حيدر عباس النداوي
شهدت الساحة السياسية هذه الايام والايام الماضية هدوءا نسبيا مشوبا بالحذر على عكس الوضع الامني والخدمي وساعات القطع المبرمج التي شهدت تدهورا كبيرا، دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الهدوء بل ان هذا الهدوء زاد من حالة التوجس والترقب والخوف لان هذا الهدوء لم يأتي على خلفية حل المشاكل العالقة بين الفرقاء السياسين والتي لا زالت تتفاعل وتراوح في مكانها من قبيل التلويح بسحب الثقة والاستجواب وتحريك الجيوش وغيرها من الملفات الساخنة كحرارة ايام تموز في الليل والنهار.وتختلف التكهنات من طرف لاخر في ضوء تحليلاتها للحالة الاستثناية التي تشهدها الساحة السياسية فلا صهيل خيول ولا سيوف تسل ولا تصريحات نارية من النواب والنائبات وقادة الكتل وان كان الجامع المشترك لهذه الحالة هو ان شيئا يتم الاعداد له خلف الكواليس ..ما هو هذا الشيء ..لا احد يمكنه ان يفصح عنه لان الطرف الراغب في الاعلان لا يعرف ماذا يجري.ومرد هذا الترقب والقلق هو ان الملفات العالقة لم يتم حسمها وحتى الاصلاحات السياسية التي اعلن عنها التحالف الوطني لم تجد صداها عند الاطراف المعارضة للمالكي بسبب انعدام الثقة على ضوء تجارب سابقة عاشتها هذه الكتل مع دولة القانون والتي لم تحصد الا السراب من الوعود والعهود والاتفاقيات.ويمكن تحديد توجهات تسكين الازمة وتخديرها بما هو عليه الان الى تبدل خطط واستراتيجيات بعض اطراف الصراع والتحول من الزمن الاني الى المستقبل وطبخ الخطة على نار هادئة على اساس ان تكون نتائجها مضمونة افضل من اشعال النيران في الهواء الطلق مع عدم ضمان النتائج النهائية وهذا التحول يعده البعض الى اوامر خارجية لا تجد ضرا في الانتظار لاوقات اخرى،وسيعتمد اصحاب هذا الراي على محاور متعددة في ستراتيجيتهم المقبلة منها تغيير خارطة التحالفات السياسية وربما احداث الفوضى مع التاكيد على اهمية شراء الذمم وعدم اغفال نصب مصائد للمغفلين الذين يتواجدون في الساحة السياسية بكثرة.كما ان ما يحدث من هدوء لم يكن بكل تاكيد من اجل طوي صفحة الخلافات والتفرغ لتقديم الخدمة للمواطنين الذين انهكتهم هذه الخلافات وجعلت الامور لا تطاق في ظل ظروف معيشية صعبة وتردي كبير في خدمات الماء والكهرباء وفي اجواء لاهبة لم يشهد لها التاريخ مثيلا وكذلك تردي كبير في الملف الامني مع تهديد فعلي للعصابات الاجرامية البعثية والوهابية حصدت نتائجها ارواح العشرات من الشهداء والجرحى من الناس الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري من صراعات سياسية القت بظلالها على جميع الاوضاع في البلد.اضف الى ذلك ان ما يحدث من هدوء لم يكن بسبب تعب المقاتلين الاشاوس من التصريح والتهديد وهم بهذا يحتاجون الى استراحة محارب او لانهم صائمين وان الكلام في السياسة من المكروهات في الصيام وقد يؤدي الى الافطار العمد. من المؤكد ان لا هذا ولا ذاك يقف خلف الهدوء انما تقف خلفه عاصفة ستضرب البلاد في المستقبل القريب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
https://telegram.me/buratha