أبو طه الجساس
قال نبي الرحمة محمد "ص" نية المرء خير من عمله " فالعمل الذي لا يرتبط بنية صادقة وفكر سليم يكون عمل مرحلي ويقوض نفسه ويفقد البعد الإستراتيجي ، وتكون الأنا هي المعرقل الأكبر وتغذي مصالحه الشخصية وانفعالاته النفسية سواء على مستوى الفرد او الجماعة ومثال الجماعة الحزب أو الكتلة أو الطائفة ... وبالتالي لا يصل العمل إلى مبتغاة ويحدث الضرر بدل النفع أو يكون تغير طفيف يحجب التغير المطلوب من الجماهير.نتناول بالتحليل ورقة الإصلاح التي يتناولها الإتلاف الوطني المرسلة إلى باقي الكتل ، اذا نظرنا إلى مضامين الورقة نجد أنها أغفلت مطالب كثيرة تخص الوطن والمواطن وضمت نقاط تراعي الكتل المتنافسة وتضمن بقاء صاحب الورقة في الحكم . ومن أهم النقاط التي تناولتها هي ملء شواغر وزارتي الدفاع والداخلية وطريقة التعامل مع المحكمة الاتحادية وتنسيق العلاقة بين السلطة التشريعية ممثلة بالبرلمان و السلطة التنفيذية والحفاظ على التوازن في المسؤوليات والمناصب.. وهي نقاط تخص صراع مصالح الكتل فيما بينها بدون تقديم مصلحة الوطن الملحة .والملاحظ أنهم اغفلوا أهم نقطة والتي تتفرع منها اغلب المشاكل وهي إصلاح النظام السياسي الذي هو منبع ثابت للخلافات، فالمواطن العراقي أصبح يملك خبرة وشخص مطلبه بالإصلاحات التي يريدها ولا يمكن خداعه بسهوله فهو خزن وطبع في ذاكرته بان مشاكل الشعب هي كثيرة من أهمها فقدان الأمن والأمان ، بحيث تزهق أرواح بصورة يومية وما من حل أو إصلاح يلوح بالأفق ، والفساد ينهش المجتمع والثوابت ويهين الفقير ولا من إجراء على الفاسدين بل تساهم الحكومة بتهريبهم وحمايتهم فأين معالجاتهم، ونظره بسيطة على الخدمات المقدمة لكل الوزارات لا يوجد أي اثر مميز لأي وزارة بل الانتقال من فشل إلى فشل ،نريد الإصلاح من خلال زيادة وارد الدولة من الزراعة والصناعة والسياحة وليس الاعتماد على بيع النفط فقط كأنه الحكومة معوقة والنفط راتبها التقاعدي ،نريد من الإصلاح القضاء على المليشيات المسلحة وليس المجاملة ففي أحيان كثيرة تكون المليشيات هي المسئولة عن إرباك الوضع الأمني والحكومة تجامل ،عدم المساهمة في بناء مجتمع مدني متحضر والاهتمام فقط بالنظام العشائري الذي هو يعتبر مرحلة متدنية قياسا إلى القانون الحضري ،حل مشكلة العلاقة الغير منتظمة بين المركز والمحافظات والصلاحيات المتشابكة التي ساهمت بحدوث فوضى وعدم تقديم الخدمة المطلوبة للمحافظات ، وعدم ممارسة مجلس النواب دوره في تشريع القوانين التي تخدم المواطن وانشغاله بصراعات مع السلطة التنفيذية ،الإسراع بجراء التعديل في الدستور لكي نتجنب المشاكل المكررة التي تستهلك وقت المجلس وعمر العراقيين ،وغيرها من المطالب الشعبية ... .سؤال مهم؟ لماذا يحدث هذا أين الروح الوطنية والتربية الإسلامية من سبب هذه الفوضى السياسية ، إن السبب الواضح للفوضى هو بناء النظام السياسي على الطائفية السياسية والتي من متبنياتها المحاصصة المقيتة التي قتلت التخصص والكفاءة والحس الوطني ، ما نريده هو الإصلاح في هذه الأمور وهو أساس التغير والتغلب على الصعاب بصورة جذرية وليس مرحلية ، لا نريد إصلاحكم الفارغ والخالي من الجدية ، حتى ورقتكم لم تستشيروا بها اقرب المتحالفين معكم فهو إصلاح انطلق من نفس متحيز وأناني لا يرجى منه خير ، فيا أيها المواطن المظلوم اضغط وارفع صوتك باتجاه إصلاح حقيقي بصورة سلمية ومنهجية والمهمة صعبة ومعقدة ولكن للرجال مطالب ولا يضيع مطلب وراءه مطالب .
https://telegram.me/buratha