سعيد البدري
بعد مرور تسعة اعوام من سقوط النظام, وما لاقاه شعبنا من ويلات قبلها جراء تعاقب انظمة الاستبداد والتمييز والديكتاتورية على البلاد والتجارب المرة حيث قاسى اصعب الظروف واشدها, فلابد من طرح الاسئلة للوصول الى الحقيقة عن طبيعة الاخفاقات المتكررة التي نمر بها بعد ان وصلنا الى زمن الحرية ولماذا يغيب ويغيب رأي الحريصين ممن يريدون خير هذا الوطن واهله. واول هذه الاسئلة تكفل بطرحه ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء السيد احمد الصافي خلال منبر الجمعة عندما انتقد المسؤولين ممن استمروا في التلكوء بتأدية واجباتهم في تقديم الخدمات للمواطنين صامين الاذان عن سماع النصح وتلقي الارشاد ومن تكفل به كثيرون من اصحاب الرأي السديد ولعلنا ندرك اهمية وجود منابر مؤثرة يشهد لاصحابها ومن يقفون وراءها بالنزاهة والعدل والحرص على مصلحة هذا الشعب كمنابر الجمعة, وحتى الملتقى الثقافي الذي ينظم دوريا في مكتب السيد الحكيم حيث سمعنا العشرات بل المئات من النصائح والروئ التي اريد من ورائها تقويم الدولة والدفع بالحكومة لممارسة دور اكثر فاعلية انطلاقا من انها تمثل جميع اطياف الشعب وسميت "حكومة شراكة وطنية". لكن لماذا بقيت الدولة عموما في طور التلكوء وفشلت في بناء الانسان وعمران البلدان واستمرت بصرف الاموال وهدر الوقت من دون الحصول على كفاءة جديدة ينتفع فيها البلد او تسهم في تغيير مستوى الخدمة المقدمة للمواطن ".اننا عندما نسال او نتسأل عن جدوى استمرار مثل هذا النهج لابد من ان نقف عند تجارب السالفين الذين نتذكرهم ونستحضر مواقفهم ممن احدثوا ثورات اجتماعية واقتصادية وعمرانية لنؤكد ان القيام بمثل هذا الثورات تطلب النزول عند هموم الانسان البسيط وعيش ماساته" فكم مسؤول عندنا نزل الى مستوى المواطن وعاش حياته ليوم او يومين ولو بشكل عابر ؟!!. ان بناء الاوطان لايتأتى الا عبر بناء الانسان فهناك وفي دول متعددة نرى انها حققت ولازالت تحقق المنجزات لشعوبها يكون التركيز دائما على الانسان واولها احترام حقوقه ثم مطالبته بالايفاء بالواجبات لذلك تجد مراكز التنمية البشرية منتشرة وموجودة وهي تعمل على نطاق واسع في اوربا وامريكا وعموم العالم الغربي, ولاننا مبهورون بما يقدم للانسان هناك من سبل الرفاهية والاهتمام غير مبالين بان الحل عندهم جاء بعد تجارب طويلة ليصلوا الى الوصفة السحرية التي نراها اليوم عبر الايمان بالانسان وهذا ليس من قبيل المصادفة او المبالغة فكم من عراقي وعربي اغترب وهرب من جحيم الاستبداد بكل اشكاله فوجد الطريق مفتوحا امامه لممارسة دوره في بناء المجتمعات الغربية والابداع في مجال عمله لانه احس بالدرجة الاولى قيمته ولمس انسانيته . ان ما نستشفه من حديث ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي لايمكن التغاضي عنه وتركه بسهوله لانه يعتبر رسالة الشعب للحكومة والدولة العراقية ومسؤوليها الذين فضلوا عدم الاستماع والاستفادة من النصح والارشاد ليس تعاليا فحسب بل لفشلهم في استيعاب متطلبات هذا الشعب وما يحتاج اليه ليبني مستقبله ويطور امكانياته ويرتقي سلم التقدم ومنها بل وعلى راسها توفر عامل التخطيط الغائب اصلا في حين ترتفع معدلات الفساد وحالة التلكوء المصاحبة لتنفيذ المشاريع من هنا فان " مايحصل في العراق يثير التساؤلات فكم من عمل لم يكتمل ولم تعرف جدوى ايجاده على ارض الواقع بينما يتسرب العشرات من التلاميذ من المدارس بسبب عوامل عدة يقف في مقدمتها الفقر.لذا يا حكومتنا العتيدة وبالرغم اننا كشعب لانحملكم مسؤولية كل شيء يحدث او كل الاخفاقات الحاصلة اليوم لكننا نرى ان فقدان التوازن وعدم وجود استراتيجية واضحة للنهوض بالبلاد وعدم الاستفادة من الموارد الضخمة المتاحة رغم وجود الناصح وكثرة المعين الا ان اعلى الهرم يؤثر الا ان يبتعد ويتزمت ويستعين بالفاشلين صاما اذنيه ومخفيا رأسه في التراب كالنعامة على حد وصف الصافي وهو بالتأكيد يعبر عن واقع حال مرير ....
https://telegram.me/buratha