بهاء العراقي
بعد ان اعتاد العراقيون على سماع اخبار التفجيرات واعمال القتل شبه اليومي التي تنفذها جماعات اجرامية كشفت اهدافها ومصادر تمويلها وطبيعة الادوار القذرة التي تؤديها للعيان, تثير سلسلة القرارات الارتجالية الفضة التي اطلقها رئيس الحكومة نوري المالكي باعادة البعثيين جملة من التساؤلات في الاوساط الشعبية والسياسية على حد سواء.
فبعد تباهي السيد المالكي باعدامه المجرم صدام وكانه الوحيد الذي قام بذلك ولايستطيع غيره ذلك وتلويحه باتخاذ بعض القرارات القاضية باجتثاث البعث بحق عدد من مناؤيه هاوهو يعود لاسترضائهم ويفتتح الباب مشرعا لتوليتهم زمام وزارات البلاد الامنية, وتشير الاحصاءات ان نسبة عالية من المعادين في عدد من محافظات البلاد متورطون في اعمال عنف والعمل مع بعض الجماعات المسلحة التي استهدفت من بين ما استهدفت المواطنين الابرياء ورجال الامن واستقرار البلاد عموما, فيما تنطلق التحذيرات من عدم السير بهذا المنحى والاتجاه لانه يعني عمليا ان تخترق هذه الاجهزة اكثر مما هي مخترقة اليوم فضلا عن هذا القرار الذي اتخذ عن سابق اصرار من قبل المالكي,
كان متبناه الشخصي ولم يكن لاي من الائتلافين في التحالف الوطني (الوطني والقانون ) أي راي او مشورة حسب ما اكد رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمنية حسن السنيد, مما يعكس نهج التفرد واللامبالاة ولعل تاثيرات اخرى وإيحاءات جعلت ابي اسراء يرى ان امثال هولاء ممن لاذمة له ولاعهد يمكن ان يكونوا حلفاء مستقبليين لتاديب الكرد وتضعيف العراقية ومصادرة ناخبيها في عقر دارها فضلا عن جوقة المنتفعين الذين يسيرون في ركبه من اتباعه وانصاره الذين اجتهد في جمعهم ليكونوا يدا ضاربة في مناطق الوسط والجنوب في حال تخلى حزبه الدعوة عن قبوله كمرشح قادم لدورة ثالثة.وهذه حسابات الغرف المظلمة التي كشف عنها البعض من محللي السياسة والمتتبعين لحركات المالكي وطموحاته, غير ان الغريب في الامر انه لم ينتبه لامر اخر هو ان حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر,
وهذا ما وقع فيه سابقا الرئيس بشار الاسد والذي اعتقد لوهلة ان اذية العراق والعملية السياسية والمراهنة على فشلها عبر استقدام اوباش الجزيرة العربية وشمال افريقيا سيحل المشكلة ويضمن له البقاء فكانت النتيجة مقنعة للوهلة الاولى لكن مالذي حصل بعد ان انقلب هولاء؟؟, وكذا الامر سيكون مع دولة رئيس الوزراء الذي لم ينثني عن السير في نهج التفرد معتمدا في تحركاته على عدد من المستشارين الذين يرون الامور بعين واحدة,
وهذه هي النتائج الاولية فسلسلة التفجيرات الدموية التي ضربت البلاد والتراجع الكبير في الاداء الامني واعطاء قوة مبالغ فيها للخصوم الذين اكدوا لشارعهم ان الضغط على المالكي ووضعه في الزاوية الحرجة هو من صنع هذا الوضع وعليهم مستقبلا ان يضغطوا اكثر لنيل مزيد من المكاسب, فهل سأل دولة رئيس الوزراء نفسه وهو يحلم بمجد الزعيم عبد الكريم قاسم واوهام صدام في صنع تاريخ جديد للعرب والعروبة على انقاض العراقيين البؤساء الى اين يجر البلاد؟ فان لم يرى دولته نذر الشر ويأس المواطنين بعد تفجيرات الديوانية التي تكررت في غضون اسابيع قليلة من ادارته فهو مع فائق الاحترام لايريد ان يستشرف المستقبل وسيقع لكن بعد ماذا ... بعد خراب البصرة طبعا ؟؟؟
https://telegram.me/buratha