بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا ً لتساؤلنا المطروح في المقال السابق وبناءا ً على ما ورد من اجابات الاخوة المتفضلين نطرح تسأؤلا ً اخر بعد تعقيب بسيط على الاجابات واغلبها جاء وكما هو متوقع من كل عراقي غيور ان يكون خيارهم التصدي لاي خطر قد يواجه بلدنا لاسامح الله من قبل السلفية التي تطرق ابواب سوريا وان يكون التصدي بنشر ثقافة السلاح بين صفوف الشعب وكما هو معلوم من ان هذه الثقافة هي سائدة ومنذ تسع سنوات وقد كان لها دور سلبي في كثير من المواطن حينما خرجت عن نطاق الكم والكيف وقد ادهشني تعليق احد الاخوة حيث استعرض كم الاسلحة التي يمتلك فلم اكن اتوقع ان يكون لمواطن هذا الكم فهو يمتلك مستودعا ً ! وهل من الممكن لاي شخص ان يمتلك ما يشاء من سلاح ؟ وماذا ان كان هذا الشخص غير مؤتمن مع بالغ احترامي للاخ المعلق الذي جاء تعليقه ليعبر عن استعداده لنصرة العقيدة والله يوفقه لكل خير ولكن من باب الاستشهاد بكم الاسلحة التي يمكن ان يمتلكها مواطن .
واتفق مع الاخوة من حيث اهمية التسلح ولكن قد اختلف مع من يتعامل مع هذا الامر بشكل فردي وبدون تنظيم والحقيقة كنت ابحث في التعليقات عن طرح فكرة القائد العقائدي الواعي الذي تلتف حوله هذه الافراد المؤمنة بتلك القضية وتسلمه عن ثقة ادارة الاحداث فمن هو هذا الشخص ؟ وما مدى اهميته ؟.
ولنبدأ بالاهمية والتي هي معلومة فالحروب تطلب قيادات ذكية وواعية ومؤمنة تدير الاحداث ويكون في يدها امكانيات وان كانت بسيطة وشعبية ولها كلمة تنفذ في عقول الرجال وربما يتقاطع مع رأينا من يعتقد ان هذا هو دور الجيش والقوات المسلحة فأبادره بأننا وصلنا الى نقطة حرجة في ثقتنا بالحكومة فنحن لا نمتلك تجاهها القدر الكافي من الثقة وفي نفس الوقت لا نستطيع تخوينها في امر مستقبلي قد يقع أو لا فنكون بذلك من الظالمين لها وعند هذه النقطة تكمن اهمية ذلك القائد فوجوده يهون عليك خذلان الحكومة ان حدث ولن تشعر بالضياع لوجود قيادة عقائدية عسكرية متمثلة بذلك القائد وان كانت الحكومة في طول ارادة الشعب عند ذلك ستمتلك قيادتين منسجمتين القائد العقائدي العسكري بامكانيات بسيطة والقيادة المسلحة المتمثلة بجيش الحكومة وهذه نقطة جوهرية في اهميته .
وهناك نقطة ثانية من ان وجوده يمنع الافراد من التنازع واستخدام الاسلحة بشكل عشوائي والاقتتال فيما بينهم فالاتفاق بالاغلبية يعطي قوة تجاه الفئات المنشقة والتي هي مصدر تخوفنا في وسط وجنوب العراق فهناك فئات عانينا من تصرفاتها العشوائية ما عانينا ولازلنا وهذه الفئات يصعب السيطرة عليها فقياداتها تشكو من سوء سلوك بعض افرادها ! هؤلاء لا يكبح جماح اندفاعهم الا ذلك القائد العقائدي بوضع التزامات تبين صدق نواياهم فأن تبين ما يُخشى منه يخرجوا من تلك الدائرة فأهم صفة في ذلك القائد هو عدم المجاملة في الحق , الاهميات كثر ولكن نكتفي بالنقطتين المذكورة انفا ً .
وننتقل الى صفاته فكما قلنا ان هذا الشخص مصداق لعبارة القائد العقائدي العسكري وهذا يجعلنا اما ثلاث صفات اساسية اولها العقيدة الرصينة والحقيقية النابعة من الولاء المطلق لاهل البيت عليهم السلام عام وللقضية المهدوية بشكل خاص فلا بد من ان يكون ملما ً بها باحثا ً في مفهومها ً مخلصا ً بالاندفاع نحوها ونحو قيادي وهنا ننتقل الى الصفة الثانية وهي القيادية فتلك الشخصية لابد ان يكون صوتها مسموع ويخترق حجب القلب والعقل ومنطقها سليم معافى من افات الكلام الضار مطلعة على ما حدث ويحدث مواكبة لكل جديد لم تساند خطاً باطلاً لم تبتسم بوجه بعثي ولم تتخذ من الدبلوماسية وسيلة في التعاطي مع امور مهمة على حساب دم الابرياء شخصية حازمة تضع النقاط على الحروف بلا مجاملات تخدش شعور اهالي الضحايا على مر السنين ببساطة سمة قائد نبيل .
و الصفة الثالثة هي ان يكون عسكريا ً وليس المعنى ان يكون قضى عمره في الجيش وانما على الاقل ان يكون قد قاتل ذات يوم ووقف في صف العقيدة وان يكون سجله قد كتب له وقفة فعلية في ذلك الامر وليس مجرد كلام فجبهات القتال هي المحك الحقيقة لاي ادعاء . وايضا ً الصفات كُثر ولكننا سلطت الضوء على ما يعتبره عقلنا القاصر مهما ً .
اعتقد اننا بحاجة ان نبحث سريعا ً عن هذه الشخصية وان نلتف حولها ونسألها ان تكون هي من تدير خططنا الدفاعية التي نفكر بها وان نجعل بين ايديها ما نمتلك من عُدة ونُظهرها للملأ كمندوب عنا فكلمتها كلمتنا ورأيها رأينا وهي واسطتنا مع المرجعية الرشيدة اذا ان تزكية المرجعية لها ركن مهم وهنا يستلزم الدقة بالاختيار .
وهنا استشهد بكلمة السيد حسن نصر الله في خطابه ما قبل الاخير وقد اشار الى نقطتين عن لبنان ولكنه اصابنا من حيث لا يدري الاولى من ان مشكلة لبنان ليست في من يرأس فكل من يرأس سيعمل نفس العمل لان النظام السياسي بالاصل هش ونحن نعاني ذات الشيء وايضا اشار الى من يطلب منه ان يكون سلاحه تحت امرة الجيش فأجاب من عدم امكانية ذلك لانه سيكون بلا قيمة !! فخوف اسرائيل ليس من نوع السلاح بل من الايدي التي تضع يدها عليه وهذا الامر ينطبق علينا فان سلمنا كل شيء لحكومة وسياسيون ماانفكوا يخذلوننا فنحن نجرم بحق انفسنا .
وهنا اطرح تساؤلي مرة اخرى بشكل مختصر هل تعتقد ان من الضروري ان يكون لنا قائد عقائدي عسكري أم لا ؟ ان كان نعم فمن هو ؟
نسال الله الامن لبلدنا العزيز وان يحفظه من كل سوء وهو قادر على ان يجعل بأس السلفية والوهابية فيما بينهم ويقينا شرورهم انهم سميع الدعاء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين .
https://telegram.me/buratha