أ.د . رياض الأعسم / كربلاء المقدسة..
سيداتي سادتي أعضاء المجلس..لم يخطر لي يوما باني سأعجز عن مخاطبتكم بالمباشر وسيصد حراسكم صوتي واليوم أنا مدين بالفضل لهذا الموقع وتلك الصحيفة التي جعلتني اناديكم من وراء حجاب ، نعم اليوم أعترف ان ثقتي بكم لم تكن في محلها وأنا الذي جازفت بالمسير مع والدتي وزوجتي وأولادي الاربعة كي أودي واجبي وأنتخب من كنت الى ما قبل (ثلاثة أيام فقط) أتوسم بهم خيرا ولكني اليوم خجل من نفسي ومن والدتي تلك المرأة المسنة التي قالت لي بسجيتها وعفويتها وبلهجتها (يمه اوليداتنه ما يدبرونه) ولكني للأسف كنت مغترا وغيرت قناعتها ولكنني اليوم أنحني أمامها وأقول صدق حدسك وأنت لم تدخلي عالم السياسة ، وأعترف بخطئي وأنا الحاصل على درجة علمية مرموقة ، كيف لا اعترف لك يا سيدتي ويا نور عيني بما حدث لي من جرح سيبقى غائرا في صدري ما حييت ولن يلتئم مهما حصل وسيحصل.
أيها السيدات ، أيها السادة ..أنني خرجت من بيتي الذي أستظل تحت سقفه منذ أن كنت أعيش مع والدي رحمه الله ثم ورثته عنه وفي طريقي للجامعة شاهدت الناس متجمعة هنا أو هناك ، ووقفت أسوة بمن أراد (التطفل والتدخل بما لا يعنيه) ، فكانت بيد البعض منهم قصاصات ورقية كانت مرمية على طول الطريق ، وكنت مشدودا كي أعرف محتوى هذه القصاصات عسى أن تحمل بشرى افتتاح مشروع أو حدوث تحسن في حصتنا من الكهرباء الوطنية ، ولكن الصدمة كانت خارج توقعي فوجدت نداء موجه من حزب يسمى حزبا محظورا بحكم القانون الذي أجله وأحترمه جاء في جانب منه العبارات التي لا اعرف كيف تمت صياغتها وكم أخذت من وقت كاتبها حين يقول " إلى أهلنا في مدينة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) الكرام ..
إلى أبناء ووجهاء وشيوخ العشائر العربية الاصيلة في محافظة كربلاء الفداء ندعوكم للحق..فالحسم وشيك..أفيقوا من سباتكم..عودوا الى رشدكم..نبهوا وانصحوا أبنائكم..فالأبواب مشرعة لكل تائب أو عائد أو حائد..تداركوا أنفسكم قبل فوات الاوان..فلا تتنكّروا لدينِكم وتاريخكم وعشائِركم..نحن أبناءكم وأخوتكم في تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في كربلاء..وحرصا وتبصيرا نبلغكم وبعد التوكّل على الله بضرورة التحرك السريع لنصح وإرشاد من زلت قدمه ليعود للصف الوطني اليوم قبل الغد..فمنْ علِمَ بهذا عليه أن يُخبرُ من لم يعلمْ به، وإلا فتيقّنوا أنّه قد اقترب وقتُ الحساب، الى هنا أنتهى الاقتباس من البيان.
بالله عليكم ما هو المطلوب مني وأنا الاستاذ الجامعي والأكاديمي هل أغط رأسي كالنعامة كي لا أرى ولا أسمع أم أتحرك وفق ما يمليه على كل عراقي محب لبلده الواجب والضمير ، فأبت نفسي أن أكون كالنعامة واخترت الطريق الثاني حين اتجهت الى ضابط الاستخبارات وكنت متيقن بأنه سيشكرني لتنبيهه لذلك ، فكانت الصدمة التي هزت كياني حين أستلم مني عشرات القصاصات وهو أسماها منشورات ليقول لي ما نصه (لا تورط نفسك وتورطنه، ولا تقل الى أي شخص لأننا سنعاقب وختمها بالقول هيه يا مستوره انستري) وخرجت منه وكأنني ارتكبت جريمة ووصلت الى الجامعة وقد أحس بي الزميل والصديق الدكتور أبا رقية حفظه الله وشرحت له الأمر ولكنه عنفني وقال اذ كان هذا تصرف الاكاديمي فلا عتب على غيره وتوصلنا لنتيجة أن نأخذ ما تبقى من تلك الاوراق لنذهب بها الى مجلس المحافظة عسى ،جد من بينهم رشيد، وهنا بدأت قصة أخرى فكما هو معلوم لأهالي كربلاء ماذا يعني الوصول الى بناية المحافظة أو مجلسها وهما في شارع واحد يسمى شارع الامام العباس (عليه السلام) وبعد أن أوقفنا السيارة بمسافة تبعد نصف كيلو متر تقريبا ونحن نلج الفرع المؤدي لم تسعفنا الهويات ولا اللقب العلمي ، فتم تفتيشنا يدويا وكهربائيا تفتيشا مذلا ، وأنا أوجه اللوم وأقرع زميلي الذي لاقى ما لقيته والمفاجئة كانت ان كل من صادفته وحدثته كان يعلم ، وكل ما حصلت عليه ما أبلغني به الأخ مسئول الاستعلامات بان السادة أعضاء المجلس يقولون علمنا بذلك ، ولم يرد علينا غيره بسلام أو كلام وعدت وزميلي أبا رقية ووجوهنا محمرة من الخجل!!سيداتي سادتي أعضاء المجلس ولا أستثني منكم أحد..
اليوم قررت أن أحتفظ بهذه القصاصات الورقية أو المنشورات كما يحلو للبعثيين تسميتها كدليل إدانة لتصرفكم الفج مع أستاذ جامعي وأكاديمي يحمل مرتبة علمية وكي أذكر نفسي بما لقيته من تصرفات لا تليق بكرامة العراقي عسى أن أرتدع وأسمع كلام والدتي أطال الله في عمرها حين قالت (يمه اوليداتنه ما يدبرونه).
ملاحظة ..أرجوكم يا سادتي لا تطبقوا على العبد الفقير المادة 4 ارهاب تحت ذريعة احتفاظي بهذه القصاصات أو المنشورات فاحتفاظي بها للغاية التي ذكرتها فقط لا غير ، ودمتم بحفظ الله..
https://telegram.me/buratha