المقالات

نتيجة تخبط السياسة التركية في المنطقة

508 08:14:00 2012-07-29

خضير العواد

منذ أكثر من عام ونحن نلاحظ تخبط السياسية التركية بل في كثير من الأحيان تتناقض في نفس الوقت ولم يبقى لها خط معين يمكن للمتتبع أن يحددها به ، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال مواقفها من الأحداث التي تمر فيها سوريا وكذلك العراق ، ففي القضية السورية نلاحظ الحكومة التركية مندفعة جداً بل تعتبر أحد أضلاع المثلث الذي يريد تغير الحكم في سوريا وهم قطر والسعودية وكذلك تركيا ، فهم يجهزون المسلحين بما يحتاجون إليه من سلاح وعتاد ومواد غذائية بالإضافة الى معسكرات لتدريبهم ، وينادون علناً في تغير الحكم في سوريا بالإضافة الى إعلان دعمهم ماديا ومعنوياً للثوار السوريين وفي كثير من الأحيان يهددون الحكومة السورية بل وصل بهم الأمر الى التصريح بالتدخل العسكري من أجل إنقاذ الشعب السوري كما يدّعون ؟؟؟ وبالمقابل فهي تلاحق أكرادها الى داىخل الأراضي السورية وقد صرح رئيس الوزراء التركي بحق تركيا في ملاحقة الأكراد الى داخل الأراضي السورية لأنهم يهددون الأمن التركي ؟؟؟؟ وبالمقابل لا يحق للحكومة السورية أن تدافع عن مؤوسساتها وشعبها داخل أراضيها وفق المنظور التركي ؟؟؟؟؟ وأما في العراق فهي توقع صفقات مع أكراد العراق من ناحية إستيراد النفط منهم علماً إن تركيا على علم بأن هذه العملية وغيرها التي تجريها مع حكومة كردستان غير قانونية وغير دستورية لأنها على إطلاع كامل بنصوص الدستور العراقي وتعرف صلاحيات الإقليم بالإضافة الى إعتراض الحكومة العراقية على هذا الأمر ووصفته بتهريب النفط وليس تصدير ، وهي التي تدافع عن كرد العراق وتعطيهم الحق في الإنفصال عن العراق وفق شروط معينة ، وتدافع بشكل أعمى عن قادة العراقية وتطالب حكومة بغداد بإنصاف أهل السنة وهم الذين يسيّطرون على وزارت ومناصب في حكومة بغداد أكثر من الأغلبية الشيعية (إذا جمعنا الكرد والسنة العرب) ولكن يبقى في منظور أردغان الطائفي الإبتزازي أن هذا لا يكفي من أجل الضغط على حكومة بغداد والحصول على مكاسب أكثر بل تدافع وتأوي من قاد الإرهاب وقتل المئات من أبناء الشعب العراقي كألهاشمي ، وفي المقابل فأنها تلاحق كرد تركيا داخل الأراضي العراقية وتقوم بقصف القرى والمدن العراقية وتقتل الأبرياء المدنيين تحت ذريعة الدفاع عن أمن تركيا ، فهي تعتقل وتقتل الكرد الذين يطالبون بحقوقهم الإنسانية تحت ذريعة الأمن التركي كزعيم حزب العمال الكردي عبد الله أوجلان ، وتشجع وتؤيد إنفصال كرد العراق عن حكومتهم المركزية بل تعقد الصفقات وتتبادل بالوفود والزيارات ، ولا يحق للحكومة العراقية أن تدافع عن حقوق شعبها وأمنها وفق المنظور التركي المتغطرس ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحاول الترك إضعاف الحكومات التي تحيط بهم كسوريا والعراق ؟؟؟؟ يعتقد الترك بإضعاف هذه الحكومات سوف يؤدي الى توغل الترك في هذه الدول أكثر وأكثر ويحصلوا على أكبر ما يمكن من مكاسب بالإضافة للأطماع التركية (العثمانية) التي تدّعي بأحقيتها في حكم هذه البلاد لأنها من الأرث العثماني ، ولكن نسى الترك أو تناسوا إضعاف صدام نتج عنه حكومة كردستان في شمال العراق ، فإضعاف الحكومة السورية سوف يعطي نفس النتيجة لا محال بسبب توفر ظروف متقاربة مع تجربة كردستان العراق ، لهذا فالكرد يحاولون في هذه الأيام نقل التجرية التي حدثت في شمال العراق الى شمال سوريا أي خلق حكومة للكرد في شمال سوريا وهذه تعطي الولاء لحكومة كردستان العراق ومن ثم خلق دولة موحدة من شمال العراق الى البحر المتوسط وهذا ما تسعى إليه حكومة كردستان العراق لأنها بدون هذا المنفذ لا يمكن لها أن تؤسس دولة قط ، وإذا تحقق هذا فالخطوة القادمة كرد تركيا والإنفصال قادم لا محال لأن جميع الظروف الملائمة لذلك سوف تتوفر عندها سيخسر الترك كل شئ وهذا جميعه قد زرعوه بأيديهم فيجب أن يجنون ما زرعوا ويساعدوا في بناء دولة كردية في جنوب تركيا يلحق بها كرد سوريا والعراق وهذا سيتحقق حتماً نتيجة تخبط السياسة التركية في المنطقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك