المقالات

غزو الكويت ... مازلنا ندفع الثمن

580 13:55:00 2012-08-02

حافظ آل بشارة

اليوم تمر ذكرى غزو الكويت في 2 آب 1990 ، اجتياح دولة عضو في الامم المتحدة والجامعة العربية واعلان ضمها الى العراق كمحافظة ، كان الغزو والضم متوقعا ، وعشية انتهاء الحرب مع ايران في 8/8/1988 قال أحد المعارضين (صدام سيفقد تأييد الغرب وسيهاجم الكويت ) وبعد سنتين تحقق توقعه ، ولكن ايضا كان الغزو ضروريا ومطلوبا ولا بد ان يحدث ، عدة استحقاقات كانت تؤدي اليه : 1- صدام فشل في اسقاط النظام الاسلامي في ايران وبذلك فشل في ان يكون شرطي المنطقة ، ولكنه تحول الى دولة عسكرية كبيرة بجيش مليوني وترسانة اسلحة هائلة تقوده قيادة حمقاء وعدوانية ، يجب ابادة الجيش العراقي بشرا وسلاحا لانتفاء الحاجة اليه ، والغزو وما يعقبه من هجوم عالمي يضمن ذلك .2- الغربيون حملوا صدام مسؤولية فشل اسقاط نظام ايران ورفعوا ايديهم عنه ليواجه ازمات ما بعد الحرب فقرر ان يتمرد وينتقم فكان غزو الكويت مجرد تعبير عن التمرد على الاسياد وتهديد لمصالحهم في المنطقة .3- الكويت دعمت نظام صدام في حربه مع ايران بتوجيه غربي ، ثم قطعت دعمها عنه بعد انتهاء الحرب بتوجيه غربي ايضا فاثارت اعصابه وجعلته يتخذ قرار الغزو متجاوبا مع منظومته النفسية الانتقامية العمياء .4- الغزو مطلوب اميركيا كفرصة لتجديد تحالفات واشنطن في الغرب والشرق وكتمرين خوض حرب عالمية خارج الجغرافيا المحلية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وكتأكيد لقيادة القطب الامريكي الاوحد وقدرته على التحشيد .5- الغزو مطلب ستراتيجي لحفظ التفوق الغربي ، دول مترفة تعيش عصرها الذهبي تريد استمرار تبعية الدول المتخلفة في الشرق الاوسط لها ، فهي سوق استهلاكي كبير لتشغيل الاقتصاد الغربي ، ومخزن نفط كبير لادارة عجلة الصناعة في الغرب ، وكتلة سكانية كبيرة يمكن استخدامها في تجارب الابادة والحروب والازمات وخوض النزاعات بالنيابة ، يجب ان تبقى هذه المنطقة تابعة للغرب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ، وكحقل لتجارب العولمة ، اذن يجب زعزعة استقرارها دائما لمنع حدوث اي تطور في المنطقة ، غزو الكويت حلقة ضمن سياسة الارباك المطلوبة . 6- الغزو وسيلة لزرع الاحقاد بين شعبين ، فالجهل جعل بعض الكويتيين لا يميزون بين الشعب العراقي وصدام المسؤول عن قرار الغزو ! وتكتمل الصورة الغريبة عندما تجد في الكويت تيارا سلفيا يحترم صدام ! لم يكن سيناريو الغزو يحتاج الى عبقرية بل كان يحتاج الى شحنة من الغرور والجهل والهستيريا البدائية وقد توفرت كلها ، حرب (تحرير الكويت) ابادت الجيش العراقي بشرا وسلاحا ودمرت البنية التحتية للعراق ووضعت البلد تحت وصاية البند السابع ، الغريب ان العراق ما زال يدفع ثمن غزو الكويت في الداخل والخارج.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك