المقالات

حركة الشهيد عز الدين سليم - ستراتيجة وتكتيك -

631 19:30:00 2012-07-29

الكاتب: مرتضى أحمد العبودي

كان الوضوح في الرؤية والتكتيك موجود في طرح الشهيد الخالد عز الدين سليم وفقاً لتجربته الطويلة في الميادين السياسية كذلك سبله في التعاطي والتفتح على حضارات العالم والطروحات الإنسانية عدا توغله في الثقافة الإسلامية التي جعلت منه رائداً في الكتابة والبحث الديني والسياسي ومشاراً إلى مؤلفاته الكثيرة بالبنان وكل هذا بلور له ثروة إجتماعية لا يستهان بها من المنتمين لخطه والمحبين ، والذي يعرف السرداب الذي كان يسكنه الشهيد يعرف كثرة الداخلين والخارجين والمقيمين عنده.

بعد تغيير اللانظام الصدامي ، كان الشهيد عز الدين سليم يعتقد إن تلك الفترة غير ناضجة ولا تدرك الواقع بشكل دقيق ، إذ إن البلد محتل ، والحاجة الى طرح معقول يقنع الآخرين حيث أن المكاسب الكبيرة لا يمكن أن تتحقق بين عشيةٍ وضحاها ، كذلك فإن الساحة تضم مختلف الأفكار والأحزاب والقوى من العلمانيين الى الإسلاميين ومن القوميين الى الإشتراكيين ، وحيث الصراعات الإقليمية والإرهاب القادم من الخارج المتمثل بالقاعدة وذيولها الى الإرهاب الموجود أصلاً في الداخل المتمثل ببقايا اللانظام المقبور والمتعاطفين معه ، هذا كله كان يجري في بلد نفطي ملآن بالثروات الطبيعية ومحتل من قبل أقوى بلد في العالم ، وقد مر على شعبه أبشع الجرائم والويلات منذ سنة 1963 الى سقوط الصنم ، وما رافق ذلك من أمراض مزمنة إجتماعية وثقافية غزت مواطنيه ، وكرست فيه ثقافة الدكتاتورية البغيضة وشيوع الفساد والفوضى.

بالرغم من أن الشهيد يتبنى الإسلام على المستوى الستراتيجي إلا أنه يطمح الى تحقيق حكومة إنسانية ، إذا إنك إذا أردت أن تأتي بالإسلام ((كما يرى الشهيد)) الى بلد مدمر إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وتطبقه عليه ، إنما أنت تقوم بجر الإسلام الى الإنتحار ، فستدمره ، ولهذا السبب قال: (( ما نريده الآن هو حكومة تخدم الإنسان ، تعطيه كرامته وحريته وبعد هذه المرحلة يمكننا ـ إذا أحسنّا الطرح أن نطرح الإسلام للناس كما فعل الأخوة الإسلاميون الأتراك ، فهؤلاء الأخوة دخلوا في جو علماني راسخ ومحمي بالجيش والمؤسسات المالية ، ولكن بطرح رائع ومقبول إستطاعوا أن يدخلوا في جيب النظام العلماني ويفرضوا رؤاهم عليه وهذا أعظم عمل ونجحوا لحد الآن)).

في 17/5/2012 أعلنت حركة الشهيد عز الدين سليم عن نفسها ((أمام الشعب العراقي إيماناً منها لإيقاف الهدر العميق للطاقات والثروات وإعطاء الفعل السياسي الوطني فرصته في رسم صورة الخلاص في خطاب ثقافي سياسي يجمع شمل الحروف العراقية في مشروع إنساني خلاّق من شانه إنجاز إطروحة حكومة الإنسان التي نادى بها الشهيد عزالدين سليم وتحقيق دولة إنسانية ذات هوية عراقية ناصعة وهذا يتطلب تظافر الجهود الوطنية ثقافية كانت ام سياسية ....)) إنما أعلنت عن ستراتيجية وتكتيك إستسقتهما من لدن فهم المرحلة ، فالواقع الراهن المزري بمخاسيره مرتبط بما ورثته تلك الفترة الظلامية من حكم اللانظام المقبور ، وبمكاسبه المفروضة بفعل التغيير ، وما على الحركة إلا إشاعة فكرها النير في التغيير ، والمقصود به أولاً الإنسان العراقي ، محور إطروحة حكومة الإنسان ، وهو مشروع ليس باليهين تنفيذه ولا بالسهل الوصول إليه ، إنما هناك طريقة عمل وسلوك يفضي الى تقديم الإطروحة وإيصالها الى أكبر عدد من المواطنين بشكل سهل ومعقول ، أما إيجاد قاعدة عريضة تؤمن بها فهو فهو طموح وهو أمر متروك لما سيقوله المستقبل.

وعندما أعلنت الحركة بيانها السياسي (أمام الشعب العراقي) ، إنما أرادت أن تقول إن الشعب إن أراد الخلاص فعليه التحقق من مبادىْ إطروحة حكومة الإنسان والتمعن بخطوطها العامة وهي لسيت تفاحة تؤكل فينقلب آكلوها الى منظرين وفلاسفة ، إنما هي ثقافة يجب إشاعتها والإيمان بها حتى يتحقق الخلاص ، ومن حظوظها أن تكون عابرة ومتجاوزة للثقافات القومية والمذهبية ، فلا فرق بين من يؤمن بها سني أو وشيعي أو مسيحي أو مندائي ، كردي أو عربي أو تركماني أو آشوري أو كلداني....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك