هادي ندا المالكي
في الوقت الذي تتنافس دول العالم هذه الايام في لندن, من اجل الحصول على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية والسعي لتحطيم الارقام القياسية في عرس عالمي بهيج يقام كل اربع سنوات يتنافس العراق هو الاخر مع دول متعددة في مجالات الفشل والفساد لكنه لم يستطع الوصول الى المراكز الثلاثة الاولى حتى الان مكتفيا بالمركزين الخامس والسادس على التوالي رغم ان الترجيحات كانت تصب الى جانبه خاصة في سباق الفساد المالي والاداري الذي سجل فيه قفزات كبيرة.ومن حسن حظ العراق ان الدول التي يتنافس معها في مجال الفشل والفساد لا ترقى الى دول مثل, البرازيل او اسبانيا او اليابان او هولندا, انما يقتصر تنافسه وفي المجالين اعلاه مع الصومال وافغانستان , هذه الدولتين ادمن العراق لعبت التنافس معهما على تصدر دول العالم في مجالات الفشل الخدمي والامني والتعليمي والصحي والديمقراطي ودخل في صراع اخر ومع نفس الدولتين في مجالات الفساد المالي والاداري في احدث تقريرين تصدرهما الجهات المختصة في مجالات الدول الاكثر فشلا والاكثر فسادا . ووقوف العراق في صف واحد مع الصومال وافغانستان وباكستان ودول افريقية لا زالت تاكل البشر امر يبعث على الحزن والهم لان العراق لديه من الامكانيات المادية والبشرية والمالية الشيء الكثير والذي بامكانه ان يجعل العراق في مصاف الدول الاكثر تحضرا لو ان هذه الاموال وهذه الطاقات استثمرت بشكل صحيح .غير ان الامنيات لا يمكن ان تبني بلدا او تنتشله من واقعه المزري الذي يعيش فيه دون توفر الارادة الحقيقية والرغبة الصادقة من قبل الاطراف القابضة على دفة الحكم من خلال جملة من الاجراءات التشريعية والتنفيذية والقضائية والتي من شأنها ان توقف نزيف الاموال وهدرها في مجالات اثبتت فشلها وكشفت عن مقدار الفساد الذي يعشش فيها.ان على الجهات الحكومية وغير الحكومية ان تقف في صف واحد مع ابناء الشعب العراقي وان تعيد النظر بكثير من القرارات والخطوات التي تم اتخاذها والتي أثبتت فشلها من اجل الاسراع بتقديم الخدمات الحقيقية في المجالات كافة وخاصة في المجالات التي لها تماس بحياة المواطن اليومية سواء في المجالات الصحية او في مجالات توفير الماء الصالح للشرب وكذلك توفير الطاقة الكهربائية وهذه من أساسيات الحياة وبديهياتها في بلد تتوفر فيه كل الإمكانيات القادرة على تلبية هذه الاحتياجات.لا زال بامكان المتصدين للعمل ووقف هذا التقهقر والفشل والبدأ بصفحة معاكسة لتوفير الخدمات الحقيقية وليس الشكلية واستثمار اموال العراق الطائلة بما يخدم الشعب وليس بما يخدم مصالح الحكومة او جهات بعينها والقضاء على الفساد المالي والاداري, لانه اساس كل بلاء وخراب كما ان ابناء العراق قد ملوا من هذه الاوصاف والنعوت المخزية وهم لا يتشرفون بها لانهم اصحاب تاريخ وحضارة ومن المحزن ان يتطلع ابناء العراق الى حواضر بوادي قريبة كانت بالامس تتمنى ان تصل الى اطراف بغداد في رقيها وحضارتها .
https://telegram.me/buratha