هادي ندا المالكي
لا ضير ان يقوم مجلس النواب باعتباره ممثلا للشعب باستجواب اي مسؤول تنفيذي حكومي على خلفية اتهامات او خروقات او وجود ملفات فساد في اي مفصل من مفاصل الدولة, وليس من حق اي مسؤول او جهة حكومية رفض الاستجابة والحضور الى قبة البرلمان لغرض الاستجواب او المسائلة او توضيح قضية خلافية, وان عدم حضور هذا المسؤول او ذاك ورفضه الاستجابة لدعوة البرلمان يفترض ان تعقبها جملة من الاجراءات تتفق مع طبيعة ومهام هذا المسؤولية وفي حالة عدم اتخاذ مثل هذه الاجراءات فان هيبة وقوة هذه المؤسسة التشريعة تصبح عرضة للابتزاز والمزايدات الرخيصة كما ان اخضاع هذه المؤسسة الى المحاصصة او الصفقات سيحط من قدرها وشأنها وسيجعلها مجرد عارضة ازياء لا تجيد غير فن الاستعراض والابتذال.وفي دول مجاورة وبعيدة تسقط حكومات وتشكل اخرى وتستجوب مثلها ويستبدل وزراء ويعين اخرون على خلفية احداث لاتعدوا عن كونها احداث عادية ولا يمكن مقارنتها بالمصائب التي تحدث في العراق بشكل يومي لكن شيئا من هذه الاجراءات لم يحدث ولن يحدث والسبب يعود الى خلل في فهم وطبيعة تشكيل البرلمان ومن بين التساؤلات التي تطرح من قبل اصحاب الشأن والمواطنين هو لماذا لا يقوم البرلمان باستجواب القائد العام للقوات المسلحة على خلفية تردي الواقع الامني وتزايد الخروقات الامنية اليومية في معظم مناطق البلاد وازدياد اعداد القتلى بصورة مضطردة نتيجة تزايد استهداف المواطنين بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة وازدياد استخدام الاسلحة الكاتمة وتزايد مخاطر العصابات المنظمة في وقت كان من المفترض ان تقل هذه الخروقات وهذه الاعمال الاجرامية لاننا قطعنا شوطا بعيدا مع ما تم انفاقه من مئات المليارات على شراء الاسلحة واجهزة كشف المتفجرات وعلى اعداد وتهيئة وتدريب المقاتلين.ان استجواب القائد العام للقوات المسلحة من قبل البرلمان على خلفية الخروقات الامنية المتكررة وعودة مظاهر العنف الى الشارع بصورة مخيفة اصبح مطلبا جماهيرا مشروعا يحتم على القائد العام كشف ما يجري لشعبه وتوضيح الخطوط العامة للخطط المنفذة وما هي الاستراتيجية المتبعة للقضاء على الارهاب والارهابيين وليس للقضاء على الشعب العراقي ولماذا لم يتم لجم الارهاب الى هذا اليوم وما هو السبب بتصاعد الهجمات الارهابية اليومية واين ذهبت مئات المليارات من الدولارات وكيف يفسر تزايد اعداد القتلى في الاشهر الاخير وبصورة طردية حتى اصبحت تسجل ارقام قياسية غير مسبوقة وما هو دور الجهد الاستخباري وكيفية وصول الارهابيين الى قلب المؤسسة الامنية ويمكن اضافة السؤال التالي وهو هل هناك سقف زمني لوقف هذا التداعي واسترخاص الدم العراقي؟.ان هذه الاسئلة وغيرها من الاسئلة الاستفهامية التي يتناولها الشارع العراقي بشيء من الحيرة والالم تحتاج الى اجابات صريحة وواضحة وسريعة لان استمرار نزيف الدماء واسترخاصها بهذه الصورة قد ينسف كل ماتم بناءه وعلى مجلس النواب ان يكون بمستوى المسؤولية وينهض بالمهام التي انيطت به واقسم امام الله على صونها والتي من اهمها الحفاظ على ارواح العراقيين وان يتخلص من خوفه وتمحوره حول اتفاقيات وصفقات مشبوهة عطلت دوره وافرغته من محتواه وجعلته تابعا ذليلا يأتمر بامر الحكومة لان ما يقوم به هو تنفيذ اوامر قادته وليس السعي لتحقيق مصلحة الشعب العراقي والفرق بين الاثنين كبير فالاولى تقتل الشعب العراقي وتمرر الكثير من الصفقات والثانية تطيح بالمفسدين وتحمي الشعب العراقي والبرلمان لا زال بعيدا عن الثانية. ان كل الدلائل السابقة تشير الى ان معظم حالات الاستجواب التي جرت تحت قبة البرلمان كانت سياسية ولم تكن بدافع الغيرة والخوف على حياة ومصالح الناس وعليه فانه من الصعوبة ان نتوقع ان يصحح مجلس النواب مسيرته ويتخلى عن حزبيته وانانيته ويثور لدماء واموال الابرياء.
https://telegram.me/buratha