بسم الله الرحمن الرحيم
الضمير في عنوان المقالة يعود على محطات الكهرباء ففي خبر لا يخلو من طرافة نشرته وكالة انباء براثا من ان سبب توقف محطة كهرباء جاء نتيجة ( شورت ) كهربائي اثر سقوط طائر وتسبب في قطع الاسلاك كما اعلنته الوزارة ؟! والحقيقة لا يمكن لطائر ان يقوم بقطع اسلاك ال ( 3 فيز ) المعلوم قوتها ولكن يمكن ان يتسبب في تماس كهربائي وهذا يحصل بشكل شبه مستمر في محطاتنا المتهالكة ففي تسعينات القرن الماضي توقفت محطة الدورة بشكل كامل نتيجة ان طائر بنى عشا ً في المحطة واستخدم سلكا ً معدنيا ً ضمن مواد بنائه وتسبب في ان تتوقف المحطة 3 ايام !! ولاحظ انها ذات المحطة .
الحقيقة ان الخبر ارجعني قليلا ً الى الوراء في حوار مع مهندس هاجر الى الخارج بعد ان عمل في هذه المحطة لفترة في سنوات ما بعد السقوط وكان ينقل صورة غريبة من كون الامريكان يتواجدون فيها بشكل ملحوظ ويتدخلون في العمل ! وان المحطة تعاني من فوضى عجيبة وغريبة فعش الطائر لا يمكن ان يتسبب بكل هذه الفوضى الا اذا كان السلك مكشوفا ً مما يعني انعدام الصيانة أما بالنسبة للمحطة فالمعلوم ان تغلف اجزائها من الخارج كما يحصل لمولدات الشارع وليس محطة كهربائية ضخمة تكون هدفاً لطائرة مسكين وكي لا نسرد ما يعرفه الاغلبية عن الفوضى التي تحيط بكل دوائر الدولة ننتقل الى مسببات ان تكون وزارة الكهرباء هي صاحبة المافيات الاخطر والفوضى الاعم .
ان اكثر اساتذة الجامعات المتخصصون في القدرة الكهربائية هم من الدرجات الحزبية والاستخبارتية العالية وهذا امر يدركه اكثر الطلبة في العهد السابق والسبب في ذلك ان تخصص القدرة الكهربائية هو من اهون الفروع الدراسية ففي عهد الثمانينات نشط ارسال البعثيين الى دول مثل الاتحاد السوفيتي والبانيا وهنغاريا لنيل شهادة الماجستير والدكتوراة وبما ان هذه الدول شائع لديها الرشوة فلقد كانوا يستلمون الشهادة دون فهم وبكل سهولة يطلق عليه لقب استاذ جامعي يكون درسه مهزلة ويزاحم العلماء الذين استحصلوا شهاداتهم من ارقى جامعات العالم المعروفة والنزيهة !!
ان اغلب هؤلاء الاساتذة كانوا مسؤولين عن المحطات ومشرفين على عملها وهنا تتضح الصورة امريكان واستخبارات ومواد ردئية ورشوة ومافيات حيث فاتني ان اذكر ان التعيين المركزي كان ينتقي البعثي من الطلبة ليتعين في هيئة الكهرباء انذاك فلقد كان التعيين فيها حلما ً لخلق الله ورواتبها منذ عهد صدام مختلفة وطبعا ً لحد الان .
تسع سنوات مرت مضافا لها 12 سنة ايام الحصار والكهرباء مأساتنا فالطفل الذي ولد عام 91على اعتاب ان يتخرج وهو لم يرى كهرباء مستمرة ناهيك عن خلايا ادمغتنا التي تُدمر بفعل اصوات المولدات ونفسياتنا المتعبة نتيجة هذا الامر .
الحل في ايجاد حل وفي كل حل هناك احتمال تلاعب ودائرة الشكوك لا تنتهي رغم ان العهد قد تغير ولكن طريقة اللعبة في وزارة الكهرباء هي ذاتها للان وعليه لا تستحق الكهرباء ان تكون لها وزارة ولا تستحق ان يكون لها هذا الطاقم الغفير عديم الجدوى ما خلا عمال الصيانة فهم ابطال بمعنى الكلمة ولا تستحق الملايين التي تصرف لاجلها .
عشرات الحلول كان من الممكن ان تتبناها الدولة لحل هذه الازمة مهما كانت المعوقات وكان لها ان تتعاون من الالاف من المهندسين العراقيين في الداخل والخارج والذي يثبت عليه فساد يطرد فورا ً والكثير الكثير من الذي يتبادر الى اذهان المواطن البسيط وليس بمستوى دولة وعلماء طاقة مناضلين ؟!! .
مشكلة الكهرباء لن تحل وهذا ما اقوله متأسفة فلقد اتفقوا على ذلك وهذا واضح فكل محاطاتنا على تهالكها كانت تحتاج 5 سنوات ليرجع كل شيء الى مكانه اليس العراقي ذاته قد ارجع الكهرباء بعد شهرين فقط من (ضربة بوش الاولى ) وان كانت بقطوعات ولكنها افضل مئة مرة من الان اذن هي ليست مسألة كفاءة ومعرفة وانما خطة للنيل من عقل العراقي .
ان موضوع الكهرباء هو من المواضيع التي اعتبرها عقيمة وانأى عن الحديث فيها فهو لايجدي نفعا ً غير انني اليوم مطالبة بذلك لابراء ذمتي فلقد كنت في السنوات الاولى من السقوط اطالب بالصبر من اجل اعطاء الفرصة لهم وان الامر يتطلب سنوات كما هو تقديري فكل ظني انهم صرفوا الوقت في السنوات الاولى لاعداد خطة فالتخطيط اهم من التنفيذ وان التنفيذ سيأخذ وقت اقل وبذلك فخمس سنوات كافية وقد كنت مخطئة والذي رماهم بالخيانة من اول يوم هو الصائب لقد كنت اعتقد ان الانسانية تحتاج الى الكهرباء وان هيئة الكهرباء على بعثيتها ستكون منصفة لان هذا الامر هو لكل العراقيين ولن يحصل فيه تمييز ولكنهم اثبتوا انهم خرجوا عن نطاق الانسانية فانت هدفه حتى في مجال الخدمات وبهذا فالبعث مستحيل ان يكون عقيدة بل هو وحل يريد ان يلطخ الجميع وكل من ينتمي اليه ليس بأنسان .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha