خضير العواد
جميع الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية وغيّرت بعض الحكومات كانت في حقيقة الأمر كبداية لتهئية الأجواء وتوجيه المواطن العربي نفسياً لكي يقتنع بالأحداث التي ستعصف بسوريا ، سوريا البلد الوحيد الذي نال إعجاب جميع الشعوب العربية بسبب مواقفه المشرفة لدعم المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي ، وبسبب هذا الإعجاب كان من المستحيل أن يتجرأ أحد للتفكير بالتعدي على هذا البلد الذي فتح أبوابه لجميع الشعوب العربية بجميع توجهاتها السياسية وكذلك الطائفية ، لهذا السبب إختار الغرب السعودية وقطر لكي يقوما بهذه المهمة الخطرة جداً لما يمتلكان من سيطرة على المجاميع المتدينة (الوهابية) بالإضافة الى المال والإعلام ، فبعد الموقف العلني لملك السعودية الداعم لتغير الحكم في سورية أصدر الظواهري تعليماته الى تنظيم القاعدة الإرهابي بالتوجه الى سوريا للقتال هناك ، وقيام رجال الدين في كلا البلدين بإصدار الفتاوي التي تحرض على الطائفية وتشجيع القتال في سوريا ، بالإضافة الى دعم المعارضة السورية مالياً حيث تكلف الأحداث في سوريا القطريون يومياً 150 مليون دولار ، بالإضافة للإعلام الذي غيّر توجه المواطن العربي من قضيته الأم فلسطين وعدوه الدائم إسرائيل الى قلب المقاومة والداعم لها سوريا ، فأصبح المقاتل الفلسطيني يترك عدوه الأساسي ويتوجه الى سوريا للقتال هناك أي أصبح المقاتل الفلسطيني يد بيد مع أعداءه الإسرائيلين في مقاتلة المدافعين والداعمين للمقاومة وما أبو هريرة المقدسي (القادم من غزة و الذي قتل في سوريا) إلا أصدق شاهد على ذلك ، أي بعد تغير النظام في سوريا الى أي دولة سيسند ظهره المقاوم الفلسطيني ؟؟؟؟؟ ، ومن خلال الإعلام السعودي ( العربية) والقطري ( الجزيرة) اللذان غيّرا الحقيقة وخلقا أجواء تجعل المواطن العربي والسوري يعيش أجواء سقوط الحكومة السورية في أي لحظة وعبئوا الشباب المسلم طائفياً من خلال خلق الأكاذيب التي تبين طائفية الحكومة السورية التي يحكمها أصلاً هم أهل السنة ، فدفعت هذه الأكاذيب الشباب العربي والمسلم بالتوجه الى سوريا من جميع دول العالم ( الشيشان ، باكستان ، أفغانستان ، الهند ، بريطانيا ، تركيا، ليبيا ، تونس ، الجزائر، السعودية ، الكويت ، العراق .....وغيرها) وأما العدو الإسرائيلي فقد أستغل الوضع وقرر هدم مجموعة من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية وليس هناك رد فعل عربي ، المرشح للرئاسة الأمريكية يعطي وعد بالإعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني والعرب لم يسمعوا بالخبر لأنهم منشغلون بتدمير سوريا المقاومة ، باحات بيت المقدس يقرر الكيان الصهيوني عمل حدائق فيها والعرب مشدودين لشاشات التلفزيون وهم يشاهدون عناصر القاعدة تدمر كل ما هو جميل وتاريخي في سوريا ، الشعب الفلسطيني في غزة يحاول مع المصريين لكسر الحصار وفتح المعابر من أجل دخول المواد الغذائية والطبية وتركيا وقطر والسعودية يرسلون المواد الغذائية والسلاح والعتاد والأموال الى عناصر القاعدة في سوريا وبشكل علني من أجل قتل السوريين ، فأصبح السعوديون والقطريون ومن ثم الأتراك يدمرون أو يضعفون كل شئ يقاوم وجود إسرائيل تحت غطاء الطائفية ، علماً إن جميع هذه الدول تضطهد أهل السنة في أراضيها أو خارجها فهذا الشعب الفلسطيني السني الذي قتل أشر قتلة ايام غزو غزة فمن دعم ذلك الغزو غير هذه الدول ومن ساهم ودعم حسني مبارك للقيام بمحاصرة غزة السنية ، كلا البلدين القطري والسعودي يضطهد مثقفي السنة والكثر منهم يقبعون في السجون المظلمة وما مظاهرات السعوديين في المدن السنية للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم إلا أكبر شاهد على ذلك ، وهذا أردغان الذي يلاحق الكرد السنة أينما ذهبوا والقضاء عليهم بمختلف الأسلحة ، وهذا الشعب المسلم ( السني) في بورما يذبح بابشع الطرق ويهجّر وهذه الدول كأنها لا تعرف أن هناك شعب مسلم في بورما فلم تحرك ساكن أو تتعب لسان ،وهذا الشعب اليمني السني الذي خرج على بكرة أبيه الى الشوارع لتغير النظام الدكتاتوري اليمني ولكن السعودية سرقة الثورة وأبقت النظام الدكتاتوري نفسه إلا بتغير أسم الرئيس فقط أي أن علي عبد الله الصالح هو الذي يحكم ولكن تحت أسم عبد ربه منصور هادي، فأن كل الذي يقوم به السعوديون والقطريون ما هو إلا مخطط لضرب المقاومة في عقر دارها والأداة لضرب هذه المقاومة هم العرب أنفسهم من حيث لا يعلمون ، لأن شراب الطائفية قد أذهب بعقولهم وأصبحوا سكارى حتى الثمالة التي تمنعهم من التفكير الواقعي بما يجري ، لهذا يجب أن يفكر الشباب العربي بما يجري قبل أن ينتهي كل شئ ويصبح ما بين فكيّ إسرائيل والأنظمة العربية المتخاذلة حينها لا ينفع الندم وعض الأصابع لا يؤذي إلا صاحبه .
https://telegram.me/buratha