بقلم:كامل محمد الاحمد
من لايعطي الحق للناس الذين مازالوا يكتوون بحر الصيف اللاهب منذ سنين دون ان يلمسوا بارقة امل تخلصهم مما هم فيه؟.من يلوم الناس على التظاهر والاحتجاج ورفع اصوات الاحتجاج على الواقع المأساوي الذي يعيشونه بسبب الكهرباء وغير الكهرباء فهو اما بعيد كل البعد عن معاناة وازمات ومشاكل الناس، او انه جزء من تلك الازمات والمشاكل ويعتبر ان التظاهرات والاحتجاجات موجهة اليه وادانة صريحة وواضحة له.في الصيف الماضي اندلعت ثورة الكهرباء حيث انطلقت من البصرة لتمتد شرارتها الى مدن ومحافظات اخرى بعد ان يأس الناس ولم يعودوا يصدقون وعود الحكومة ومسؤوليها الكبار، وفي الوقت الذي استخدمت الاجهزة الحكومية اساليب قمعية غير انسانية مع المتظاهرين، انحنت الحكومة للعاصفة الجماهيرية، وراحت تتخذ خطوات معينة كانت في معظمها وعود نظرية، وقد تصور الكثيرين ان الامور سوف تتغير وخصوصا بعد مهلة المائة يوم التي حددها رئيس الوزراء للوزارات والحكومات المحلية لتقديم الخدمات للمواطنين، وانقظت المائة يوم الاولى والمائة يوم الثانية والثالثة والرابعة ولم يتغير شيئ.وها نحن اليوم نعيش في ظل الحر اللاهب القاتل وواقع الكهرباء السيء والمأساوي لم يتغير وان تغير فنحو الاسوأ بلا شك. من حق ابناء البصرة التي تدر على العراق من اقصى الشمال وحتى اقصى الجنوب الخير الوفير فهي تنتج ثلث نفط البلاد، من حقهم ان يتظاهروا ويحتجوا على الاوضاع التي يعيشونها بسبب فقدان الكهرباء فضلا عن حرمان الكثير منهم من الماء الصالح للشرب والخدمات الاساسية الاخرى.ومن حق الناس ان يتساءلوا اين تذهب ميزانية العراق البالغة 120 مليار دولار، اذا لم تعالج الحكومة مشكلة الكهرباء او الماء، ولا البطالة ولا الحصة التموينية ولا السكن ولا الزراعة ولا الصناعة.كم عدد العراقيين الذين يعلمون ان ميزانية العراق السنوية تعادل ميزانيات اربع او خمس دول مجاورة للعراق تعيش بظروف حياتية افضل بكثير منه، بل لاتقارن بأوضاع العراقيين البائسة من كل النواحي؟... من يعرفون بذلك لابد انهم سيمزقون ثيابهم ويلطمون على رؤوسهم وصدورهم ويموتون حزنا وكمدا والما. الى متى تبقى الحكومة تكذب على الناس وتخدعهم وتستخف بمطاليبهم وتسكت صراخاتهم في خضم هذه المعاناة الكبرى.؟
https://telegram.me/buratha