هادي ندا المالكي
ضربت بغداد وعدد من المحافظات يومي الاحد والاثنين من هذا الاسبوع موجة من القتل المروع استهدفت ابناء الشعب العراقي بواسطة المفخخات والعبوات وقذائف الهاون اعادت الى الاذهان الطريقة التي كانت تستخدمها العصابات الاجرامية والتي تاتي متزامنة في وقت واحد او اوقات متقاربة لايقاع اكبر الخسائر البشرية والمادية وهذا ما حدث بالضبط بعد سقوط العشرات من الشهداء والجرحى في اعنف موجة منذ اكثر من سنتين حسب المتابعين السياسيين والمؤسسات الامنية والصحية.وبقدر تعلق الامر بوجود خلل كبير في بنية المنظومة الامنية وخططها الاستراتيجية ومعلوماتها الاستخبارية واختراقها من قبل العناصر التكفيرية والبعثية الا ان ما حدث في اليومين السابقين يؤشر بروز حالة جديدة سيكون لها اثر مدمر وكبير في المستقبل القريب والبعيد اذا لم يتم اعادة النظر بالخطط الامنية وتطهير المؤسسة العسكرية من العناصر الفاسدة والارهابية وسن القوانين الصارمة التي تجرم كل من يستخدم السلاح او يروج للعنف الطائفي وهي بروز العنصر العربي والاقليمي والدولي كطرف محرض على العنف في العراق بعد اعلان العراق عن موقفه الرسمي الرافض للتغيير الخارجي لنظام الحكم في سوريا وكذلك ياتي في اطار رسم خارطة المنطقة على اسس طائفية كما تعمل على هذا الاساس دويلة قطر ومملكة ال سعود خاصة بعد تصدي بندر بن سلطان لجهاز الاستخبارات السعودي.كما ان الاحداث الارهابية التي ضربت بغداد وعدد من المدن والقصبات تزامنت مع عودة مقاتلي القاعدة من سوريا الى عدد من المحافظات بعد الضربات الموجعة التي وجهها النظام السوري لما يسمى بالجيش الحر وكذلك بعد دعوات القتل واحداث الفوضى في العراق من قبل رموز القاعدة ومسؤولي الاجهزة الاستخباراتية لعدد من دول الخليج.ومن المتوقع ان تشهد الفترة المقبلة موجات من الاعتداءات الارهابية العنيفة والتي قد تطال اماكن حساسة ومقدسة الهدف منها إشعال الفتنة الطائفية وتفكيك النسيج العراقي واعادة الاوضاع في العراق الى المربع الاول وتثبيت اقدام دولة مجاورة للعراق من اجل اعادة رسم الخارطة السياسية بعد ان يتم تفكيك سوريا او القضاء على بشار الاسد.ان واقع الأحداث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المنطقة مقبلة على هزات قوية لن تعرف نتائجها النهائية في الوقت القريب على ضوء تداخل المصالح وتشابك التحالفات مع الاعتراف بفرضية ان يستخدم طرف الشر كل الاساليب المشروعة وغير المشروعة بما فيها الاسلوب الديمقراطي مع ضرورة الاشارة الى ان معسكر التخريب والشر الذي تقوده السعودية وقطر يملك من مقومات احداث الفوضى امكانية كبيرة تفوق ما يحدثه اي زلازال بسبب المال والجهل الا ان هذا لا يمنع من اخذ الاحتياطات اللازمة لتفكيك هذه الشفرة المتهالكة من خلال وضع الخطط الامنية وتعزيز التحالفات ورص الصف الوطني وتعزيز الجبهة الداخلية والتوكل على الله .ان الوقوف على الحياد في القضايا التي تشهدها المنطقة اصبح امرا خارج حسابات المنطق والعدل ولن يزيد الوضع الا تعقيدا ويمنح الأطراف الاخرى جرأة التجاوز وفرض الاجندات التي يريدون تحقيقها خاصة وانهم يقاتلون باسلحة غيرهم وفي مناطق بعيدة عن ديارهم وبجيوش ومرتزقة لاينتمون الى اوطانهم وكل ما عليهم ان يخسرونه هو حفنة من الدولارات ورجل لديه القدرة على اخراج الجرذان من جحورها.
https://telegram.me/buratha