أبو طه الجساس
الخوف في المجتمع العراقي هو شرقي بطبعه وهو خوف مقيد ومعرقل ومثبط في أكثر حالاته و جاء هذا الخوف نتيجة تراكمات تاريخية باطنها وظاهرها ظلم قاسي ومتشعب ، الا انه بعد تطور الإحداث سنة " 2003" تحرر الشعب العراقي من براثين الخوف المقيت وسار باتجاه بناء وطنه وبناء ذاته والتعرف على ما وصل إليه العالم المتحضر من خلال الإعلام من قنوات وانترنيت ...وممارسة التجارب العملية ذات البعد الديمقراطي و الإنساني . إلا ان أسباب الخوف تجددت من خلال هجمات إرهابية وحشية مهد لها الأمريكان ونفذها التكفيريون والبعثيون ومليشيات مسلحة ، ألا إن الشعب العراقي تجاوز بصبره وجهاده وبتضحياته المهول هذه المرحلة المفزعة ووصل الى جرف الأمان ، لكن سوء حظه جعله في موقع جغرافي وتاريخي وسياسي يتأثر بالإحداث الإقليمية والدولية وتصيبه شرارتها .وما الإحداث الدامية في سوريا الا سهم موجه باتجاه العراق ومقدمة لحرب طائفية ، مما أصاب العراقيون شعباً وحكومة بنوبة من القلق والارتباك ، خصوصا ان بعض الروايات التاريخية تذكر في طياتها وتشير إلى هجوم من الشام على العراق مما يجعل المتلقي للروايات يتقبلها كحقيقة لا محال مما يضعف من معنوياته ويقيده ، وفي واقع الأمر إن الروايات الصادرة عن جميع الأئمة المعصومين هي قوة دافعة للعمل وشد العزيمة وتدعوا إلى نتائج حقيقة وجهود ملموسة وواقعية من اجل إقامة دولة العدل والحرية،وهنا نشير إلى جهود الحكومة الضحلة وعملها المبعثر والغير منسق في حماية شعبها وأرضها من الخطر الداخلي والخارجي، بل وصل ألأمر إلى عدم استطاعتها حماية منشاتها وموئساتها الأمنية الحساسة!! التي هي من المفروض قوة حصينة ومنيعة عن أي خرق , وما العملية الإرهابية الأخيرة بضرب مديرية مكافحة الإرهاب ومديرية شرطة النجدة ألا نتيجة لضعف الاستخبارات وانتشار الفساد وطغيان العلاقات وحب المناصب والاموال على حساب الوطن بدون مراعاة التخصص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وما من رادع ولا تغير يلوح في الأفق فالحكومة تغط بسبات ألانا وحصد المنافع الشخصية والحزبية تاركة الوطن يترنح ويتألم بدون مغيث ، أين الاستعداد قال تعالى في كتابه العزيز" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " فلا توجد طائرات ولا دبابات حديثة ولا ذخيرة كافية، يجب المضي في الاستعداد وفرض حالة الإنذار ونشر الجيش على طول الحدود العراقية السورية والقيام بعملية تغير جذرية لمعظم القيادات العسكرية الحالية التي صار عنوانها الفشل والتبريرات المخجلة ، ويجب الإسراع باستيراد السلاح الحديث والمناسب بأسرع وقت، فقد أحرز الشعب الحقيقة ولا مناص من التغير وإلا فالموت حاضر للجميع بنيران عدوة وصديقة ، وحسنا الله ونعم الوكيل .
https://telegram.me/buratha