المقالات

تباً.. البطالة ارهاب مقنع، وموت بطيء

676 19:47:00 2012-08-08

بقلم: نائب الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

العراق الغني بانتاج نفطي تجاوز 3 م/ب/ي.. وموازنة تجاوزت 100 مليار دولار.. وثروات بشرية وطبيعية متنوعة، فقير.. فالبطالة فيه من اكثر النسب عربياً وعالمياً.

تقدر نسبة قوة العمل بـ(23-24%) من اجمالي السكان فوق الـ15، بينما هي ضعف واكثر، مقارنة بنظرائنا. وهذا عنوان اول للبطالة المقنعة. يزداد السكان سنوياً بمعدل مليون نسمة تقريباً.. فالقادمون الجدد لسوق العمل يصل الى 450 الف شخص سنوياً (الامم المتحدة). تسعى الدولة لاستيعاب ثلث الاعداد، فيفيض حوالي 300 الف عاطل سنوياً، يضافون الى 2-3 مليون حالياً، باختلاف التقديرات. باختصار، تعيش الغالبية العظمى على البطالة ومواردها المبطنة، والرعاية الاجتماعية والتقاعد باشكالهما.. والوظيفة (العنوان الثاني للبطالة المقنعة) التي تمتص 40% من قوة العمل، بمعدل لا يتجاوز 17 دقيقة عمل/يوم، حسب الدراسات.. فالكل عيال النفط، بعد التراجع المخيف للزراعة والصناعة وبقية القطاعات الحقيقية. وهو ما يولد رغبة 60% من الشباب للهجرة (التخطيط)، واغلبهم يأساً من واقعهم ومستقبلهم.

فاذا استطاع الارهاب والعنف السياسي والاجتماعي صيد ربع اعداد العاطلين واليائسين، فهذه قاعدة عريضة من مئات الالاف يتزايدون عاماً بعد عام. وذلك في مجتمع يعيش سلسلة لم تنقطع من الارهاب والعنف والحروب الداخلية والاقليمية، والعبث السياسي القاتل لانقساماته، ويضم مخزونا هائلاً لشتى الاسلحة.

الدولة مترهلة، والمزيد من الملاكات سيعني افسادها اكثر فاكثر.. وخياراتنا محدودة.. ابرزها، تخصيص الاموال للمشاريع الكبرى والبنى التحتية.. ومزيج مدروس من اقتصاديات راسمالها الاساس العمل Labor Capital لامتصاص البطالة، واقتصاديات رأسمالها المكننة والتكنولوجيا.. اما الاهم فيأتي من خارج اقتصاد الدولة، ولكن بمشاركتها ومساعدتها ودعمها.. بازاحة اي عائق غير مبرر امام الاستثمارات الداخلية والخارجية.. واعتبارها الاستراتيجية الوطنية الاولى المتقدمة لما سواها.. وانهاء الاقتصاد الريعي وبيروقراطية الدولة.. وتوزيع واردات النفط على الشعب، بعد اقتطاع "ضريبة النفط" (70-80%) لتمويل مشاريع الدولة من جهة.. وترك الباقي الذي يتجاوز "خط الفقر" للمواطنين، لانهاء اشكال الرعايات الاجتماعية، وسياسات الدعم المكلفة والبالية.. وتوفير طلب فعال يحرك الاسواق والعمالة والاستثمارات.. وتحقيق نسبة نمو، خارج القطاع النفطي، لا تقل عن 10% سنوياً، لضمان نصف مليون فرصة عمل اضافية، وامتصاص تدريجي لجيوش العاطلين، والبطالة المقنعة باشكالها.. وهذا امر يتطلب تغييراً جذرياً للمفاهيم والعقليات والمصالح، الرسمية والحزبية والجماهيرية، السائدة.. والمأسورة بمفاهيم احتكار الدولة وبيروقراطيتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الصادق الحق
2012-08-09
مقال مهم وواقعي ولكن اين اغنياء العراق من تحسين القطاع الزراعي و الصناعي فاغنياء العراق كلهم وبدون استثناء يخزنون اموالهم او يستثمرونها في الخارج فلم اسمع عن اي عراقي غني قام بمشروع يوظف الطاقات البشرية العراقية بل هو العكس صحيح. واما العراقيين المبدعين فهم مبعدين فكيف يكون النجاح مع تحياتي للجميع
كلمة
2012-08-08
لكلمة تباً التي بدئتم بها اشارة انها اشارة مؤلمة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك