المقالات

شيئ من الوفاء

528 18:29:00 2012-07-29

حمــــيــد المــــوســـوي

استذكار رموز الامة وقادتها ورواد مسيرتها امانة في اعناق ابنائها تتوارثه اجيالها وفاءا وانصافا لما قدموه من تضحيات جسام وبعض من الوفاء لعزيز العراق نستذكر آخر ما ودع به شعبه ..الوصية الوثيقة التي تركها الراحل العظيم ـــ عملا ً بشريعة الله السمحاء وكتابه المجيد (...ان ّ خير شىء ترك الوصية ) وانطلاقا ً من مسؤلياته الجسام تجاه وطنه وشعبه تمثل خطاً رساليا ً واضح المعالم يضع تصورا ً واسعاً لأدق التفاصيل ويرسم خارطة مستقبلية لمسار العملية السياسية والاطراف المشاركة فيها بشكل عـــــــام ومسؤليات والتزام قادة الائتلاف الوطني تجاه وطنهم وقضيتهم المصيرية للمرحلة الحالية والمراحل القادمة .بشـــــكل خاص.ان قراءة متأنية لفقرات الوصية العهد تظهر بجلاء حرص فقيد العراق الغالي على كل مفصل من مفاصل الحياة يلامس حاجات الجماهير العراقية الصابرة ويتعلق بالمصالح الوطنية الكبرى ، اذ حشد [ قدس سره] الشريف جيشاً من الهم الوطني الصادق هو خلاصة حياة جهادية فكرية سياسية ميدانية لتكون عبرة وبرنامج عمل لحملة الراية بعده: فقد بدأ الغائب الحاضر وصيته التأكيد على طاعة الله ورسوله والتمسك بالعترة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين واحياء المناسبات الدينية والشعائر الحسينية كونها منهاجاً ورث من السلف الصالح . وثنى [قدس سره] على الالتزام بالمرجعية الرشيدة والعمل وفق توجهاتها وعدم التخلف عنها .ثم اكد على احترام الآخر والعمل بسلام وامان كونه الاسلوب الحضاري الديمقراطي للتعايش بين جميع مكونات واطياف الشعب العراقي بغض النظر عن ميولهم واتجاهاتهم وقومياتهم واديانهم . وكون الدستور العراقي الجديد هو خلاصة نضال مرير ضد الدكتاتورية دام اربعة قرون فقد اوصى سماحته بالالتزام التام بهذا الدستور الذي يمثل ضمانة لكل العراقيين بشكل متساو.ولأن الوحدة العراقية الصادقة هي صمام امان ضد مؤامرات الاعداء وكيدهم المستمر لاسقاط العملية الديمقراطية فقد اكد سماحته على اهميةالسعي الحثيث لتحقيق الوحدة الحقيقية ما بين العراقيين والاعتصام بحبل الله المتين مذكراً بالاعمال الاجرامية التي قام بها التكفيريون والصداميون والتي كان هدفها ايقاع الفتنةبين طوائف العراق المتآخية حيث كان ابرزها استهداف شهيد المحراب [قدس سره] ومراقد الأئمة الاطهار في سامراء والتفجيرات واعمال التخريب التي شملت محافظات العراق بدون استثناء .ولأن ماتحقق من منجزات ونصر الهي في ظل معادلة منصفة جديدة تحكم العراق كان معمدا ً بدماء العراقيين الصابرين فقد وجه سماحته بضرورة الحفاظ على هذا المنجز وعدم التفريط ولو بجزئية بسيطة من مفرداته .ولم ينس فقيد العراق الغالي مسألة الانتخابات المقبلة والتي رأى فيها مسؤلية وطنية وواجباً شرعياً لابد من ادائه وحث على المشاركة فيها واختيار العناصر الكفوءة المخلصة ومنع تسلل الطارئين واصحاب المنافع الشخصية والفؤية.ولأن خدمة الشعب العراقي الصابر وتوفير الأمن والخدمات له شرف لكل من يتصدى للمسؤلية اوصى سماحته جميع المسؤلين على ان يضعوا نصب اعينهم ويتفانوا في خدمة هذا الشعب الذي اوصلهم للمواقع والمراكز التي هم فيها على ان تكون العناية الخاصة بالفقراء والمستضعفين والمرضى وعوائل الشهداء .لم تكن شريحة الشباب بناة مستقبل العراق بغائبة عن وصية القائد الراحل حيث اكد على ضرورة الاهتمام بهذا القطاع المهم وتلبية احتياجاته وتهيئة مستلزمات النهوض به فكرياً وثقافياً ودينياً وعلمياً وحمايته من خطر الغزو الثقافي والانحرافات الفكرية والاعلام المضلل المعادي.وحتى لا يترك الغائب الحاضر [ قدس سره ] فراغاً بعد رحيله المدوي ،فراغ قد يستثمر كثغرة يمكن الولوج منها لتخريب الأئتلاف الوطني من قبل اعداء العملية السياسية من الصداميين والظلاميين ،فراغ قد يجعل الاهواء تأخذ بالبعض الى سبل متفرقة ،وحتى يقطع دابر الشكوك والظنون والتقولات فقد ختم سماحته الوصية الذهبية بتنصيب سماحة السيد المجاهد حجة الاسلام عــمــــار الحكـــــــيـــم وصياً له كونه ربيبه وثقته في استقامته وقدرته وخبرته في جميع مجالات الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية وقبلها علمه وتقواه وورعه وخشيته من الله تعالى وهذا ما اكدته النجاحات التي حققها خلال عمله الدؤوب وتوليه للمهام الوطنية والمسؤليات الكبرى.وبعد... اننا لسنا امام مذكرات يسطرها الملوك والروءساء والقادة بعد رحيلهم، ولسنا امام تحذيرات يلقيها المورثون للوارثين... اننا امام برنامج عمل وطني حمل همومه عزيز العراق الى آخر رمق من انفاسه الطاهرة ،لقد اصلح مابينه وبين الله فأصلح الله مابينه وبين الناس فلا غرابة ان يتحول وداعه الاخير الى مراسيم اشبه ماتكون بمواسم حج البيت الحرام واقرب ماتكون الى طقوس زيارة اربعينية جده الحسين ع ومراسم شعبانية جده صاحب العصر عجل الله فرجه الشريف.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك