المقالات

سيرحل الحاكم، ويبقى الشعب والوطن .. الرموز والاعياد

934 22:09:00 2012-08-05

بقلم نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

عندما نختلف في ايام الاستقلال والاعياد ورموز السيادة، فان اسئلة جدية تطرح نفسها.. فهل هذه ظاهرة صحية؟ ام بالعكس مرضية تتطلب التشخيص والعلاج؟ فعندما يفرض الحكام مع كل تغيير تعابيرهم ورموزهم واحداثهم، فيأتي خلّفهم لينسفها من اساسها ايضاً، وفق فهمه واولوياته، فاننا امام مشكلة.. فالتغييرات هذه لا تحصل على مدى قرون بل بحساب السنين.. خصوصاً وان الانقلابات والثورات هي غالباً اقرب لانقلابات القصر، ليس الا.

وهكذا، وبجرة قلم تتغير الدساتير والقوانين والعَلم والعملة والنشيد الوطني، الخ. فمنذ 1921 تغير العلم، بمعدل علم لكل عقد تقريباً.. فشهدنا الملكي، والاتحادي، والقاسمي، والوحدة الثلاثية، واسم الجلالة بخط صدام، وعلم اقره "مجلس الحكم" ورفض بسرعة.. والعودة للسابق بالخط الكوفي.. واخيراً بحذف النجوم الثلاث. وتغيرت العملة بطبعات ورموز مختلفة لحوالي 15 مرة او طبعة، للفترة ذاتها.. وبالطبع تتغير تبعاً المناهج التعليمية والطوابع وجوازات السفر والاوراق الرسمية ولافتات الشوارع والدوائر.. واسماء الالوية والمحافظات وحدودها والفرق العسكرية، الخ. فنحن امام ارتباك يفسر الكثير من الظواهر التي امامنا.

فهل نلوم الحكام فقط.. ونعذر القوى السياسية، وهي القاعدة الرئيسية للتثقيف الذي يحمل الحكام لدست الحكم بنظرياتهم ومفاهيمهم الجديدة. صحيح انه عندما تعتبر الحكومات معارضيها خونة وتنزع عنهم وطنيتهم.. فان ثقافة مقابلة تترسخ لدى المعارضين بانه يجب نزع الوطنية، شكلاً ومضموناً، عن الحكام، المطلوب اسقاطهم. رغم ذلك فرد الفعل غير مبرر، ولا يكفي لتفسير تصرفات قوى تدعي تمثيل الشعب، كل الشعب، وامتلاك برامج لبناء دولة ووطن.

فاذا كنا جادين فيما ندعي، فعلى حكوماتنا وقوانا السياسية، بل على الاعلام وهيئات الرأي والمؤسسات الدينية والمدنية احترام قواعد الوحدة العراقية والعيش المشترك، وعدم جعل التغييرات والخصوصيات قاعدة لالغاء الوطن او الاخر او الاعتداء عليهما. فاحتواء الرموز والحقوق والدساتير والقوانين والعطل الرسمية والاعياد بما يضمن رضى الجميع او عدم الاعتداء عليهم.. او لما يشير لتغييرات جذرية، هو امر مطلوب ومحمود.. لكننا في تجاربنا الماضية، لم نراع متطلبات الوحدة، وتجاوزنا حدود التعددية، الى فوضى وتخبط. فصار تغيير الحكام، وكأنه تغيير الاوطان، بكل المرتكزات والرموز والدلالات.. فالوطن يقوم على دعائم وحقائق، والالاف من السنين قد برهنت عليها. فان انكرناها فهذه مصيبة، وان كنا نتصرف دون ان نعرفها، فالمصيبة اعظم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو ايمن
2012-08-07
اننا بحاجة ماسه الى جهدك ووقتك يامولانا فلا تبخل علينا به!!!!!!!!!!!
سلام
2012-08-07
مقال رائع وارجو ان يتبنى هذه المفاهيم منظمات المجتمع المدني لتدفع نحو التفريق بين الحكومة والوطن د عبدالسلام صالح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك