المهندسة بغداد
جذبتني هذه الصورة في عمق مدلولها وتنوع ما تنطق به ودفعتني الى تمريرها الى القارىء الكريم عسى ان يقرأ فيها شيئا ً لم نلتفت اليه فيضيء علينا بنور كلماته .
أول ما تبادر الى ذهني عند التمعن بالصورة ان الاشارة فيها تخص النساء المسلمات وتصويرهن على انهن ما زلن يعشن العبودية والاضطهاد في ظل دولهن أو دينهن وقد تمثلت العبودية لنفوذ يخالفها في العقيدة والتوجه ولتبقى أسيرة بحكم تلك العبودية .
وبالتمعن بشكل أدق خطر ببالي ان الصورة تخص الاسلام بما سبق ذكره وانما جاءت المراة لتشير الى الاسلام بالحجاب الذي ترتدي ليس الا , فالاسلام تابع ذليل يفعل ما يُؤمر وان خالف معتقداته لانه يريد العيش فقط .
ومن ثم تسألت ولماذا اعتبر ما في الصورة اسلاماً ؟َ! وهنا اقف عند نقطة ربما لحظها القارىء عن سبب استخدامي لكلمة الاسلام وليس المسلمين والسبب في ذلك لقناعتي من ان المسلمين هم الاداة التي أُستخدمت في الطرق على عمود الاسلام المستقيم لحنيه وتغيير شكله وصولا ً الى أسلام بشكل جديد وهذا ما نعيشه اليوم فأغلب المسلمين قد غرر بهم منذ حين ابتداءاً بنبذ وصية الرسول الاعظم الى حيث اللا نهاية فمن جرأة الى اخرى صار الاسلام لعبة بيد الولاة يحذفون من الصلاة ما يشاؤون ويضيفون ما يشاؤون ويتقولون على الرسول ص مما سجل التاريخ من مهازل كتبت بأسم من حُسب على الاسلام الى ان وصلت الى القوى العظمى لتُكمل مشواراً بدأها الاصحاب !! فاي فاجعة تلك .
وكل ذلك ليقدموا لنا محمدا ً باشكال مختلفة فهو العابس بنظرهم وهو من ارسله الله ليتمم مكارم الاخلاق ! وليقدموا لنا اسلاما ً بأطر مختلفة المتزمت من جهة والمنحل من جهة الاخرى فالامر أكبر من صورة تسحبنا الى تعليق لاننا لو انتقلنا
الى ما يقدمه فنانو مصر وعلى رأسهم عادل امام على مدى اكثر من 20 سنة لشهدنا بانه الاكثر خطراً وايذاءا للاسلام الاصيل فعادل امام في اغلب افلامه يقدم لك اسلاما ً بوجهين ولك ان تختار الاول متزمت من الدرجة الاولى والمتمثل بالوهابية فهو اسلام ظاهري متعصب والباطن فساد ومجون والاسلام الثاني مجاهر بالمجون والفسوق وبهذه المجاهرة يخرج من دائرة النفاق ! فهو صادق !! وعندها ا يكون الله عز وجل في اللاسلام الاول شديد العقاب وفي الثاني غفور رحيم ولك ان تختار ؟!! .
للحديث تشعبات كثيرة واكتفي بالخطوط العامة وصولا ً الى خاتمة أقول فيها انني لم ولن ارضى بغير الاسلام الاصيل دينا ً وأنني لم اعرفه الا عن طريق الائمة الاطهار عليهم السلام فكلامهم لم يوازيه كلام وخلودهم في الدنيا لم يناله احد وحبهم في قلوب الناس أمر فطري غير قابل للتشكيك وهم باب تطل منه الى شخص نبيك الذي لم يكن ذات يوم عابساً الا على الكافر العاصي وهو منهل الرحمة للمؤمنين ومن هذا الباب تصل الى معرفة صفات خالقك الذي اودعها في شخص نبيه للاستدلال عليه وما الاسماء الحسنى الا دليل على تكامل صفاته جل شأنه فالله شديد العقاب لمن انحرف عن طريق الحق سواء كان هذا بالتعصب او النفاق او المجون بل حتى بالكذب وغفور رحيم لمن تاب واصلح بغض النظر عن جرمه ومن الصعب ان يتصور المسلم هذا التوازن الا عن طريق اهل البيت وكلامهم الذي يجلي الغبرة عن الحقيقة .
أسلامنا دواء لا داء ونبينا رحمة وأأئمتنا هداة ولحبهم لابد لنا من جولة في دواخلنا لنطرد ما استغفلتنا من مفاهيم خاطئة رسمت ترسبات في ذواتنا وبقعاً على ثيابنا البيضاء فهل نستقبل البشارة الا بثياب طاهرة بيضاء ناصعة وسط سيول الوحل التي نعيش لنقول له يا حبيبنا لقد حفظناها لاجلك فهل من قبول نسأل الله في هذه الليالي العظيمة ان يعيننا على انفسنا ويقوي ايماننا وان يكتبنا من المغفور لهم بحق حبيبه محمد وال محمد .
واخيرا يبقى كل هذا تأمل في صورة ربما جاءت عفوية وليس فيها البعد الذي رأيت ولكن هذا لا يتقاطع مع فكرة استهداف الاسلام والمسلمين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha