بسم الله الرحمن الرحيم
عن جابر بن عبد الله الانصاري عن الامام عليه السلام قال : (يوشك اهل العراق ان لا يُجبى اليهم قفيز ولا درهم . قلنا : من أين ذلك قال من قبل العجم يمنعون ذلك )
وعن جابر الجعفي قال : ( سألت أبا جعفر محمد بن علي ( الباقر ع) عن قوله تعالى : ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع فقال : يا جابر ذلك خاص وعام فأما الخاص من الجوع فبالكوفة يخص الله به أعداء ال محمد فيهلكهم وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط أما الجوع فقبل قيام القائم وأما الخوف فبعد قيام القائم .
لاشك ان المتتبع للاحاديث النبوية الشريفة وما ورد عن اهل البيت عليهم السلام من احاديث خاصة بخاتم الائمة عليه السلام واحاديث اخر الزمان يلاحظ ان العراق لن يهدأ له قرار وانه سيكون ساحة للصراع بين اتباع اهل البيت عليهم السلام والتابعين للقوى الغربية المؤيدة لخط السفياني في بلاد الشام في مرحلة من المراحل .
وقد قسم بعض المحققين المراحل التي يمر بها العراق الى اربعة مرحلة ما قبل السفياني وهي مرحلة تسلط الجبابرة ومرحلة السفياني واحتلاله للعراق ومرحلة ظهور الامام وتحريره العراق واخيرا مرحلة حكمه عليه السلام .
وبعد احداث سوريا السريعة جدا قياساً باستقرارها الذي دام عقودا ً يتجه المتابع الى ان العراق على مشارف المرحلة الثانية فبعد تسلط الجبابرة وانطباق اغلب صفات الشيصباني الموعود للعراق قبل ظهور السفياني على صدام ودخول القوات الغربية اليه والتي عُدت من ضمن الامور التي تحدث للعراق يُتوقع ان تكون هناك ازمة في سوريا وهذا ما حصل
وبعيدا ً عن تقريب البعيد أو تبعيد القريب حيث ان الفرج وموعده بيد الله وبعيدا ً عن عرض الصورة بشكل عام ومجمل والذي سيفتح ابواب كثيرة من الصعب استيفائها ضمن مقال واحد لتشعبها وتداخلها في احوال دول عدة لذا احببت ان اسلط الضوء اليوم على الحديث سابق الذكر والذي علق عليه المحقق بما يلي:
( والقفيز كيل الغلات والمعنى انه لايكاد يصل اليهم مواد تموينية او مساعدات مالية بسبب الايرانيين وحربهم معهم ) . ثم ربطها بالحديث الثاني لتفسير معنى الجوع الذي يصيب الكوفة .
حقيقة ان ما ذهب اليه المحقق بحاجة الى توسعة في طرح المعطيات على الواقع الذي نعيش فتفسيره ان قلة المواد التموينية والجوع المرتقب والذي هو اشارة الى ازمة اقتصادية يحدث بسبب حرب مع ايران بحاجة الى نقاش لانه يتعارض مع الواقع حيث ان العراق على العكس كان بافضل احواله الاقتصادية ابان الحرب العراقية الايرانية ومن جانب ثاني لم يشير الحديث الى ان السبب كان في حرب بل قال ان العجم يمنعون ذلك دون الاشارة الى كيفية الامر بحرب ام بغيره وقد يتبادر الى ذهن احد من انه ربما كان المقصود بالعجم هو غير العربي وبذلك تكون فترة الحصار الاقتصادي الذي عاشه العراق من قبل القوات الغربية هو مصداق لما ورد والمتتبع لاحاديث اهل البيت عليهم السلام يلحظ ان لفظ العجم يُقصد به الايرانيون تحديداً .
وبالرجوع الى الحديث الشريف الذي لابد له من مصداق بأرضية معطيات تفي بقبوله نجد احتمال ان تكون المسألة في ان العراق متجه الى ازمة اقتصادية كبيرة لا يكون مقصود بها من قبل العجم بل هو تحصيل حاصل لاختلافهم مع الغرب كما يحدث الان من تهديد بشأن اغلاق مضيق هرمز من قبل الايرانيين والذي سيكون العراق الخاسر الاكبر من هذا القرار وبشهادة اهل الاقتصاد ذاتهم وعلى اي حال يظهر جلياً من ان العراق سيعاني من ازمة اقتصادية كبيرة وهذا ما يوضحه الحديث الثاني وان كان قد اختص باعداء الله ويذهب المحقق من ان القصد هي حكومة الجبابرة التي تحكم والله اعلم حيث ان من المعلوم ان اي ازمة يتأثر بها المحكوم اكثر من الحاكم .
ونحن اذ نعيب على حكومتنا وسياسيونا بل بالاخص المعارضة الاسلامية التي عاشت خارج العراق لمدة زادت عن عقدين من الزمان كيف انها لم تلتفت الى امر اعداد العراق اقتصاديا ً ووضع خطط من ايام المعارضة بدل قضاء الفترة في الجري وراء كل ما من شأنه تمزيق المذهب الى فرق متعادية واشغال الثلة المؤمنة بالتصدي لهم ولانحرافاتهم وهذا ما لمسناه بعد عودتكم لم نلمس الا هذا اتباعكم للانحراف وتفرقكم في المذهب الواحد فيا محلى جهادكم في الغربة .
وبعيدا عن الذي فات وان لم يكن قد مات فنعيبها ثانية في امر التسع سنوات المنصرمة والتي صرفت فيها مليارات دون فائدة كما في الكهرباء وبعض المشاريع وبفائدة متواضعة كما في الامن ناهيك عن التعويضات التي أمطرت بها المتضررين وكان الاجدر ان تحفظ المواطن امنيا ً عوضاً عن التسبب بقتله وتعويض اهله بعدها او ان تضطره الى التهجير وبعدها عوضوا وياليت التعويض يكون بيوتا ًو مشاريع خدمية وانما فقط نقود ونقود والمواطن يرجعها اليهم او بالاحرى الى الخارج بصرفها على معيشة لم يستطيعوا ان يجعلوها معتدلة للمواطن فكل شيء استيراد وبدون ضوابط وفوضى رهيبة في كل مفاصل الحياة.
ولنضرب مثلا ً بسيطا ً ان اي معاملة في العراق لا تتم الا بوجود ورقة تموين وبهذا يضطر القادم من الخارج الراغب باستحصال اوراق رسمية له ولعائلته او متابعة حقوق ليس الا ان يحصل على ورقة تموين لتسير معاملته ويرحل ولكن الحاصل انه بسبب هذه الورقة تكون الدولة مطالبة باعطاء التموين وهو لا يسكن العراق الالاف مؤلفة لديها مواد تمونية وهي خارج العراق ؟ طيب لماذا ؟ اليس جياع العراق اولى بها ؟ لانها ذات قيمة بينما بيعها وارسال النقود له مثلا سيسحق قيمتها الفعلية فاي خسارة هذه ؟ الم يكن باستطاعة الحكومة ان توفر ورقة خاصة بالمقيم بالخارج تساعده في متابعة اعماله وسن قانون خاص بالمهاجر ام ان الادمغة قد توقفت عن العمل .
امر احداث سوريا ما زالت في بدايتها وان كان قد دق باب الامل في اليوم الموعود والبشارة الكبرى غير ان الامر هنا لا زال في مرحلة الاختلاف والتي لم تحدد الاحاديث مدتها فربما طالت وربما قصرت فلابد من ثلاث رايات تتقاتل وصولا الى السفياني الموعد وعندها ندخل في الحتميات من ان مدة حكمه لا تزيد عن حمل امرأة وانه سيدخل العراق وغيرها من الامور نحن الان في مرحلة ما قبل ذلك ولابد من اعداد العراق اقتصاديا وتعبئة الجماهير وتوعيتها بثقافة اسلامية رصينة مستندة لاقوال اهل البيت عليهم السلام فتلك كنوز لابد من الاستفادة منها وان كنت اظن ان الاوان قد فات في انتشال الحكومة مما هي غارقة فيه ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنة ارضك طوعا ً وتمتعه فيها طويلا ً برحمتك يا ارحم الراحمين.
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha