الكرامة العراقية والسعودية والمشاركة في القمة العربية

( بقلم : باسم العوادي )

مقررات وزراء الخارجية العرب الطائفية في القاهرة وتدخلهم في الشأن العراقي و الدعوات التدولية الخطرة والبنود الطائفية الثمانية السيئة الصيت للأمين العام عمرو موسى رسل القوم اليكم يا قادة العراق ، وعنوان واضح لما سيتم طرحه في القمة القادمة ، فهل للكرامة العراقية من سبيل ، وهل هناك من متعض ؟؟؟ !!!نماذج لكرامة دول:الرئيس معمر القذافي يرفض المشاركة في القمة العربية لانها تعقد في الرياض و لانه على خلاف منذ عدة سنوات مع الحكومة السعودية وكرامته تأبي ان يشارك في قمة قررت ان تعقد في شرم الشيخ ولكنها غيرت الى الرياض لاسباب اخرى وهو على اية حال على خلاف مع آل سعود منذ نجاح انقلابه في 1969 لكنه في فترات قوته وفي فترات ضعفه كان صلبا وقويا امام السعودية ولايرى سببا يدعوه للمشاركة في قمة تستضيفها دولة تحاربه وتعادية وتحيك ضده المؤامرات . أمير قطر يرفض المشاركة في القمة العربية أيضا لانه على خلاف مع السعودية ومن يشاهد الحرب الباردة بين الطرفين في فضائيتي الجزيرة و العربية يعلم مدى الخلاف الواقع بينهم وبالتالي كرامته تمنعه من المشاركة في قمة يشعر بانه غريبا عليها او على اقل التقادير مقيد لايستطيع ان يتحدث او يتحرك او يتخاطب مع الحضور أو على أقل التقادير لا يرى نفسه مجبرا بانه يتصافح او يتبادل تبويس اللحى مع غرمائه في السعودية.سوريا ورئيسها بشار الأسد وان قرر ان يحضر القمة العربية الحالية وان يتصالح مع القيادة السعودية إلا انه قد اوصل رسالته الواضحه والجريئة للسعودية بعد الحرب الاخيرة بين حزب الله واسرائيل عندما وصف وعلنا كل من وقف ضد حزب الله من القيادات العربية وفي مقدمتهم السعودية بأنهم ( انصاف الرجال ) والخونة و العملاء لاسرائيل ووقف بوجه السعودية عندما احسن ان السعودية تحاول ان تتعالى عليه وحتى في الاجتماعات الاخيرة لمجلس وزراء الخارجة العرب في القاهرة الذي نتحدث حوله كان مندوب سوريا قد وقف بوجه نص سعودي ارادت السعودية ان تمرره بدعوى دعم لبنان وتأييد المحكمة الدولية إلا ان سوريا رفضت النص السعودي وحالت دون اقراره في البيان الختامي رغم ان سورية تعلم ان لبنان قد تحول الى قضية حياة او موت للقيادة السعودية ، فللقيادة السورية كرامتها التي لا تقبل ان تمس لا من السعودية ولا غيرها .نماذج لكرامة جماعات: حماس ترد الصاع صاعين للسعودية فبعد الحملة القوية التي شنتها السعودية على حماس من خلال فضائية العربية وتشويهها لسمعة حماس ردت حماس سياسيا وعسكريا من خلال تفجير مبنى فضائية العربية وهي الممثل للسياسة السعودية وصوتها الاعلامي في العالم في غزة وصعدت عسكريا ضد جماعة فتح المدعومة سعوديا وتحالفت مع ايران وفعلت ما فعلت لكي ترد على السعودية وفي النهاية انقادت السعودية ورضخت ودعت لمؤتمر مكة الذي كان لصالح حماس مئة بالمائة واجلست قيادات حماس كقرين لقيادت فتح في مكة وحصل الاتفاق الشهير الشهر الماضي رغم ذلك فان حماس لم تتنازل للسعودية عندما عادت الى غزة وفرضت شروطها وبقوة على فتح ، فلحماس كرامة لم تتنازل عنها امام السعودية بل هي التي اجبرت السعودية على احترامها . حزب الله الآخر بدورة لم يسكت للتدخلات السعودية وحملتها الاعلامية التشويهية ضده بعد الحرب الاخيرة وفي كل مرة يرد فيها الحزب على غرمائه في لبنان لا يفوت الفرصه ألا ويرد على السعودية وفي الخطاب الاخير لحسن نصر الله اشارات واضحه للسعودية وعملية الاضراب المدني الذي دعا اليه حزب الله والمعارضه في بيروت ومحاصرته للسنيورة قبل شهر كانت رساله للسعودية ناهيك عن عشرات الرسائل العلنية والسرية التي رد فيها الحزب على السعودية وقد اجبرت السعودية ودعت في موسم الحج الماضي السيد نصر الله ولكنه رفض وأرسل نائبة نعيم قاسم ولم يتم الاتفاق مع الحكومة السعودية فللحزب كرامة يأبي ان تنحني أمام السعودية أو غيرها . آل الحوثي الابطال ومنذ اكثر من سنه وهم يقاتلون السعودية في اليمن وقد قدموا اكثر من عشرون الف قتيل سقطوا على ايدي الشويش علي عبد الله صالح وبأوامر من السعودية وقبل اسبيع فقط قاتلت قبائل الحوثيين قوات الحدود السعودية وهزمتها عندما حاولت ان تشق طريق الى احد الوديان التي يتمترس بها ابطالها المجاهدون وما مرت فرصه الى ورد فيها آل الحوئي وبينوا فيها التدخلات السعودية ودور السعودية في السيطرة المذهبية على اليمن فلآل الحوئي كرامة يأبون ان تمس وان قدموا من اجلها عشرون الف قتيل آخرين . هذه نماذج لدول ونماذج لجماعات تحدت السعودية في القريب العاجل بل وقاتلت السعودية سياسيا او عسكريا من اجل كرامتها ولم تخف ولم تتراجع بل صمدت واجبرت السعودية على التراجع ، فأين اذن الكرامة العراقية ؟؟؟ ولماذا يخاف صانع القرار السياسي العراقي ؟؟؟؟ ولماذا يريد العراق ان يشارك في القمة العربية وكأن لاكرامة له والسعودية لا تفوت صغيرة وكبيرة إلا وتسيء للعراق وللحكومة وللشعب العراقي وبالخصوص الغالبية الشيعية العراقية ؟؟؟؟ ما هي فائدة مشاركة العراق في القمة العربية القادمة في الرياض تحت نظر القيادة السعودية المعتدية والمحاربة للحكومة العراقية؟؟؟لماذا لايرفض العراق مثلما رفضت ليبيا وقطر ؟؟؟؟مالذي حصل عليه العراق من المشاركة في القمم الأربعة الماضية بعد سقوط صدام ؟؟؟ ولماذ لا تتحدى الحكومة العراقية السعودية مثلما تحدتها ليس دول وانما جماعات كحزب الله وحماس وآل الحوثي فهل فهل لهذه الجماعات إرادات القوى من الأرادة العراقية ؟؟؟ وهل هذه الجماعات تمتلك من الكرامة اكثر مما يمتلك صانع القرار العراقي ؟؟؟وما هي العوامل التي تجعل صانع القرار العراقي يتخوف ويحسب للسعودية الف حساب وهو يمتلك القوة والمنعه والقرار السياسي فيما ان احزاب صغيره في دول صغيره كالتي ذكرناها تتحدى دولها وتتحدى السعودية وتحقق انتصارات سياسية كبيرة فيما لايستطيع صانع القرار السياسي العراقي ان يفتح فمه بكلمة امام السعودية وتدخلاتها وتجاوزاتها على العراق وطنا وشعبا ، طبعا هنا نستثني البعض من الذين تحلوا بالقدرة و الشجاعة من السياسيين امام التدخلات السعودية وردوا عليها. ماذا يؤمل العراق من المشاركة في القمة العربية مثلا ؟؟؟ اذا كان وزراء الخارجية العرب وهم في مرتبة اقل من الرؤساء والملوك وكان بيانهم الختامي طائفي وعنصري ويشرعن ليس للتدخل في الشؤون العراقية فحسب بل يشرعن ويؤسس لتدويل القضية العراقية ويتهم الحكومة العراقية بصورة مبطنة بالطائفية ويطالبها بحل المليشيات تلك المطالبات التي لم نسمع ولم يسمع لها العالم من حسيس من قبل عندما كانت عصابات القاعدة والبعث تقتل العراقيين قبل تفجير مراقد سامراء المقدسة، ويطالب العرب الحكومة العراقية بأعادة صياغة الدستور في الوقت الذي لايوجد في دولهم دساتير يحتكمون اليها في خلافاتهم مع الشعب بل ويذهبون بعيدا عندما يريدون ترجيح كفة مذهب على آخر في العراق بل وارجاع البعثيين من القتلة والمجرمين من خلال عبارات مطاطة فضفاضة عائمة تحت عنوان توسيع مشاركة شرائح الشعب العراقي في العملية السياسية وهم يعلمون ان العراق سنة وشيعة واكراد وكلهم في الحكومة فأين هي الشرائح التي يجب ان توسع قاعدة العملية السياسية لها ؟؟؟؟ ان تصريحات عمرو موسى الاخيرة الطائفية وبنوده الثمانية المشؤومة وبيان وزراء الخارجية العرب بخصوص العراق نذير شؤوم وبداية غير موفقة لقمة مقبلة اعلن العراق انه سيشارك بها رغم ان صانع القرار السياسي العراقي يعلم ان اجتماع وزراء الخارجية الذي يسبق القمة عادة هو الذي يضع كامل الافكار واللمسات والتصورات للبيانات الختامة للقمة وبالتالي فتصريحات موسى وبيان الوزراء هو ضد العراق وضد سيادة العراق وضد شعب العراقي نظرا لما يحتوية ويروج له من تدخلات طائفية وعنصرية بل وحتى أرهابية ويجعل من نفسة قيما على الشعب العراقي ذو الإرادة الحقيقة الت تجلت من خلال الانتخابات الماضية واقراره للدستور فيما فشلت اغلب الشعوب العربية من اقرار سلطتها السياسية او المشاركة بها ومن حتى المشاركة في كتابة دساتيرها او حتى الاطلاع عليها احيانا اخرى !!!! وعلى هذا الاساس فلماذا لم يقرأ اذن صانع القرار العراقي البيان الختامي وتصريحات موسى ويرد عليها بعدم مشاركة العراق في القمة العربية ما لم تتوقف الدول العربية عن التدخل في الشأن الداخلي العراقي جملة وتفصيلا ، وهذه القناعة هي ليست قناعة عاطفية تنطلق من درة فعل بالاحباط او الانهزام النفسي امام الموقف العربي بل هي قناعة عقلائية والدليل على ذلك هو الموقف الليبي والموقف القطري العقلائي بعدم المشاركة في القمة . لقد جرب صانع القرار السياسي العراقي المشاركة في القمم العربية في السنوات الأربع الماضية وتعالى على كرامته معللا ذلك بالسعي الدبلوماسي لكسب ودب القادة والدول العربية ولم يحصل هذا ، فلماذا لايجرب مقاطعة القمة العربية ويثبت للسعودية ولغيرها ان له كرامة لايمكن ان تداس وان سكت سابقا من اجل مصحلة ما فان سكوته لن يطول وليرى فيما اذا جدت المقاطعة أم لا . باسم العوادي