المقالات

العراق في مهب الأزمة السورية /

554 14:23:00 2012-07-28

حافظ آل بشارة

هل يستطيع العراق بوضعه الحالي تحمل آثار الأزمة السورية ؟ اصبح تغيير النظام في دمشق قصة مأساوية ، الانظمة في مصر وتونس وليبيا واليمن تغيرت بأقل قدر ممكن من التداعيات وبقيت الاعتبارات الداخلية هي الأهم في تلك البلدان ، أما الأزمة السورية فقد تم تدويلها وأقلمتها بشكل مبكر لتتحول الى ساحة صراع دولي ، آخر الاخبار تقول ان القواعد الاسرائيلية استقبلت عشرات الآلاف من القوات الامريكية التي تقوم باستعدادات تشبه ما سبق غزو العراق ، يقابلها انتقال بوارج روسية وتعزيزات الى قاعدة طرطوس السورية ، هناك مخطط لمد النفوذ الاسرائيلي الى سورية ، اختراع اسلوب جديد لحراسة اسرائيل ، تشكيل دويلة تكفيرية (كما تؤكد بعض التحليلات) تتولى حراسة اسرائيل وتشكل امتدادها الحيوي في المنطقة ، اسرائيل مؤلفة من مهاجري (السفارديم) الشرقيين ، و(الاشكناز) الغربيين ، سيضاف اليهم (التكفيرزم) الشاميين ان صح التعبير ، اعظم ما تحققه اسرائيل العيش تحت حراسة (اسلامية)، الحراس الجدد عدوهم الأول الشيعة ، الرافضة ، الذين طردوا اسرائيل من جنوب لبنان ، الذين اسقطوا هيبة الجيش الاسرائيلي ، الذين قلبوا ستراتيجية اسرائيل من شعار (من الفرات الى النيل) الى (غيتو) في فلسطين تطوقه الكتل الكونكريتية وتسقط الصواريخ على مدنه المختلفة بلا اي تغطية ، الذين يمتلكون الطاقة النووية ، الذين يقودون الصحوة في المنطقة . العراق بوضعه الحالي محسوب على التشيع ويجب ان يمتد اليه الحريق السوري ، كم يستطيع العراق مواجهة الحريق ؟ 3 ايام حدثت فيها اختبارات خطيرة ، موجة اللاجئين السوريين واللاجئين العراقيين العائدين ، كلا النوعين يمكن ان يضم في صفوفه ارهابيين و مطلوبين ، العراق لا يمتلك القدرة الكافية على كشف حقيقة كل لاجئ يدخل ، ولا يمتلك القدرة على ايواء اللاجئين بطريقة تضمن السيطرة على تحركاتهم ، عاجز عن مواجهة رغبات وعواطف اهالي الانبار وهم يريدون استقبال اللاجئين بطرق عشائرية بتقديم اطباق ضخمة من الثريد في المضايف بدون مراعاة الانتقال الرسمي بين الدول واجراءاته القانونية ، وبذلك تغلغل اللاجئون في كل مكان حتى وصل شتاتهم الى النجف ! الاختبار الأهم والأخطر عندما اراد الجيش العراقي ان ينتشر على الحدود الشمالية مع سورية فمنعته قوات البيشمركة ، مع ان اقليم كردستان ليس له حدود مع سورية ، اذا صح الخبر فمعناه ان حدود نينوى مع سورية بيد البيشمركه ! وهذا يعني انه ليس اقليما بل دولة مقابل دولة ! ملف يمكن ان يفجر أزمة مع المركز ... قضية اخرى ، لأن العراق محسوب على التشيع فهذا يعني سهولة تصنيفه ضمن المعسكر الايراني والهلال الشيعي ثم الاستقطاب الروسي الصيني ، فيصبح العراق عرضة لكراهية المعسكر السعودي القطري التركي الاسرائيلي ، احداث كهذه تتطلب وجود جبهة داخلية متماسكة لمواجهة جميع الاحتمالات ، اما اذا بقي العراق على هذا الحال من الأزمات الداخلية فهو يشبه صائما فقد الماء والكهرباء تحت درجة خمسين مئوية بانتظار الفطور الذي لا يأتي .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك