حسن الراشد
نشرت احدي المواقع الالكترونية تقريرا بعد عملية تفجير مبني الأمن القومي السوري في دمشق ومقتل ٤من القادة الأمنيين والعسكريين يتحدث فيه عن دور احد المقتولين وهو هشام اختيار الذي كان يتراس المكتب الذكور وهو بالمناسبة سني ويعرفه الموقع بانه سني الا التقرير يذهب ابعد من ذلك عندما يحرف اسمه الى ((بختيار)) ـ لتحريف ذهن القارئ بانه ايراني الاصل وله جذور فارسية( انظروا الى شيطة الاعراب وعنصريتهم وطائفيتهم رغم الرجل المقتول سني وعربي وبعثي! ـ والتقرير يعرفه كاحد ابرز المسؤولين عن ملف نشر التشيع في سوريا وانه كان من الذين لعبوا دورا كبيرا في انتشار التشيع وتعيين مسؤولين ( شيعة ) في المواقع الحكومية وإقامة الحوزات العلمية والتساهل مع ظاهرة التشييع ! بالطبع التقرير نشره موقع عربي معروف بقربه لأجهزة الاستخبارات الإقليمية وتحديدا الأجهزة الأمنية السعودية وهو ما يجعلنا ان نشك كثيرا باهداف تلك العملية التفجيرية التي لو انها كانت قد حدثت في احدي دول العالم لتوالت التنديدات والادانات وعلى مستوي العالم ولتم وصفها بالعملية الإرهابية ولدعت اطراف معينة الي عقد مجلس الأمن من اجل ليس فقط التنديد بتلك العملية وانما اتخاذ اجراات صارمة وعقابية بحق من ليس فقط لم يثبت انه ضالع فيها وانما يكفي فقط ان تكون هناك شكوك حتي تتم الإدانة واصدار الأحكام المسبقة ، ونحن هنا لسنا في موقع الدفاع عن النظام السوري الذي لن يقل إجراما عن بقية الأنظمة العربية كما ليس كل تلك الأنظمة التي تقف خلف عملية تسليح ما يسمي المعارضة السورية وتلطم الصدور لانتهاك حقوق الانسان في دمشق بأحسن من النظام الحالي ان لم تكن أسوا منه ، الا اننا هنا بصدد كشف الأكاذيب والمعايير المزدوجة والدعايات المغرضة والتحريضية التي تقف خلفها تحديدا تلك الأنظمة الغارقة في الاستبداد وانتهاكات فظيعة لحقوق الانسان وغياب الدساتير ومؤسسات المجتمع المدني وقمع اي ظاهرة للاحتجاج والتظاهر ولعل النظام السعودي يشكل احد ابرز تلك الأنظمة الداعمة للاستبداد والارهاب والتطرف .. اما بخصوص التقرير المذكور والذي كما قلنا تبناه الموقع العربي المعروف ( ايلاف ) بقربه للأجهزة الأمنية الإقليمية وتحديدا الخليجية وبالذات السعودية والذي ابتعد عن الموضوعية وعن مأساة بشرية قد يكون هذا التقرير سببا في وقوعها بل ومبررا لكل حالة قتل وارهاب تحدث بحق اناس لاذنب لهم تشجعها التقارير المغرضة وتحرض عليها بدوافع مختلفة وباليقين هذا التقرير هو جز لا يتجزأ منها وهدفها ليس فقط تبرير مقتل القادة الأمنيين الاربعة فهي محاولة يائسة لدرأ الشبهة عن طرفين أساسيين ضالعين بالدرجة الاولي في تلك العملية التفجيرية وهما المخابرات الإسرائيلية وحليفتها المخابرات السعودية لان الحرفية والتقنية العالية المتبعتان في العملية لايستطيع القيام بها مجموعة قطاع طرق ومرتزقة وجنود بالوكالة!
هذا التقرير وغيره من التقارير التي تتطرق الى مسئلة التشيع والشيعة هدفه بالدرجة الاولى ابعاد الانظار عن التطرف السني الوهابي الذي برز اكبر تجلياته في عملية 11 سبتمبر ومن بعدها في اسبانيا ولندن وفرنسا وحتى في بالي الاندونيسية هذه العلميات لا يمكن ان تغيرولا تنسي ضمير العالم ولا المراقبين بان الفكر السني السلفي والوهابي مازال يشكل الاخطر على سلم وامن العالميين مهما حاولت اموال البترودلاور السعودية تنظيفه واظهاره على انه فكر معتدل وان اتباعه يمكن السيطرة عليهم ! لوكان الامر كذلك لما لمسنا عمليات القتل والابادة والذبح التي تنفذها المجموعات واصحاب الفكر السني السلفي الوهابي والقاعدي بحق الابرياء في كل مكان ‘ ولو كان ايضا صحيحا كما تريد ابواق ال سعود الترويج له فان هذا يعني ان ان من يمول الارهاب والتطرف وعمليات الذبح وقطع الرؤوس هم ال سعود والمخابرات الخليجية المتوطأة مع اكثر التنظيمات المتطرفة السلفية والسنية .. اما تصوير الشيعة واظهارهم بانه متطرفون والصاق مثل هذه الوصفات بهم فهو امر لا يصدقه العقلاء ولا من لديه ذرة شعور وهو يرى ان اكثر اعمال القتل وقطع الرءوس والتفجيرات الارهابية هي صناعة سنية وهابية بامتياز ‘ والشيعة ليسوا الا ضحايا لتلك الاعمال الاجرامية الارهابية ..
التقرير المذكور بدل ان يدرأ الشبهة عن تلك الأطراف في الحقيقة كشف بوضوح عن وجود اصابع صهيووهابية وفي ذات الوقت ليحرض المجموعات الإرهابية علي ممارسة ثقافة القتل والتطهير الطائفي بحق الأقليات المذهبية في سورية وهو هدف منذ بداية انطلاق ما سمي ب-( ثورات الربيع العربي ) يسعي المتطرفون والارهابيون ومن يقف خلفهم من امثال ال سعود لتحقيقه ولجر المنطقة الي حروب طائفية وصراعات مذهبية تطول مدة بقاءهم في السلطة وعلى عروش الطغيان والاستبداد ..ولا ننسى ايضا ان هذا التقرير المشبوه والمليئ بالاكاذيب والذي تقف خلفه كما قلنا المخابرات السعودية كان سببا في اختلال حي السيدة زينب عليها السلام في دمشق وتشريد اهليها وقتل علماءها واستهداف عدد كبير من الشيعة وخاصة العراقيين عبر اسلحة الكواتم وتفجير مناطقهم وخطفهم بهدف ابتزاز اهاليهم ‘ هذه هي ثقافة الحكام الجدد المتوقع قدومهم الى الشام بدعم سعودي قطري اسرائيلي اما الامريكيون فليس هناك من هم اكثر غباء منهم فهم قد سلموا رقابهم لال سعود وهم ان لم يتدراكوا فسوف تذهب مصالحهم هباء وفداءا لال سعود الذي لا يشكلون ومعهم كل الاعراب في المنطقة والارهابيين سوى قلة قليلة وان مصالح امريكا تكمن ان تتعاون مع العراق وايران وحلفائهم وهم اكثر من 120 مليون انسان في المنطقة فيما هؤلاء الاعراب والمتطرفون في الخليج اقلية سوف تنتهي وتزول عروشهم الظالمة عندما تقرر الاكثرية ان تحسم الامور لصالحها . .
https://telegram.me/buratha