حسن الراشد
ظاهرة ملفتة وممنهجة يلمسها المراقب لتحرك ونشاط بعض وسائل الاعلام العربية وقنوات فضائية ودورها غير المهني في استغلال عناصر غير مهنية في رفع التقارير الخبرية ونقل الوقائع على الارض بما يناسب الأجندة السياسية للممولين لتلك القنوات ومن يقف خلفهم من اجهزة استخباراتية إقليمية ودولية ، الظاهرة اثارت العديد من التساؤلات حول حقيقة مهنية تلك الوسائل الإعلامية ودورها الذي من المفترض ان يكون إعلاميا بحتا ومحايدا ينقل الحقائق على الارض والوقائع بعيدا عن اي تجييش او تحوير او فبركة او تماهي مع اطراف في الصراع والأزمة ومحاولة الاستمرار حتى ولو وهما في تضخيم الأزمة والحدث وإبقاء الصراع ولو إعلاميا كحالة ملتهبة لهدف اصبح حتي رجل الشارع البسيط يفهمه ويدركه .. الأزمة السورية كشفت الكثير من تلك الخفايا ومن قبلها التفجيرات والمفخخات واستهداف المدنيين والبنية التحتية في العراق ودور الإعلاميين المصطنعين وغير المهنيين او لنقل ممن انتجتهم معامل اجهزة الاستخبارات الإقليمية او حتى محافل المتطرفين . الحقيقة الاولى ان الإعلاميين والمراسلين المفترضين في ميادين الصراع والمناطق الساخنة في خضم هذا الحديث ليسوا الا عناصر استخباراتية ومتعاونة مع اطراف ذات اجندات واهداف مختلفة لا تعمل من اجل نقل الحقيقة وانما لقلبها وتحويرها من جهة والعمل على تكييف الوضع وفقا لأجندة الصراع الذي تقوده الدوائر الاستخباراتية و دول لها نوايا سيئة ذات أبعاد طائفية وعنصرية وغير مهنية. الحقيقة الثانية ان تلك الشبكات الإعلامية غدت تفقد ليس فقط توازنها وانما شرف المهنة الإعلامية والتوسل بعناصر إجرامية ومتطرفة واعلاميين لا علاقة لهم بالمهنة الإعلامية وانما هم مقاتلون وإرهابيون لهم خلايا تنسيقية مع تنظيمات إرهابية تنفذ أجندة مشبوهة وخطيرة. والحقيقة التالية ان تلك الأجهزة الإعلامية والقنوات الإعلامية ترفض التعامل بمهنية حتى مع المهنيين في نقل الاحداث لا يهم ان كانوا من المهنيين السياسيين او اعلاميون مختصون فما يهمها هو ان يتجرد الناقل من شرف المهنة ويبيع ضميره ويتحدث بما تريده أجندة الدولة التي تمول وتدير تلك القنوات . وتأتي قناة الجزيرة على راس كل تلك القنوات التي باعت شرف المهنة وتأسست في الاصل من اجل نشر العهر الاعلامي واستخدام كل الأساليب القذرة في هذا الاتجاه وخداع ليس فقط راي العام العربي والعالمي بل وحتى التأثير على اصحاب القرار وخداعهم وإيصال الفبركات والأكاذيب والتقارير المجيشة والفاقدة لأي مهنية ، والمؤكد أيضاً ان الجزيرة توظف الإرهابيين والمتطرفين والمتعاطفين مع القتلة والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة مثل مراسلهم السابق في كابول السوري الاصل علوني المسجون في اسبانيا وآخرون كثيرون تم توظيفهم من اجل الاهداف المذكورة ولعل مراسلها السوداني سامي الحاج الذي كان نزيل غوانتوناموا بعد اعتقاله متلبسا مع القاعدة في افغانستان ومرورا باحمد عبدالعظيم مقدم برنامج المشهد العراقي في الجزيرة والذي كان يقدم كل تقارير البرنامج بتنسيق مع تنظيم القاعدة في العراق ضمن سياق خطاب المقاومة الشريفة المزعومة التي كانت تستهدف المدنيين ورجال الأمن و المدنيين من الأجانب أمريكيين وغير أمريكيين والمفارقة ان هذا الاعلامي (المقاوم)! انتقل في فترة قصف الناتوا لليبيا الى بنغازي ليقود حملة (المقاومة) الإعلامية للجزيرة في بنغازي لصالح المقاومة الليبية المدعومة اطلسيا ! وهو ليس اخر المراسلين بل واستمر التعامل من قبل الجزيرة مع عناصر مصطنعة إعلاميا وهي في الأساس رجال القاعدة او من المنتمين لتنظيمات إرهابية متطرفة ومجرمة تمارس القتل وقطع الرؤوس كما يحصل اليوم في سوريا وعلى حدود العراق مع هذه الاخيرة حيث مراسلون اما وهميون وأما جواسيس ومتعاونون مع المتطرفين او مع اجهزة استخبارات إقليمية ينقلون نصف الحقيقة او يفبركون التقارير بهدف التشويش والتجييش .
https://telegram.me/buratha