الثانية فقد كانت من نصيبِ عالم الوراثة " ماندل" الذي لم يكن ليدور في خلدهِ ولو للحظة أنّ هناكَ إمكانية لاستنساخِ الرّعاة وحُداة الخيل , ولم يكن ليتوقع أيضاً أنّ الجينات الهمجية  قد تُستنسخ وتخرجُ منها سلالات صافية " كالجزيرة والعربية وصفا " ومما لا شكّ فيهِ أنّ ماندل التعيس على فظاعةِ فقرهِ لو قُدّرَ لهُ الخروج من أحدِ القبور الداثرة للعن الساعة التي وضعَ فيها أول معادلةٍ وراثية ستكونُ نتائجها المستقبلية كارثةً كبرى حتى على الوراثة نفسها , وكيف لا والأجيال القادمة سيصرخُ لسان حالها هادراً " تبّت يداكَ ماندل , وتبّ ما كشفتهُ " إذا كانت قطر وأخواتها من نتائجهِ .

أمّا الجسدُ العربيّ المثقل بجراحهِ وندوبهِ , والمبتلي بفيروس نقص المناعة القطرية السعودية , والذي يعاني صداعَ الشتات والقهر والحرمان بات ضامراً كراعٍ أوهنهُ الطوى , وألهبت بلعومهُ حرارة آبار النفط والغاز المسافرة عبر الناقلات الأمريكية والأوروبية , والمصاب بالجمرة الوهّابية الخبيثة التي تشظّت وانتشرت عبر مسامات جلدهِ على شكل عصابات ومرتزقة ومجرمين من خلال حقنها بمضادات جهادية متعددة الأنواع " كالقرضاوي والعرعور واللحيدان " ومما زادَ في وهنهِ وعلّتهِ وشلّ حركتهُ نهائياً هو انتقال هذهِ الفيروسات الفتّاكة القاتلة إلى قلبهِ النّابض " سوريا"  الذي لطالما تغلّب على " الجلطات الجليجية وغيرها " , نعم سوريا التي توافدت عليها هذهِ الفيروسات من كلّ حدبٍ وصوب بغيةَ إيقافِ هذا القلب وللأبد , وبالتالي قطع الشرايين والأوردة التي تنقل الدّم الصافي الذي يضخّهُ هذا القلب إلى بقية الجسد العربي الذي يقبعُ في غرفةِ الإنعاش والذي لن يخرجَ منها فيما لو توقّف هذا القلب عن النبض لا سمحَ الله .

وبالتالي فإنّ " قطر" وجرّاء التّضخّم والتمدّد والبطنة لم يعد لها شبيهاً إلا الزّائدة الدودية التي قد تودي بصاحبها في أيّةِ لحظة إذا ما انفجرت , وعليهِ فإنّ المعاناة الأليمة التي يعانيها الجسد العربي حالياً ليست سوى هذا الالتهاب الحاد الذي اعترى هذهِ الزّائدة المتخمة بمخلفات النفط والغاز والفتاوي الوهّابية وحشيش السلطنة العثمانية المريضة  من جهة , وتهافت أذناب هذهِ الزائدة من مرتزقةِ الجيش السوري الحر والمنشقين عن القلب السوري الذين زادوا من التهابها وتورمها من جهة أخرى , حيثُ بات الانفجارُ وشيكاً , وعليهِ فإنّ السؤال الذي يطرحُ نفسهُ بقوةٍ هو : هل ستنفجر هذهِ الزّائدة المتورمة وتودي بصاحبها ؟ وهل سيسارع الطبيب الأمريكي الماهر إلى تقديمِ أفضل علاجاتهِ وعقاقيرهِ حفاظاً على حياةِ طفلتهِ المدلّلة ؟ أم أنّ القلب السوري النّابض بقوة سيضخّ وكعادتهِ دماً عربياً جديداً خالياً من الشوائب ويعيدُ للجسد العربي قوتهُ وحيويته ؟ حيثُ ستمرع الرّمالُ خصباً واخضراراً , وتفيضُ الجزيرة غلالاً وخيراً  بعد عقودٍ من السنين العجاف التي ألقت بظلامها ويبابها على دهناء العرب .

القادمُ من الأيّام سيظهرُ للعالم أنّ من جاءَ فجأةً سيذهبُ فجأةً , وسيعرفُ العالمُ أيضاً أنّ من أخذ مكانَ غيرهِ وارتدى لباساً غير لباسهِ سيسقط وينهار لأنّ لكلّ مكان حجمهُ , ولكلّ عصرٍ رجالهُ , فالزمن وكعادتهِ لا يعود للوراء , والتاريخ لا يكتب إلا عن الرّجال , ووحدها رسالةُ السماء لا تعرفُ الهزيمة , ورجالها لا يطالهم الموت , وسوريا من رسالات السماء فهيهات هيهات أنْ ينالوا منها , وعند كلّ إشراقةِ شمس ميلادُ يومٍ جديد , ويوسفُ الصّديق لن تخيفهُ آبار العالم كلّه ’ فصواعهُ في دمشق ولن يُسرقَ منها مرّةً ثانية .

4/5/811

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك