خضير العواد
منذ أكثر من عام ونحن نلاحظ تخبط السياسية التركية بل في كثير من الأحيان تتناقض في نفس الوقت ولم يبقى لها خط معين يمكن للمتتبع أن يحددها به ، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال مواقفها من الأحداث التي تمر فيها سوريا وكذلك العراق ، ففي القضية السورية نلاحظ الحكومة التركية مندفعة جداً بل تعتبر أحد أضلاع المثلث الذي يريد تغير الحكم في سوريا وهم قطر والسعودية وكذلك تركيا ، فهم يجهزون المسلحين بما يحتاجون إليه من سلاح وعتاد ومواد غذائية بالإضافة الى معسكرات لتدريبهم ، وينادون علناً في تغير الحكم في سوريا بالإضافة الى إعلان دعمهم ماديا ومعنوياً للثوار السوريين وفي كثير من الأحيان يهددون الحكومة السورية بل وصل بهم الأمر الى التصريح بالتدخل العسكري من أجل إنقاذ الشعب السوري كما يدّعون ؟؟؟ وبالمقابل فهي تلاحق أكرادها الى داىخل الأراضي السورية وقد صرح رئيس الوزراء التركي بحق تركيا في ملاحقة الأكراد الى داخل الأراضي السورية لأنهم يهددون الأمن التركي ؟؟؟؟ وبالمقابل لا يحق للحكومة السورية أن تدافع عن مؤوسساتها وشعبها داخل أراضيها وفق المنظور التركي ؟؟؟؟؟ وأما في العراق فهي توقع صفقات مع أكراد العراق من ناحية إستيراد النفط منهم علماً إن تركيا على علم بأن هذه العملية وغيرها التي تجريها مع حكومة كردستان غير قانونية وغير دستورية لأنها على إطلاع كامل بنصوص الدستور العراقي وتعرف صلاحيات الإقليم بالإضافة الى إعتراض الحكومة العراقية على هذا الأمر ووصفته بتهريب النفط وليس تصدير ، وهي التي تدافع عن كرد العراق وتعطيهم الحق في الإنفصال عن العراق وفق شروط معينة ، وتدافع بشكل أعمى عن قادة العراقية وتطالب حكومة بغداد بإنصاف أهل السنة وهم الذين يسيّطرون على وزارت ومناصب في حكومة بغداد أكثر من الأغلبية الشيعية (إذا جمعنا الكرد والسنة العرب) ولكن يبقى في منظور أردغان الطائفي الإبتزازي أن هذا لا يكفي من أجل الضغط على حكومة بغداد والحصول على مكاسب أكثر بل تدافع وتأوي من قاد الإرهاب وقتل المئات من أبناء الشعب العراقي كألهاشمي ، وفي المقابل فأنها تلاحق كرد تركيا داخل الأراضي العراقية وتقوم بقصف القرى والمدن العراقية وتقتل الأبرياء المدنيين تحت ذريعة الدفاع عن أمن تركيا ، فهي تعتقل وتقتل الكرد الذين يطالبون بحقوقهم الإنسانية تحت ذريعة الأمن التركي كزعيم حزب العمال الكردي عبد الله أوجلان ، وتشجع وتؤيد إنفصال كرد العراق عن حكومتهم المركزية بل تعقد الصفقات وتتبادل بالوفود والزيارات ، ولا يحق للحكومة العراقية أن تدافع عن حقوق شعبها وأمنها وفق المنظور التركي المتغطرس ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحاول الترك إضعاف الحكومات التي تحيط بهم كسوريا والعراق ؟؟؟؟ يعتقد الترك بإضعاف هذه الحكومات سوف يؤدي الى توغل الترك في هذه الدول أكثر وأكثر ويحصلوا على أكبر ما يمكن من مكاسب بالإضافة للأطماع التركية (العثمانية) التي تدّعي بأحقيتها في حكم هذه البلاد لأنها من الأرث العثماني ، ولكن نسى الترك أو تناسوا إضعاف صدام نتج عنه حكومة كردستان في شمال العراق ، فإضعاف الحكومة السورية سوف يعطي نفس النتيجة لا محال بسبب توفر ظروف متقاربة مع تجربة كردستان العراق ، لهذا فالكرد يحاولون في هذه الأيام نقل التجرية التي حدثت في شمال العراق الى شمال سوريا أي خلق حكومة للكرد في شمال سوريا وهذه تعطي الولاء لحكومة كردستان العراق ومن ثم خلق دولة موحدة من شمال العراق الى البحر المتوسط وهذا ما تسعى إليه حكومة كردستان العراق لأنها بدون هذا المنفذ لا يمكن لها أن تؤسس دولة قط ، وإذا تحقق هذا فالخطوة القادمة كرد تركيا والإنفصال قادم لا محال لأن جميع الظروف الملائمة لذلك سوف تتوفر عندها سيخسر الترك كل شئ وهذا جميعه قد زرعوه بأيديهم فيجب أن يجنون ما زرعوا ويساعدوا في بناء دولة كردية في جنوب تركيا يلحق بها كرد سوريا والعراق وهذا سيتحقق حتماً نتيجة تخبط السياسة التركية في المنطقة .
https://telegram.me/buratha