المقالات

هدوء الساحة السياسية ..نار تحت الرماد ام استراحة مقاتل؟

708 16:09:00 2012-07-26

حيدر عباس النداوي

شهدت الساحة السياسية هذه الايام والايام الماضية هدوءا نسبيا مشوبا بالحذر على عكس الوضع الامني والخدمي وساعات القطع المبرمج التي شهدت تدهورا كبيرا، دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الهدوء بل ان هذا الهدوء زاد من حالة التوجس والترقب والخوف لان هذا الهدوء لم يأتي على خلفية حل المشاكل العالقة بين الفرقاء السياسين والتي لا زالت تتفاعل وتراوح في مكانها من قبيل التلويح بسحب الثقة والاستجواب وتحريك الجيوش وغيرها من الملفات الساخنة كحرارة ايام تموز في الليل والنهار.وتختلف التكهنات من طرف لاخر في ضوء تحليلاتها للحالة الاستثناية التي تشهدها الساحة السياسية فلا صهيل خيول ولا سيوف تسل ولا تصريحات نارية من النواب والنائبات وقادة الكتل وان كان الجامع المشترك لهذه الحالة هو ان شيئا يتم الاعداد له خلف الكواليس ..ما هو هذا الشيء ..لا احد يمكنه ان يفصح عنه لان الطرف الراغب في الاعلان لا يعرف ماذا يجري.ومرد هذا الترقب والقلق هو ان الملفات العالقة لم يتم حسمها وحتى الاصلاحات السياسية التي اعلن عنها التحالف الوطني لم تجد صداها عند الاطراف المعارضة للمالكي بسبب انعدام الثقة على ضوء تجارب سابقة عاشتها هذه الكتل مع دولة القانون والتي لم تحصد الا السراب من الوعود والعهود والاتفاقيات.ويمكن تحديد توجهات تسكين الازمة وتخديرها بما هو عليه الان الى تبدل خطط واستراتيجيات بعض اطراف الصراع والتحول من الزمن الاني الى المستقبل وطبخ الخطة على نار هادئة على اساس ان تكون نتائجها مضمونة افضل من اشعال النيران في الهواء الطلق مع عدم ضمان النتائج النهائية وهذا التحول يعده البعض الى اوامر خارجية لا تجد ضرا في الانتظار لاوقات اخرى،وسيعتمد اصحاب هذا الراي على محاور متعددة في ستراتيجيتهم المقبلة منها تغيير خارطة التحالفات السياسية وربما احداث الفوضى مع التاكيد على اهمية شراء الذمم وعدم اغفال نصب مصائد للمغفلين الذين يتواجدون في الساحة السياسية بكثرة.كما ان ما يحدث من هدوء لم يكن بكل تاكيد من اجل طوي صفحة الخلافات والتفرغ لتقديم الخدمة للمواطنين الذين انهكتهم هذه الخلافات وجعلت الامور لا تطاق في ظل ظروف معيشية صعبة وتردي كبير في خدمات الماء والكهرباء وفي اجواء لاهبة لم يشهد لها التاريخ مثيلا وكذلك تردي كبير في الملف الامني مع تهديد فعلي للعصابات الاجرامية البعثية والوهابية حصدت نتائجها ارواح العشرات من الشهداء والجرحى من الناس الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري من صراعات سياسية القت بظلالها على جميع الاوضاع في البلد.اضف الى ذلك ان ما يحدث من هدوء لم يكن بسبب تعب المقاتلين الاشاوس من التصريح والتهديد وهم بهذا يحتاجون الى استراحة محارب او لانهم صائمين وان الكلام في السياسة من المكروهات في الصيام وقد يؤدي الى الافطار العمد. من المؤكد ان لا هذا ولا ذاك يقف خلف الهدوء انما تقف خلفه عاصفة ستضرب البلاد في المستقبل القريب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك