هادي ندا المالكي
مع ارتفاع درجات الحرارة في صيف لاهب الى حد المعدلات القياسية, ومع الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي ومع شحة المياه في الانهار والجداول والبيوت وفي ظل امنيات ورغبات غير حقيقية للمواطنين بتسهيل المؤسسات الامنية لاجراءاتها وفتح الشوارع وازالة المطبات والصبات الكونكريتية يفاجأ المواطن بتشديد الاجراءات الامنية حدا لم يكن مسبوقا قبل اليوم وكأن الدولة والطبيعة تريد ان تنتقم من البسطاء والمستظعفين الذين يبحثون عن قوت يومهم بين حرارة الجو وتراجع الوضع الامني.واصبح من الواضح ان تراجع الوضع الامني وتخبط المؤسسة الامنية في اجراءاتها للسيطرة على الملف الامني اصبح هاجس مرعب للمواطن الصائم وغير الصائم في حركته اليومية وتنقله من البيت الى العمل بسبب الزيادة في تشديد الاجراءات الامنية الغير مفيدة مما يضطره الى الوقوف والانتظار في السيطرات وقت الظهيرة وفي سيارات تعود الى القرون الوسطى اكثر من نصف ساعة، والمواطن المعني بهذا الموضوع هو ذالك الكائن المتعب المتهالك الذي لا يجد غير الباص من نوع كيا او جيب او كوستر لتنقله ولا اعني بذلك المترفين واصحاب الغواصات او سيارات اوباما او غيرها من سيارات التبريد او ما يطلق عليها سيارات (البخيخ)، ولك ان تتخيل حجم الالم والغيض الذي يغلي في داخله وهو يقف مجبورا في طوابير وضعت لعقوبته وليست لحمايته كما يعتقد وهو محق في اعتقاده لسببين, الاول ان هذه السيطرات مهمتها الاولى غلق المنافذ والشوارع وترك منفذ واحد للمرور دون وجود اي اجراءات تفتيش حقيقية, والامر الثاني هو عدم فاعلية اجهزة كشف الاسلحة والمتفجرات ولو ان هذه السيطرات واجهزتها كانت فاعلة لما حدث ما حدث في بناية الجرائم الكبرى التي تحيطها السيطرات من كل الجهات.ان الدولة ومؤسساتها الامنية يقع عليها واجب حماية البلاد والعباد وليس على المواطن ان يتحمل رداءة وسوء ادارة هذه الدولة ومؤسساتها الامنية الى ما لانهاية لانه مل من هذه الاجراءات التي لم تكن في يوم من الايام هي الاجراءات الصحيحة لتخليصه من العصابات الارهابية ومن المفخخات ومن العبوات الناسفة واللاصقة ومن كواتم الصوت وليس عليه ان يتحمل الوقوف في طوابير الانتظار في صيف لاهب لساعات تعقبها انفجارات هنا وهناك لتحصد ارواح ما تبقى من ابناء هذا الشعب المبتلى والذي ضحى ولا زال يضحي الى دون فائدة.انا على يقين ان وقوف المواطنين البسطاء ممن يصومون نهار رمضان في طوابير السيطرات وفي سيارة تفتقد لابسط مقومات الانسانية وفي ساعت الظهيرة افضل عند الله من كل خطط القائد العام للقوات المسلحة ووزرائه وقادته وافضل عند الله من كل اعمال هؤلاء الحقيقية او الريائية لانهم لا حول لهم ولا قوة وان كل ما يقولونه وما يطالبون به حق ليس دونه حجاب غير ان السب والشتم وان كانا ليس من شيم الكرام الا انهما لن يجديا نفعا في قوم سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.
https://telegram.me/buratha