بسم الله الرحمن الرحيم
وضعت نفسي لبرهة أمام محرك البحث كوكل لأتسائل عن رأيه في قضايانا وشخوصنا وهل ان اطلاعه على هذا الكم الهائل من المعلومات لكل الدنيا شعوبا ً وافرادا ً يابسة وماء فوق وتحت بما فيها معلومات بلدنا العزيز قد عزز رؤيا خاصة به لنا ؟
وما ان اطلقت السؤال حتى تقاطرت دموع كوكل مدراراً على عدد حروف ال ( أوووو ) التي يمتلكها وقال لم يثبت عندي الا الشيء اليسير عنكم , فقلت له : مثّل لي , قال : عاصمة العراق هي بغداد ! واعرف خط الطول والعرض التي تحدد موقعكم من الكرة الزرقاء واعرف الدول المجاورة لكم واعرف التضاريس التي اتفقتم عليها , فقاطعته قائلة : وماذا عن شخوصنا وقضايانا ؟ .
فقال اعذريني فانكم لم تتفقوا على شيء فلا نظام اجمعتم على خيره او شره ولا شخصية أجمعتم على خيانتها او وطنيتها من أول ( أوووو ) الى اخرها فابو جعفر المنصور سفاح ورمز! و صدام مجرم وشهيد ! وعبد الكريم قاسم كريم ولئيم ! والحرب مع ايران اعتداء ودفاع ! ودخولكم الكويت استهتار و أرجاع فرع الى اصله ! ودخول امريكا تحرير واحتلال ! وطارق الهاشمي عميل ووطني ! والتفجيرات انفاس بعث تتلافظ وتتصاعد ! والحكومة فاشلة ومعجزة ! والوضع متدهور ومستقر ! وحذاء الزيدي تهور وغيرة ! وانتم قاتلين ومقتولين ! . وهنا قلت له كفى فوقت السحر قد حان ووقت احصاء مشاكلنا ليس لها اجل معلوم .
وحقاً ان التناقض الحاصل في الماضي والذي سجله التاريخ لنا بكل حقيقته وتشويهاته عن بلدنا لم يدانيه تناقض في كل دول العالم وحاضرنا اشد تناقضا ً فلست ادري ما شعور اطفالنا بعد مدة من زمن حينما يجلسوا لمتابعة تاريخنا الالكتروني راجعين الى العجوز كوكل ليلاحظوا بأننا ابناء ماضي ذاك الزمان اتفقنا على ان لا نتفق وبزويا كبيرة اجتازت حد المعقول في التناقض وان كان الذنب يقع على صانعي الاضداد ولكن في النهاية سنكون وجها ً مقابل ما يصنعون .
ولم يحزنني شيء من المتناقضات بقدر اعتبار صدام شهيد في اغلب صفحات التاريخ الالكتروني رغم ان اجرامه لايزال شاخصا ً حتى اللحظة فهو حاضر وماضي قريب فكيف نجد عذرا ً لمن اشتبه عليه الامر بل وكيف اعطى الحق لنفسه بأن يكون راويا ً منحرفا ً والظاهر ان حصة الحق ستكون كما في تاريخنا قليلة الاتساع ومحدودة التداول وقد كان عذرهم ( رواة التاريخ ) في الملاحقة وقطع الرقاب اما الان التاريخ الالكتروني مفتوح وما عليك الا ان تسجل فكم المواقع وكثرتها ليس عبثا ً ان كان لها هدف فأن حصل فهي صفحة في سجل التاريخ الالكتروني الحديث .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha