حافظ آل بشارة
رصد المراقبون تحولا خطيرا في عمل عصابات القاعدة في العراق ، تلك العصابات لم تطور اسلحتها او خططها بل طورت تغلغلها النوعي في صفوف القوات المسلحة ، فاصبحت تدير شبكة من صغار الضباط والمحققين المنفذين لاوامرها مقابل أموال هائلة ، وقد ظهر هذا الاختراق المنظم في محافظة ديالى بأوضح صوره ، حيث انتقلت القاعدة في ديالى من مرحلة الاختراق الى مرحلة الاستحواذ الواسع على مفاصل حساسة في الجيش والشرطة والقضاء وادارات السجون ، الهجمات الأخيرة في المحافظة كشفت كثيرا من الحقائق ، ففي الايام القليلة الماضية هاجمت عصابة من القاعدة رتلا لقائد عمليات المحافظة من قرية (الحديد) غرب بعقوبة وخاضت اشتباكا مع الجيش ثم تمكنت العصابة من اسقاط طائرة مروحية نزلت مترنحة وقد اسرت العصابة طاقمها وهم جرحى ، واستقدمت القوات تعزيزات فتمكنت من ملاحقة المهاجمين فقتلت خمسة واعتقلت خمسة وعشرين ، قرية الحديد التي انطلق منها الهجوم خضعت لتفتيش وتمشيط ، ثم تحدث قائد عمليات ديالى الى حشد من اهل القرية حول ايواء الارهابيين ، وقبل ان يتم كلامه قاطعه عدد من وجهاء القرية بكلمات لاذعة ليكشفوا حقائق مقلقة ، قالوا ان قريتهم وقعت اسيرة بيد عصابات القاعدة ، وان العصابة قامت باتخاذ بساتين القرية ملاذا لها في الاشهر الاخيرة وقامت بتطويقها بحقول الالغام ، واضاف متحدثو القرية انهم اعطوا معلومات وتقارير متلاحقة الى القوات الأمنية حول الارهابيين وعددهم واسماءهم والمتعاونين معهم ولكن ولكن تلك القوات لم تفعل شيئا ، وقالوا انهم فوجئوا بمجرمين معروفين تم اعتقالهم وهم من القتلة يعودون الى القرية ويهددون الاهالي ، وقال المتحدثون ايضا ان القاعدة اشترت الضباط والمحققين وان عددا كبيرا من القتلة الذين يجري اعتقالهم يعودون الى مسرح الجريمة بعد اطلاق سراحهم . واضافة الى ما ذكره الاهالي ، يتداول مواطنون آخرون قصة ذلك الارهابي الذي اعتقلته الشرطة في لحظة ارتكابه عملية قتل اشخاص وكان يحمل بيده مسدسا كاتما ، وفي لحظة اعتقاله قال للشرطة وهو يضحك اتحداكم ان ابقى في السجن اكثر من يوم واحد ، وبالفعل شوهد بعد يوم حرا طليقا ! مجرم آخر اعترف بقتل اربعة من الشباب لاسباب طائفية ولكن اطلق سراحه (لعدم كفاية الادلة) وفي لحظة اعلان براءته في المحكمة نثر ذووه عليه الحلوى فيما هاجمته والدة أحد الشهداء وهي تصرخ منهارة وراحت تضربه بيديها غير مصدقة بهذا الحكم ، يقول قضاة من ديالى ان الارهابي بعد اعتقاله يودع السجن وخلال لحظات تنهال المكالمات من اعلى المستويات الأمنية لاطلاق سراحه ، ويميل كثير من المتابعين ان حلقة الفساد منحصرة بين صغار الضباط والمحققين الذين يقدمون اوراق التحقيق الى القاضي الذي يحكم بظاهرها وهو لا يعلم شيئا عن الاوليات كيف يتم ترتيبها ، اهالي الشهداء في ديالى وسكان القرى التي يحتلها الارهابيون يؤكدون ان فساد القوات الأمنية جعل تلك القوات مجرد ادوات تحركها عصابات القاعدة لتضع مستقبل المحافظة على كف عفريت .
https://telegram.me/buratha