المقالات

متى سينتفض مجلس النواب لدماء الابرياء ويستجوب القائد العام للقوات المسلحة

623 12:47:00 2012-08-08

هادي ندا المالكي

لا ضير ان يقوم مجلس النواب باعتباره ممثلا للشعب باستجواب اي مسؤول تنفيذي حكومي على خلفية اتهامات او خروقات او وجود ملفات فساد في اي مفصل من مفاصل الدولة, وليس من حق اي مسؤول او جهة حكومية رفض الاستجابة والحضور الى قبة البرلمان لغرض الاستجواب او المسائلة او توضيح قضية خلافية, وان عدم حضور هذا المسؤول او ذاك ورفضه الاستجابة لدعوة البرلمان يفترض ان تعقبها جملة من الاجراءات تتفق مع طبيعة ومهام هذا المسؤولية وفي حالة عدم اتخاذ مثل هذه الاجراءات فان هيبة وقوة هذه المؤسسة التشريعة تصبح عرضة للابتزاز والمزايدات الرخيصة كما ان اخضاع هذه المؤسسة الى المحاصصة او الصفقات سيحط من قدرها وشأنها وسيجعلها مجرد عارضة ازياء لا تجيد غير فن الاستعراض والابتذال.وفي دول مجاورة وبعيدة تسقط حكومات وتشكل اخرى وتستجوب مثلها ويستبدل وزراء ويعين اخرون على خلفية احداث لاتعدوا عن كونها احداث عادية ولا يمكن مقارنتها بالمصائب التي تحدث في العراق بشكل يومي لكن شيئا من هذه الاجراءات لم يحدث ولن يحدث والسبب يعود الى خلل في فهم وطبيعة تشكيل البرلمان ومن بين التساؤلات التي تطرح من قبل اصحاب الشأن والمواطنين هو لماذا لا يقوم البرلمان باستجواب القائد العام للقوات المسلحة على خلفية تردي الواقع الامني وتزايد الخروقات الامنية اليومية في معظم مناطق البلاد وازدياد اعداد القتلى بصورة مضطردة نتيجة تزايد استهداف المواطنين بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة وازدياد استخدام الاسلحة الكاتمة وتزايد مخاطر العصابات المنظمة في وقت كان من المفترض ان تقل هذه الخروقات وهذه الاعمال الاجرامية لاننا قطعنا شوطا بعيدا مع ما تم انفاقه من مئات المليارات على شراء الاسلحة واجهزة كشف المتفجرات وعلى اعداد وتهيئة وتدريب المقاتلين.ان استجواب القائد العام للقوات المسلحة من قبل البرلمان على خلفية الخروقات الامنية المتكررة وعودة مظاهر العنف الى الشارع بصورة مخيفة اصبح مطلبا جماهيرا مشروعا يحتم على القائد العام كشف ما يجري لشعبه وتوضيح الخطوط العامة للخطط المنفذة وما هي الاستراتيجية المتبعة للقضاء على الارهاب والارهابيين وليس للقضاء على الشعب العراقي ولماذا لم يتم لجم الارهاب الى هذا اليوم وما هو السبب بتصاعد الهجمات الارهابية اليومية واين ذهبت مئات المليارات من الدولارات وكيف يفسر تزايد اعداد القتلى في الاشهر الاخير وبصورة طردية حتى اصبحت تسجل ارقام قياسية غير مسبوقة وما هو دور الجهد الاستخباري وكيفية وصول الارهابيين الى قلب المؤسسة الامنية ويمكن اضافة السؤال التالي وهو هل هناك سقف زمني لوقف هذا التداعي واسترخاص الدم العراقي؟.ان هذه الاسئلة وغيرها من الاسئلة الاستفهامية التي يتناولها الشارع العراقي بشيء من الحيرة والالم تحتاج الى اجابات صريحة وواضحة وسريعة لان استمرار نزيف الدماء واسترخاصها بهذه الصورة قد ينسف كل ماتم بناءه وعلى مجلس النواب ان يكون بمستوى المسؤولية وينهض بالمهام التي انيطت به واقسم امام الله على صونها والتي من اهمها الحفاظ على ارواح العراقيين وان يتخلص من خوفه وتمحوره حول اتفاقيات وصفقات مشبوهة عطلت دوره وافرغته من محتواه وجعلته تابعا ذليلا يأتمر بامر الحكومة لان ما يقوم به هو تنفيذ اوامر قادته وليس السعي لتحقيق مصلحة الشعب العراقي والفرق بين الاثنين كبير فالاولى تقتل الشعب العراقي وتمرر الكثير من الصفقات والثانية تطيح بالمفسدين وتحمي الشعب العراقي والبرلمان لا زال بعيدا عن الثانية. ان كل الدلائل السابقة تشير الى ان معظم حالات الاستجواب التي جرت تحت قبة البرلمان كانت سياسية ولم تكن بدافع الغيرة والخوف على حياة ومصالح الناس وعليه فانه من الصعوبة ان نتوقع ان يصحح مجلس النواب مسيرته ويتخلى عن حزبيته وانانيته ويثور لدماء واموال الابرياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك