هادي ندا المالكي
لا يختلف اثنان على ان وزارة الكهرباء تاتي في صدارة الوزارات العراقية في سوء الاداء طوال السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام عام 2003 رغم اهمية هذه الوزارة وتماسها المباشر بحياة المواطنين اليومية خاصة في اجواء وبيئة متطرفة ليس في افكارها فقط بل في اجوائها وحرارتها والتي تختلف عن اجواء خط الاستواء وتطرف تنظيم القاعدة والوهابية والعرعور.كما تحتل وزارة الكهرباء ايضا مركز الصدارة في حجم الفساد المالي والاداري من بين نظيراتها من الوزارات الاخرى مثل وزارة التجارة والدفاع والداخلية والنفط والتربية وغيرها على طول التاريخ الهجري والميلادي والشمسي والقمري في العراق بدليل ان كل الوزراء الذين تعاقبوا على تسنم هذه الوزارة وصلوا الى معالي الثريا وناطحات السحاب وفلل لندن بعد ان افرغوا خزينتها وملئوا جيوبهم واخذوا الصاية والصرماية ولم يبقوا الا محطات متهالكة لا يمكن بيعها حتى في سوق النهضة المتخصص بالحديد والخردة, وقد رسخت اسماء وزراء الكهرباء اكثر من غيرهم في ذاكرة العراقيين فهل يمكن للذاكرة ان تنسى المختلس الامريكي ايهم السامرائي والعبقري وحيد كريم على وصف معالي دولة رئيس الوزراء والبقية تاتي للوزراء الذين لم يبزغ نجمهم بعد دون ان ننسى حصة وكلاء الوزراء والموردين والمتعاقدين. ومشكلة الاختلاس والفساد المالي والاداري والضحك على الذقون لم تقتصر على وزارة الكهرباء فقط بل حدث ويحدث في وزارات أخرى الا ان اهمية وزارة الكهرباء يجعلها في مواجهة مستمرة مع احتياجات ابناء الشعب العراقي الذي انهكته حرارة الصيف الجهنمية والتصريحات الكاذبة وسرقة عشرات الميارات من الدولارات دون فائدة ،بل ان هذه المليارات لو لم تصرف على انشاء محطات فاشلة وعقود كندية وكورية وهمية ولو وزعت على ابناء الشعب العراقي لكان بامكان كل عائلة ان تشتري مولدة خاصة بها ولانتفت الحاجة الى مثل هذه الوزارة والى هذا الجيش العرمرم من العاملين ولانتفت الحاجة ايضا للاستماع الى المتحدث الرسمي للوزارة وهو يبرر تلكأ عمل وزارته لان نصف اموالها التي تجاوزت الاربعين مليار دولار مع المنحة الامريكية يذهب الى الموازنة التشغيلية وان كان هذا صحيحا فهل ان عشرين مليار مبلغ قليل وما هو عمل هذا الجيش العرمرم الذي يعمل في الوزارة اذا كان غير قادر على زيادة انتاج امبير واحد من الطاقة الكهربائية.سمعت قبل فترة ان انتاج الطاقة الكهربائية في العراق تراجع عن مستوى الانتاج في زمن المقبور صدام بواقع الف ميكا واط رغم صرف عشرات المليارات وهو امر حقيقي يتجسد على ارض الواقع بشكل انقطاع مستمر ومعانات لا تنتهي فلوا ان هذه الوزارة تمكنت من زيادة الانتاج بحسب تصريحات الشهرستاني ووزراء الكهرباء المتعاقبين والمتحدث الرسمي لكان اهل العراق يشكرون الله صباحا ومساءا على نعمه وعلى انهم حضوا بوزراء مخلصين وناطق اعلامي لا يقول الا الحق وهذا لم يحدث ولو بعد الف عام .لن ينعم ابناء الشعب العراقي مثل باقي شعوب العالم بكهرباء لا يخالطها انقطاع حتى اصبحت حلما يراود مخيلة هذا الشعب المسكين لاسباب من اهمها بؤس خطط التنمية المستدامة وانتشار الفساد المالي والاداري بشكل يفوق الخيال وعدم وجود نظام رقابي وعقابي صارم يوقف السراق والحرامية عند حدهم وفي صالات مطار بغداد الدولي بالاضافة الى سيطرة العقلية الانتقامية والنفعية الشخصية وعليه فلن نحصل على ما نريد لان الاموال التي صرفت على انتاج الطاقة الكهربائية كان بامكانها ان تسد حاجة العراق وحاجة عدد من دول الجوار.
https://telegram.me/buratha