أسعـــد النــــاصر
الملف التركي من أخطر الملفات في المنطقة من حيث التوجه السياسي والقومي من جانب والأقليمي من جانب أخر والوعود التي لم تحصل عليها للإنضام للإتحاد الأوربي رغم القرابين التي تقدمها فداءً لقبولها ضمن هذه المؤسسة .الحدود الأدارية لتركيا لاتعطيها الدور الأكبر لوجود جزءا منها ضمن القارة الاوربية والاخر في القارة الاسيوية و تختلف في المنهج السياسي والنسيج القومي ولن تكون جسرا لمخططات قد يعتقد الاخرين انها بوابة ضمان لعدم وجود المؤهلات ونفوذ قوة المعارضة للنظام السياسي القائم.لازال الخلاف قائم من حيث المبدأ حول جزيرة قبرص وقادت الأزمة القبرصية إلى تقسيم الجزيرة إلى شطرين يوناني وتركي. كما تتأثر بهذه الأزمة منظومة التفاعلات الإقليمية في كامل الجوار القبرصي. وتفرض الأزمة نفسها، بوجه خاص، على مسار العلاقات التركية اليونانية، والتركية الأوروبية، ومستقبل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبيكذلك برز في السنوات الأخيرة تطوّر جديد، يرتبط بحقول النفط والغاز، المكتشفة في شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث باتت الشركات العاملة تواجه معضلة النزاع بين شطري قبرص، والخلاف التركي اليوناني، ومشكلة ترسيم الحدود الإقليمية، وتقسيم الجرف القاري وبدورها، برزت الأحداث المستجدة في سوريا باعتبارها عامل ضغط جديد على الوضع القبرصي، وخاصة لجهة حركة النزوح باتجاه الجزيرة، التي يرتبط شطرها الشمالي بخط ملاحي مع مدينة اللاذقية، كان افتتاحه أحد نتائج العلاقات السورية التركية، يوم كانت في ذروة ازدهارها، قبل بضعة أعوام خلت ولا يعترف المجتمع الدولي سوى بدولة قبرصية يمثلها القبارصة اليونانيون، تقع في الشطر الجنوبي من الجزيرة أما قبرص الشمالية، التي تعرف أيضاً بقبرص التركية، فلا تعترف بها سوى تركيا .اليونان واسرائيل والتحالف المستقبلي يعزل تركيا ويضعها على أرض ليست خصبة في المجتمع الدولي ونجدها أحيانا رخوة للتأثيرات الإقليمية والدولية ولن تكن منافسا لغيرها بإعتبارها قطعة هشة بين أسيا وأوربا .ماأردنا أن نشير إليه في مقالنا هذا أن السياسة التركية ليس لها ركيزة تنطلق منها لما لها من نفوذ أقتصادي في العالم قد يهتز يوما بسبب السياسة الرعناء لقادتها وتصبح لقمة سائغة يهمشها شعبها الذي يعيش على خيرات الاخرين .مايحدث من تحرك أعمى وغير مخطط له من قبل ساسة تركيا في العراق ينذربربيع مخلوط بين القومية من جهة وبين موقعها المترامي الأطراف من جهة أخرى .على ساسة تركيا أن يراجعوا مايختلط عليهم من دعم تارة ومن تدمير تارة أخرى وينبأ ببوادر أزمة وإنقلاب حتمي يصعب السيطرة عليه وتذهب أحلامهم بعدما خذلهم وزرائهم في تلك الحقب ليأتوا بالمسيحين واليهود ليعتلو مناصب رفيعة من أجل الحفاظ على الهوية التركية فخلّفوا مجتمع يستحيل تشخيصه .
https://telegram.me/buratha