المقالات

حول مؤتمر بغداد...

1238 22:51:00 2007-03-04

( بقلم : سعد خيون البغدادي )

لعل مؤتمر بغداد يشكل اعترافا متعدد الاطراف بعمق الازمة العراقية وتشعباتها وبالتالي تعيقدها على المستوى المحلي. ولعله يشكل فرصة للتخفيف عن الحكومة الحالية كما انه فرصة مناسبة للحكومات السابقة بان ما حدث في العراق سببه هو التدخل الدولي والاقليمي في الساحة العراقية التي شهدت عدم استقرار طيلة السنوات الاربع الماضية حتى وصل العنف الى ابلغ مدياته.

وحسنا فعلت حكومة الائتلاف من اشراك او دعوة الدول الاقليمية والدولية لتجتمع على وقف نزيف الدم العراقي ولتكف من تدخلاتها وصراعها. ما انجزته حكومة الائتلاف كبير جدا فمثل هذا المؤتمر الدولي فضلا عن منحه الشرعية الدولية للحكومة العراقية خاصة من دول ظلت تكابر وتتدخل تحت مسميات الاحتلال ومقاوم الاحتلال ودعم المقاومة الشريفة؟ جاءت الان لتعلن ان مصالحها في خطر وعليها ان تكف عن اللعب بالنار. الدول الاقليمية بدورها استشعرت الخطر المحدق بها من جراء اتساع دائرة العنف الطائفي في العراق والذي امتد اليها . فلا احد ينكر ان المسالة الطائفية اصبحت هي السمة التي توجه سياسات الدول الاقليمية حتى ان حربا مع اسرائيل تم النظر اليها طائفيا. فالدول السنية اصطفت مع الدولة العبرية فيما كانت الدول الشيعية او ذات الاغلبية الشيعية تناصر حزب الله ومعها الجماهير العربية التي وجدت في الحرب الاسرائلية متنفسا ضد الهيمنة الاستبدادية من قبل حكامها. كل هذه التداعيات لم تكن معروفة قبل استفحال القتال الطائفي في العراق حتى ان دولا مهمة بدات تعقد مؤتمرات طائفية على اراضيها وسمحت لفقهاء البلاط باستنساخ التاريخ الاسلامي والصراع المذهبي وبدنا نسمع في الفضائيات العربية بل الاخبارية تحديدا من هو اولى في الخلافة علي ام ابو بكر. وهل كانت السقيفة بداية انهيار الامة ؟ وهلم جرا... صراع سرعان ما لاقى الفشل الذريع في الشارع العربي المحبط والمقيد والمغترب عن ذاته وعن مجتمعه؟ هذه الاسباب دعت هذه الدول الاقليمية الى مراجعة الذات بعد فشل المشاريع الطائفية ؟دعتها الى مناقشة الازمة والمشاركة في حلها بدلا من ارسال المخخات ودعم الارهاب. الدول الاقليمية اليوم مدعوة الى دعم العملية السياسية الجارية في العراق بدلا من صب الزيت على النار

فشل المشاريع الطائفية هو احد اسباب نجاحنا في العراق .الثمن كان غاليا دماء طاهرة من العراقيين شهداء تدمير كامل للبنية التحتية استشراء ظواهر الفساد الاداري المفجع. سرقة اموال النفط الهروب بملايين الدولارات بل امريكا مثل ايهم السامرائي. سرق منا سبعة مليار دولار كثيرون من امثاله كانوا السبب في الحالة الماساوية التي وصلنا اليها. والامر الاكثر ماساوية هو الموت اليومي في الشارع العراقي . نتفق جميعنا ان سببه هو الدول الاقليمية التي دخلت في صراع مع بعضها البعض اضف اليه صراعها الايدلوجي مع امريكا . هذه الصراعات استمرت وبعناد على الرغم من دعوات الحكومة العراقية لدول الجوار بان تلعب دورا ايجابيا .ولاكثر من سبعة مؤتمرات لدول الجوار العراقي الا اننا في كل مرة نلمس المزيد من المفخخات ونكتشف مزيدا من الاموال الداعمة للارهاب. نكتشف هذا ونصارح به . الا اننا فوجئنا بان للقوم مارب في العراق. بعضهم يريد حقوق السنة والحفاظ عليها من التهميش والاقصاء ؟ وهو يفرض الوصاية بكل وقاحة حتى ان موظفا في سفارة تلك الدولة يكتب بان بلاده ستتدخل لحماية سنة العراق. في الاتجاه الاخر تطب دولة اقليمية بطرد منظمة ارهابية تحظى بحماية القوات الامريكية في العراق وهي تصرح بهذا في اكثر من مناسبة وتمتد قائمة الدول الاقليمية لتشمل كركوك ؟ والفلوجة ومدن واماكن متعددة من العراق اما القائمة الدولية فتتنوع من حقل مجنون الى بابا كركر؟

هذه الامور وغيرها تحطمت على الصمود الاسطوري للارادة العراقية في مواجهة اخطر التحديات. كل هذه الامور ستجعلنا في مؤتمر بغداد اكثر قوة واكثر صراحة ترى ماذا تريدون لوقف هذا النزيف ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك