خميس البدر
دخول اللاعبين الدوليين والاقليميين في أتون الازمة, ان لم يكن تحول في دخولهم بدون واجهات او اقنعة بعد ان غابت الحدود الافتراضية وسقطت الخطوط الوهمية والتي كانت تفصل بين الداخل العراقي واللاعبين المؤثرين فيه من الخارج. وهذا مايفسر على الاقل في هذه الفترة زيارة احمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي الى كركوك من غير علم الحكومة المركزية وبمباركة اقليم كردستان والقائمة العراقية, فيما اعترضت حكومة كردستان على عقد اجتماع مجلس الوزراء في كركوك ووجهت اعضاءها والوزراء الاكراد بعدم حضورهم, هذا الموقف لم ياتي منفردا من قبل الاكراد ولم يكن اجتهاد او سهوا من قبل تركيا التي باتت اللا عب الاساسي في العراق منذ الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتشكيل القائمة العراقية برعايتها وقبلت ان تكون الواجهة لها وللعالم السني وهي الطامعة بعودة مجد ا لدولة العثمانية, وان تمثل الاسلام والمسلمين كدولة عظمى بمواجهة ايران الشيعية لوراثة المملكة السعودية بمباركة خليجية امريكية وخاصة بعد موجة الربيع العربي وهو احد المعالجات والنصائح الامريكية لأمراء البترول والطائفية في هذه الدول لعبور هذه المرحلة ومن ثم تاتي المرحلة الاخرى من مراحل التدخل في شؤون العراق والتي بدأت منذ التغيير في العام 2003 ولحد الان. ولقد مرت بمراحل اولها الحرب الاعلامية والسياسية والثانية دعم الارهاب بتجنيد المسلحين والثالثة الاحتواء السياسي وتهميش كل من لاينسجم مع الارادة والرغبة الخليجية وتسقيط واسقاط من يخالف هذه الارادة, وهنالك الكثير من الادلة والمواقف والهجمات والحملات بدأت منذ ذلك التاريخ فلم تسلم الثقافة العراقية ولا التاريخ ولا الرياضة ولاحتى المشاعر الانسانية, استهانوا وحقروا واوغلو في محاولتهم اهانة العراق واستباحته وميزوا بين العراقيين على الانتماء الطائفي, واقولها بمرارة وبحزن حتى في الدخول الى الاراضي العربية و بنفس الجواز فلا يخجل ان يسالك (سني لو شيعي) مع التدقيق في اسم المحافظة ومكتب الجوازات الصادر منها وحتى بالاسماء وهنا مربط الفرس فمهما قيل ومهما فسر وبرر فالحقيقة انهم ينظرون الى العراق الحالي على انه بلد شيعي فيجب اقصاءه وهنا الخطر فلا زال العراقيون يذكرون مؤتمرات عدنان الدليمي من تركيا وهو يستنجد بالعرب والمسلمين بان ينقذوا العراق من الطائفيين الشيعة وما فعل الشيعة, غير انهم اغلبية في هذا البلد وجمع على اثر هذا التحرك شذاذ الارض والمتوحشين لانقاذ ارث الرشيد المغتصب وعلى الجميع اذكاء النفس الطائفي كي تستمر المعركة حتى النصر بهذا المنطق يتحركون في الداخل والخارج. لكن كردستان كانت بعيدة عن هذا الاطار وهذا الخلاف وهذه المعركة وهي اليوم اقرب الى عدوها منها الى صديقها فكلمة من تركيا بخصوص كركوك كانت تجرح مشاعر الكرد اما اليوم فالترك مرحب بهم فما الذي جرى غير ان اسقاط سوريا بات امرا مطلوبا من قبل الاسياد ويجب ان ينهى ملف سوريا باسرع وقت وعلى العراق ان يدخل هذه اللعبة برغبته او رغما عنه وان استقراره وسيادته مرهونه بمدى التزامه وتفاعله وما تريده تركيا هو تسليم العراق رقبته ومصيره بيد قاتليه و السلام معهم وتقبيل ايديهم. فماذا يريد البارزاني من كل هذا من خلط اوراق الداخل بالخارج غير الخراب على الجميع واول من ستناله النار هي كردستان وليعتبر من التاريخ فانصف حلبجة قبل ان تنصف العراق ان كانت تعني لك شيئا واترك سياسة الازمة وعلى الجميع ان لاينجر الى ثقافة الازمة و الحكومة معنية بذلك قبل غيرها في السعي لانهاء كل هذا التشابك المريب ...
https://telegram.me/buratha