هذه المرة عمودي أشبه بالهذيان بعد واقعة الأحد..البارحة توسدت قبرا لمن كان يقص علي كل ليلة ما يجعلني أحلق في عوالم بعيدة..القبر قص علي هذه الحكاية، أرجوكم أن تسمعوها مثلي: كان يا ما كان في عصر ليس بعيد من عصرنا هذا، كان هناك شعب يعيش في أرض واسعة، خضراء فاقع لونها تسر الناظرين يحكمها ملك بتاج عظيم، الأرض الواسعة كانت بأودية كثيرة، فيها الأحمر اليانع والأصفر الباهت، وفي كل واد كان يعيش بعض ذاك الشعب، وأكتسب ذاك البعض لونه من لون واديه، كما أكتسب لغته من رجع صدى تلاله.. في تلك الأيام كان يبدو أن لا كدر أو شائبة تعكر صفو الحياة الوردية في تلك الربوع الخضراء، ولم يدخل تلك الأرض جراد، كما أنها لم تكن تضم حيوانات متوحشة البتة، فقط كان فيها ضبع، وسكن الضبع في غار مع الخراف!..
وكان يبدو أن السلام الذي تنعم فيه تلك المملكة أنه من النوع غير المشروط...في يوم ما تذكر الضبع أنه ضبع!.. فخرج الى مرتع لالتقاء الشعب البائس، حينها لم يكن الشعب يدرك حقيقة الأمور ولا ماهية ما يدور وراء الجدران، بل كان يفكر بغرائز غرسها فيه الملك ذو التاج العظيم .. كان الملك قد سلب التفكير من شعبه لدرجة أنه جعله يعتقد أن الحياة هي الكسل واللا عمل ..فتفشى التفكير بسلبية مطلقة، وفي ذلك المرتع كانت تنمو كائنات لا ترى بالعين المجردة، كائنات سرية، كانت مهمتها أن تزرع الشوك في الجداول الغناء التي كانت تطرب الحياة الرخيمة وتنعس عقول الشعب وتزيده خمولا ونوما تحت ظلال النخيل، ينتظر موائد السماء التي آثرت الحواريين ذات زمان، ، فنبت الشوك الى علو مخيف وأفسد مملكة الشعب الأسطورية، وكأستجابة موازية فأن الطبيعة تأثرت وصار المطر طوفانا، والرياح صرصرا ودفء الحرارة جفافا. خارت قوى الحب الذي نسجته ألف حكاية بطولية، وصارت خيوط السواد تتقدم يوما بعد يوم وتشق طريقها وسط المملكة، وتحركت قوى الشر البعيدة القادمة من اللا قرب وأفرزت السموم من القرب بلون البراءة وبمختلف الألوان، فطرد الضبع الخراف وأعلن بداية حرب مع السلام....
كلام قبل السلام: خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ .
سلام
ــــــــــــــــــ
36/5/725
https://telegram.me/buratha