هادي ندا المالكي
يعتبر عمل هيئة المسائلة والعدالة بحكم المنتهي بعد ان قرر رئيس الوزراء اطلاق اخر رصاصة عليها, عندما اعاد كبار الضباط البعثيين قبل ايام الى الخدمة لينهي بذلك فصلا لم يكتمل من تراجيديا شعب انتهكت حرمته وغيب بين الجبال والصحراء على يد هؤلاء الضباط دون ان يقتص من قاتليه او يتم دفن جميع ضحايا هؤلاء الضباط المزينة صدورهم بنياشين النصر الصدامية وهم يحققون الانتصارات تلو الانتصارات على شعب اعزل.ولم يكن قرار رئيس الحكومة الاخير باعادة الضباط الموقوفين عن الخدمة قرارا حكيما او صائبا في ظل الاوضاع الامنية المتردية واختراق المنظومة العسكرية من العناصر الارهابية البعثية والوهابية لانه سيزيد الامور سوءا وسيساهم بشكل كبير بتحقيق اجندات المجاميع الارهابية والجهات التي تقف خلفها وسيسهل من عملية الاختراق فوق ما كانت عليه وربما ستؤدي هذه العودة الى خراب العراق وليس مالطا.ويبدو ان المالكي لم يأخذ رأي التحالف الوطني كما هو في كل مرة باعادة هؤلاء الضباط الى الخدمة لان هذه العودة تمثل خط احمر من قبل بعض مكونات التحالف الوطني ليس انتقاما من هؤلاء الضباط ولكن لتجنيب العملية السياسية مطبات في وقت تعاني من هزات كبيرة بالاضافة الى ان هؤلاء الضباط اخذوا استحقاقهم ويتقاضون رواتب تقاعدية في وقت تتخذ دولا اجراءات اشد صرامة مع بقايا الانظمة السابقة تصل الى حد السجن والابعاد ومنع تسنم اي منصب يمتد لعشرات السنين وليس لبضع سنوات كما يحدث في العراق وهو امر استثنائي وقد يحصد الشعب العراقي نتاجه في المستقبل القريب كما حصد عبد الكريم قاسم حسن ظنه وان كانت المقارنة باطلة لان المالكي لم يعد هؤلاء الضباط الى الخدمة لحسن ظنه او رأفة باحوالهم المعاشية وانما لضرب القائمة العراقية وتمزيقها من جانب ولشراء اصوات هؤلاء الضباط وضمهم الى جانبه في معركة الانتخابات القادمة.ورب قائل يقول اذا كان هؤلاء بعثية ووهابية فما الذي سيجنيه المالكي وكيف سيصوتوا له في الانتخابات المقبلة والجواب ببساطة هو ما الذي سببه المالكي من ضرر لهؤلاء الضباط حتى ينتقموا منه ويصوتوا لغيره هذا اولا ومن هي الجهة الاخرى التي ستامن لهؤلاء ملاذا امنا مثل البيئة التي يؤمنها وجود المالكي ثانيا وعليه فان وجود المالكي يؤمن بيئة صالحة للمنظومة العسكرية المخترقة وفرصة مناسبة لهذه العناصر للاستمرار بمخططاتها العدوانية على خلاف اذا ما جاء رئيس وزراء من اطراف اخرى ممن ينظر الى هؤلاء على انهم مرض خبيث خطر يجب القضاء عليه واعادة الكرامة لعوائل الشهداء والارامل والايتام وابناء المقابر الجماعية.وهكذا يكون مختار زمانه قد حقق الهدف المطلوب في صراعه العنيف مع خصومه وهو يشعر بخطر الاقصاء في المرحلة المقبلة بعدما اعاد كل البعثيين الى مفاصل الدولة في وقت يتباكى هو واصحابه على الخطر الذي يحدق بالمشروع الوطني من البعثية الاوغاد هذا جانب اما الجانب الاخر فان المالكي ارسل بهذه العملية رسائل حقيقية الى خصومه في اربيل انه مستعد لتحقيق ما يطلبون بالتخلص من المسائلة والعدالة واعادة البعثية مصداق لهذه الاقوال.
https://telegram.me/buratha