عباس المرياني
تعودنا اثناء وبعد كل زيارة يقوم بها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى دول الجوار العربي والاسلامي او دول المنطقة او الدول الاقليمية, تصاعد الاصوات المشككة بهذه الزيارة ووصفها بصفات ونعوت ما انزل الله بها من سلطان من قبيل التامر على الحكومة وافشال خططها الخمسية او العشرية ووقف الاصلاحات السياسية والاجتماعية والقضاء على التنمية المستدامة والتسبب بموجة الجفاف وارتفاع مناسيب الاملاح في شط العراب وخلق الفتنة الطائفية في ماينمار.
واكثر ما تطلق مثل هذه الاتهامات المواقع الالكترونية التابعة لحزب الدعوة ولرئيس الوزراء السيد نوري المالكي وبطريقة محزنة وتدعوا الى الشفقة وتكشف بكل بساطة حجم القلق الذي يبعثه تحرك هذا الرجل الواثق من نفسه ومن كلماته ومن اطروحاته في كل زياراته والتي يدافع فيها عن العراق الواحد الموحد شعبا وحكومة.
ورغم ان الجميع يعلم بحكمة السيد الحكيم ورزانته وترفعه عن الصغائر او النزول الى البحث عن مكاسب شخصية او حزبية في جولاته وزياراته ويعلمون ايضا وبكل وضوح ان الهم الوحيد الذي يحمله هذا الرجل الخلوق هو هم المشروع العراقي والدفاع عن المكتسبات التي تحققت والطلب في افضل الاحوال المساعدة في اكمال بناء المشروع الوطني وتحقيق الامن والسلم والدعوة الى الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة لتلك الدول التي يزورها مع توضيح بان العراق هو بيت كل العراقيين وما يحدث من خلاف واختلاف امر طبيعي وارد حدوثه حتى بين الأشقاء وهم وحدهم الذين بامكانهم حل مشاكلهم وليس من حق اي طرف ان يتدخل في شؤون هذه العائلة الكبيرة المحترمة .
وكان من الطبيعي ان يواجه منطق السيد الحكيم لمضيفيه من القادة والرؤساء بشيء من الاستغراب والحيرة لان هذا المنطق وهذه المطالب الشمولية والوطنية لم يتعودوا على سماعها عند استقبالهم لرؤساء الحكومة او قادة الكتل الأخرين الذين يزورون تلك الدول والتي غالبا ما يذهبون اليها لغرض التباكي على طائفة او مكون مع كيل من التهم والأكاذيب لهذا الطرف او ذاك, بل ان بعض هؤلاء الرؤساء يصرح انه لم يسمع بمثل هذا الكلام من المسؤولين السابقين وان ما ينقل عن الوضع في العراق شيء مأساوي وللأسف ان مثل هؤلاء القادة والسياسيين يسيئون الى العراق وشعبه قبل ان يسيئوا الى انفسهم.
لقد بات واضحا ان من يشكك بنوايا السيد الحكيم انما يستمد شكوكه من الحالة التي يعيشها هذا الطرف المشكك او ذاك بتحركاته وزياراته ويعممها على الاخرين ويعتقد بغير دليل ان كل من يذهب بزيارة الى خارج العراق انما يذهب لتسقيط الاطراف الاخرى والتزلف عند هذا الملك وذاك الامير وهذا المنهج لم يعرفه ولن يعرفه السيد الحكيم لانه تعلم منهج واحد ولا يعرف غيره وهو منهج الدفاع عن العراق شعبا وارضا وحكومة وان على الذين يعانون من هذا الداء المزمن ان يراجعوا مواقفهم وان لا يتهموا الآخرين جزافا وبغير وجهة حق.
https://telegram.me/buratha