خضير العواد
إن الأحداث في سوريا قد دفعت الكثير من الشعب السوري الى ترك مدنهم وقراهم والنزوح الى حدود الدول المجاورة من أجل حماية أنفسهم وأهليهم ، ومن الدول التي توجه إليها هؤلاء اللاجؤون العراق الذي ترددت حكومته أولاً بإيواء اللاجئيين السوريين ومن ثم بعد يوم واحد وافقت على إستقبالهم وتقديم يد المساعدة والعون لهم ، علماً لقد قدم الشعب السوري من قبل يد المساعدة والعون للألاف من الشعب العراقي وجميع من كان في سوريا يتذكر أيام جميلة ويتكلم عن طيبة وبراءة الشعب السوري ، ولكن بسبب الظرف الذي يمر فيه العراق وشعبه وتكالب قوة الشر عليه جعله يتردد في بادئ الامر ، ولكن طيبة ونخوة الشعب العراقي لن تسمح لهم أن يتركوا أو يديروا ظهورهم لمن يحتاج الى مساعدتهم وخصوصاً الشعب السوري الذي وقف معهم أيام محنتهم وأمتحانهم مع الدكتاتور صدام المجرم ، فإستقبال اللاجئيين السوريين مسؤولية إنسانية تدفع الحكومة العراقية على القيام بها وقد تم بالفعل فتح الحدود للاجئيين السوريين وتهئية المساعدات الأساسية التي يحتاجونها ، وقد رحب الشعب العراقي جميعه بهذه الخطوة الكريمة التي تمثل أخلاق هذا الشعب الجريح الذي يعاني من الهجمات الإرهابية ولكن بالرغم من جراحاته التي تنزف فإنه لا ينسى من مد يد العون له ، ولكن وفود اللاجئيين السوريين على الأراضي العراقية وضع الحكومة في تحدي حقيقي فهي من جهة يجب أن تقدم الأمان والمستلزمات الأساسية للاجئيين السوريين ومن جهة إخرى يجب أن تسيطر على أوضاع الحدود وكذلك اللأجئيين ولا تدع أي شخص أن يستغل هذه الأوضاع وينفذ مخططاته من أجل قتل العراقيين ، لذا واجب على الحكومة العراقية أن تحمي العراقيين أولاً وتفعل ما تستطيع عليه من أجل ذلك ، وتحاول أن تبعد اللاجئيين السوريين عن الطائفيين والذين يمتلكون عقليات تكفيرية لأن وجود اللاجئيين في المنطقة الغربية للعراق يجعل هؤلاء اللاجئيين على محك مع المجاميع الإرهابية التي تتخذ من تلك المناطق قواعد لها ، فوجود اللاجئين الشباب قد يجعل الأمر ذا مخاطر إذا تأثروا بالأفكار التكفيرية التي تهدد الإنسانية بشكل عام والعراقيين بشكل خاص ، بالإضافة الى التأكد من كل لاجئ سوري يعبر الحدود أن لا يكون ممن أشترك في العمليات الإرهابية إن كان في داخل سوريا أو في العراق ، لهذا فمسؤولية الحكومة العراقية سوف تتضاعف بعد دخول اللاجئيين السوريين الأراضي العراقية لأنها يجب أن تقدم حماية الشعب العراقي على كل الأولويات ومن ثم حماية اللاجئيين السوريين .
https://telegram.me/buratha