خضير العواد
جميع الثورات العالمية يخلقها ابنائها ويقودها قادة التغير في ذلك البلد ، أي الثورة تكون مطلب داخلي لغيّر واقع الحال الى الأفضل ويشترك فيها مثقفي وعقلاء البلد ، وهذا ما ألفنا عليه جميع الثورات العالمية وما الثورات العربية إلا أصدق مثال على هذا، فهذه الثورة البحرينية التي نعيش أحداثها يومياً وكذلك الثورة اليمنية بالإضافة للثورات الليبية والتونسية والمصرية فجميع هذه الثورات خلقها وقادها أبنائها وما كان المحيط الخارجي إلا داعم لها ما عدى ثورتي البحرين واليمن فلا داعم لهم إلا الله ،
أما ثورة سورية فتختلف عن جميع هذه الثورات فألذي خلقها فعلاً وقوى شوكتها أبناء دول الجوار وتقاد هذه الثورة من قبل أمريكا وإسرائيل ويمثلهم على الأرض مثلث الإرهاب المتمثل بقطر والسعودية وتركيا ، جميع الثورات تحدث نتيجة مطلب داخلي يحتاجه الشعب إلا الثورة السورية فهي حدثت نتيجة مطلب خارجي تحتاجه إسرائيل وشعبها بعد أن أرعبهم وأقلقهم موقف المقاومة المتصاعد في كل يوم عدداً وعدة ومعنويات وفي المقابل تتراجع إسرائيل معنوياً بعد أن كانت تمثل الجيش الذي لا يهزم بالمنطقة فها هي تهزم في جميع مواجهاتها مع أبطال المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية ،
وقود الثورات أبنائها دوماً إلا سورية فالذين يشتركون فيها من جميع بقاع العالم العربي وغير العربي المسلم وغير المسلم أي الثورة التي وحدت حكومات العالم بجميع مكوناتها وأديانها فالمسيحي الأمريكي والوهابي الليبي واليهودي الإسرائيلي جميعهم بيداً بيد من أجل تغيّر نظام الحكم في سوريا ، نحن لا ننكر أن بعض أفراد الشعب السوري يريد الثورة والتغيّر وأغلبه يريد الإصلاحات كما تريدها الشعوب العربية قاطبةً ، ولكن الذي يقتل ويدمر ويحرق سوريا من الداخل الأن فهو التونسي والليبي والجزائري والأفغاني والباكستاني وهذه الجنسيات جميعها قد ذكرتها الصحافة الغربية وليس خافية على أحد بل الصحفيين المختطفيين البريطاني والهولندي في سوريا هما اللذان ذكرى خلال مقابلتهما مع الكارديان اللندنية إن الذين أختطفونا كانوا أفغان وباكستان ولا يتكلمون العربية ، أي لم يجتمع تحالف عالمي كما إجتمع في الثورة السورية ، كلنا يعرف حلف الناتو أو حلف وارشو وأيضاً عرفنا التحالف الدولي الذي واجهة الدكتاتور صدام عندما غزا الكويت ، وفي جميع هذه التحالفات تقودها فعلاً بعض الدول الكبرى والبقية الباقية تكملت الصورة ليس إلا ، ولكن في سوريا الجميع شمّر عن ساعديه ويعمل بجد ليل نهار من أجل تغير النظام فيها بل أرسل شبابه الذين قد غُسلت أدمغتهم بالأفكار الوهابية الإرهابية ومن ثم بدؤا يرسلوهم الى سوريا بعد أن يجهزوهم بأحدث الأسلحة والمعدات ، في سوريا ظهرت حقائق الأشياء وعاد الأبن الى أمه كما عادت القاعدة الى حضن أمريكا
وأصبح تنظيم القاعد الإرهابي قائد الحرية والمدافع عن حقوق الإنسان في سوريا ، في سوريا ظهرت قواعد إسرائيل الأساسية في المنطقة والمدافعة عن هذا الكيان بقوة بأسم الإسلام بعد أن كانت تتغنى بتاريخ العرب والقضية الفلسطينية فكانت قطر والسعودية وتركيا ، بعد أن يأس القطب الأوحد في العالم المتمثل بأمريكا و إسرائيل من هزيمة أصحاب المبادئ والعقيدة بقوة السلاح ، دفعوا جميع أنظمة عالم الشر بالثورة على سوريا وشعبها مدعوماً بقوة الإعلام الذي غير الحقائق وغسل العقول وجعل الغزو ثورة والتدمير بناء والقتل والإجرام حياة والإختطاف حرية والطائفية إعتدال ، فكانت بحق الأحداث في سوريا ثورة عالمية يقودها مثلث الشر ضد آخر قاعدة تدعم المبادئ الإنسانية الصادقة ، وينفذها على أرض سوريا جيوش متعددة الجنسيات طويلة اللحى وقصيرة الثياب وليس لها من العقول شئ .
https://telegram.me/buratha