هادي ندا المالكي
استخدم مصطلح العواقب الوخيمة كثيرا من قبل الرئيس الامريكي السابق جورج بوش "الابن" قبيل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية عام 2003 والتي انتهت باحتلال العراق وسقوط نظام صدام وبدأ صفحة جديدة من المعانات والقتل والتشريد لم تنتهي تبعاتها واثارها حتى اليوم والسبب هو عدم الانصياع لقرارات الامم المتحدة وتجاهل كل التحذيرات التي كانت تطلق لترويض نظام الحكم الدموي بضرورة التوقف عن تهديد دول الجوار والتوقف عن التلويح باستخدام القوة المفرطة ضد الشعب العراقي الا ان نظام البعث الشمولي لم يعبأ للتهديد بالعواقب الوخيمة .واليوم بدأنا نسمع من جديد مصطلح العواقب الوخيمة من قبل طرفي الصراع في بغداد واربيل على خلفية احدث مواجهة بين الشريكين في الحكومة الحالية او ما يطلق عليها حكومة الشراكة الوطنية السيد نوري المالكي رئيس الوزراء والسيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان والتي تصاعدت حدتها بعد ارسال بغداد قوات امنية لضبط الحدود السورية على خلفية تصاعد حدة الصراع الدموي في عدد من المدن السورية والخوف من انتقال الصراع الى دول مجاورة على خلفيات طائفية وانتقامية خاصة بعد تردي الاوضاع الامنية في بغداد وعدد من المحافظات ورفض الاقليم لدخول هذه القوات بحجة تهديدها لامن الاقليم .وكيفما كانت حقيقة بغداد في ارسالها لهذه القوات الامنية بحجة ضبط الحدود ونوايا الاقليم في تفسير حقيقة بغداد ورفضها لهذه الحقيقة لمخاوف وظنون قد لا يكون لها اثر على ارض الواقع الا ان الواجب كان يحتم على الطرفين عدم ركوب موجة التصعيد والتهديد باعلان الحرب واغلاق كل منافذ الحوار والتفاهم ومن ثم التهيؤ لاذاعة بيان البيانات الذي لم تفارقه ذاكرتنا المتعبة بعد.ويبدوا ان تراكمات المرحلة السابقة والايام الماضية والازمات المتلاحقة والتي لم تجد لها رؤية مشتركة لمعالجتها قد لعبت دورا مباشرا في وصول الامور الى ما وصلت اليه من تهديد باعلان الحرب والعواقب الوخيمة.. فمشاكل مستعصية مثل قانون النفط والغاز ورواتب البيشمركة والنكوص عن تنفيذ بنود اتفاق اربيل العلنية والسرية والخلافات المتزايدة حول عقود التنقيب عن النفط في الاقليم وسحب الثقة والاستجواب كل هذه التراكمات قد جعلت الامور تسير باتجاه التصعيد.ان موقعية السيدين المالكي وبارزاني تحتم عليهم عدم اللجوء الى اساليب التصعيد والتلويح بالحرب لان الشعب العراقي يكفيه من المشاكل الكثيرة والازمات المتلاحقة وان مسؤولياتهم تدعوهم الى الاسراع بايجاد الحلول والمعالجات والتهدئة والبحث عن الحلول الحقيقية والمنطقية للمشاكل بدل اشعال النيران لانه اذا المالكي وبارزاني هم من يدق طبول الحرب فمن الذي يستطيع ايقافها.
https://telegram.me/buratha