يا قومي مالي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار
نجح الهاشمي في تنفيذ ما لم تستطع السعودية والارهاب الدولي تنفيذه؛ من خلال شقه الحلف التضامني، بين الشيعة والكرد، بالمقابل ابدى سماحة السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وفخامة السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني، حكمة عظيمة في احتواء الموقف الذي كاد يستحيل حربا اهلية.وقف الطالباني مع الحق، متجردا عن الانتماء الفئوي، لصالح الانتماء الوطني، باعتباره صمام امان العراق، كما اطلق على سماحة الامام آية الله علي السيستاني، فكان صمام امان العراق بالقوة والفعل. قوة الموقف المؤدي الى انجاز فاعل.. صمام امان لم تأخذه في الحق قربى ولا قومية، انما عمل بمبدأ "اقربكم عند الله اتقاكم". تأسيا بجورج واشنطن، عندما تشرذمت امريكا الى كارتلات عقب توقف الحرب الاهلية (1861 - 1865) وكانت بحاجة الى مستبد عادل وفق توصيف ميكافييلي، فوجد واشنطن في ديكتاتورية الدستور استبدادا عادلا، يحسم الامور ويوقف المتغطرس وذا النوايا غير المنتظمة في السياق الوطني، عند حد الوطن.. الوطن خط احمر ازاء الغطرسة وسوء الانتظام! ولا ادري ان كانت اللغة تسمح بتركيب شبه الجملة من المضاف والمضاف اليه (سوء الانتظام) لأن الانتظام صلاح والسوء خرق للصلاح، لا ينسجمان في تركيبة لغوية واحدة. لكني ادري بان جورج واشنطن بطل قومي انتشل شعبه مما آلت به اليه الحرب الاهلية بين الجنوب الاسود.. نيكرو، والشمال الاشقر.. وايت.
استثمر الطالباني منصبه رئيسا للجمهورية، في اداء واجب التصدي للمؤامرة.. مؤامرة سحب الثقة من المالكي، التي اريد بها الاطاحة بالعراق من علياء المنجز الديمقراطي الذي انتصر به المالكي على الارهاب، الى دونية الطاغوت الذي لم يدخر وسعا في ابادة آلاف القرى الكردية بدم بارد.. ذات البرودة التي القى بها علي حسن المجيد، الكيمياوي على حلبجة.. سحب الثقة عن دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، كفيل باعادة العراق الى ديكتاتورية الكيمياوي. أهذا ما يريده دعاة سحب الثقة!؟ لقد ادرك الطالباني بعقليته السياسية الراجحة، مؤديات الامور التي غفل القوم عنها، فحال بينهم وبين ما تسول به النفس الامارة بالسوء.. نظير ان يتحول ريع النفط من خزينة الدولة الى جيوب بضعة عوائل متنفذة شمالي العراق، سار الكرد الى تدمير المكتسبات التي تحققت لهم بعد تحريرهم مع كامل العراق يوم الاربعاء 9 نيسان 2003.
"ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما تسوّل به نفسه، ونحن اقرب اليه من حبل الوريد".
ادرك الطالباني ان وراء سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي نهاية الكرد قبل سواهم من العراقيين الذين سيتضررون بنسب متفاوتة، فتصدى لمؤامرة الهاشمي ومن والاه، ممن لم يؤمنوا بالمادة 140 ولن يسمحوا بقيام دولة كردية، بل يريدون اعادة العراق الى ما يتمنون من حكم بعثي ما زالوا يحنون له. قال طارق الهاشمي الذي آوته كردستان، متسترة عليه خلافا للقانون: "العراق بلد عربي ورئيس الجمهورية يجب ان يكون عربيا" بالمقابل سألت دولة رئيس الوزراء نوري المالكي.. انا شخصيا:- هل تقبل بكلام الهاشمي هذا؟ فاجابني:- ان لم يسكت عن هكذا طروحات لسوف اطلع الناس على اصله الحقيقي. هذا هو موقف الهاشمي من الكرد وهذا موقف المالكي منه دفاعا عن الكرد، فهل تختارون عدوا مبغضا وتنبذون محبا ودودا خاصمه دفاعا عنكم.
"يا قومي مالي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار".؟
ثمة تحالف شيعي - كردي، يوارب بين السر والعلن، لله في الله؛ ولان كليهما مستهدف من الطاغية ولان الوجد الذي يحتضنهما قريب؛ فان هروب الهاشمي مذموما مدحورا بتهمة الارهاب، ضالعا بقتل العراقيين، نجح باحداث شرخ بين الفئتين المتحابتين، الى حد زار عبد السلام عارف الامام الراحل آية الله السيد محسن الحكيم؛ طالبا منه اعلان الجهاد ضد الكرد شمالي العراق، فرفض؛ الامر الذي حدى بعارف الى تهديد الحكيم بتهديم ضريح الامام علي (ع) فوق رؤوس الشيعة، اجابه الحكيم: انه حامي الحمى ولا يحتاج من الشيعة حماية. رافعا عمامته لله، فكان ما كان من سقوط الطائرة بعارف على مشارف البصرة! موقف آية الله محسن الحكيم امتد في نجله عبد العزيز الحكيم (رض) الذي سألته: هل يستحق الكرد دولة؟ فاجاب: نعم يستحقون.ايهما اذن اولى بالتضامن مع الكرد.. الشيعة من جهة، ام بقايا البعث وتركيا التي تحظر على الكردي ان يعيش ككردي، انما تجرده من كرديته.المالكي وعموم الشيعة دعاة حقوق الكرد، فلماذا يراهن الكرد على التحالف التركي القطري السعودي، لتدمير ديمقراطية الاغلبية، المتضامنة مع الكرد ازاء من يستنكر عليهم وجودهم.
ياقومي، انكم مقبلون على خطوة تفضي الى نهايتنا، فاتبعوا الرجل الصالح.. جلال الطالباني، ولا تأخذكم العزة بالاثم، سادرين في الغي؛ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، بعد ان يستتب الامر لقوم يؤسسون للخيانة قبل الوفاء.. بعثية الى العظم، واقصى من العظم ارهابا الى النخاع، يؤمنون بابادة الكرد ودك جبال كردستان.والدليل هو ان سؤالا طرح خلال الاجتماعات التآمرية لسحب الثقة عن المالكي، بشأن موقف القائمة العراقية من المادة 140 فكان الجواب لا نريد الخوض فيها.هم لا يريدون الخوض في المادة 140 فلماذا تعيثون انتم ببلد يرأس حكومته رجل مؤمن بالمادة 140 لماذا!؟
"فهل بعد الحق الا الضلال".؟
15/5/729
https://telegram.me/buratha