المقالات

رسائل مجزرتي الورار وجامع الفلاحات

1346 18:18:00 2007-03-03

( بقلم : عبد السلام جعفر )

قبل اسبوع من كتابة هذه السطور قرأت خبرا نُشر على موقع بالانترنت وبالتحديد في موقع(المختصر) التكفيري.. يقول مفاد الخبر"استشهاد اكثر من عشرين شهيدا من المجاهدين السنة في جامع الفلاحات لان خطيب الجامع قد انتقد تنظيم القاعدة.. ".. ولا اعلم ان أي شخص عندما يقرأ الخبر لا يصاب بالدهشة والاستغراب.. أيصدق ما تراه عيناه ام يسخر لسذاجة وبلاهة هؤلاء-المحترفين في صناعة الموت-الذين يشرفون على هذا الموقع الالكتروني.. اذ كيف يكون تنظيم مثل "القاعدة" الذي يعتبر المرجعية العليا للتكفيريين الذين لا يسمحون لاحد ان من التجاوز عليه؛ في الوقت الذي ينعتون من تُرسل اليهم مفخخات الموت الاحمر بأنهم(من الشهداء السنة المجاهدين) لان خطيب جامعهم-أي ضحايا التفجير- قد انتقد تنظيم القاعدة وما يفعله بالشعب العراقي!!..

لا شك ولا ريب ان من قتل في جامع الفلاحات هم في عداد الشهداء الذين التحقوا بركب شهداء المستنصرية والصدرية ومدينة الصدر؛ الا ان هذا الفعل الذي ارتكبته الطغمة التكفيرية في محافظة الانبار يذكرنا بحادثة المقبور(حسين كامل) الذي قتله صدام المقبور في حادثة اصبحت الاطفال تعرفها قبل الكبار، بعدما رأى صدام ان زوج ابنته قد فضحه امام الاعلام العربي والعالمي يوم ان هرب حسين كامل الى دولة الاردن فأطلق المقبور صدام وقتها بان حسين كامل هو(شهيد الغضب)!!.. وهنا لا يفوتنا الذكر ان هذه القصة تأتي، بالقياس مع الفارق، كما يقولون، حيث ان الذين سقطوا في جامع الفلاحات هم اناس ابرياء جاءوا يمارسون طقوس دينهم الحنيف، اما ما كان يفعله المقبور حسين كامل بالشعب العراقي يعد الاجرام بعينه.

ما نريد قوله ان التكفيريين والصداميين هما وجهان لعملة واحدة قد سكتَّها ثقافة شمولية شوفينية.. فهم لا دين لهم ولا عرق لهم، ويقتلون أي شخص خالفهم وان كان ابن جلدتهم وذويهم، خالفهم في المعتقد ام لم يخالفهم.. عصبة قد انتزعت الرحمة من قلوبهم فلا يرعون طفلا ولا يجلُّون شيخا كبيرا ولا يغيرون على امراة محصنة، والا بماذا يُفسر ما جرى في منطقة الورار بمحافظة الانبار في قتل اطفال كانوا يلعبون في ساحة لكرة القدم؟!.. فان كانت مآذن جامع الفلاحات قد كبَّرت بأصوات المفخخات فإن ساحة اللعب في الورار قد وارت ترابها ثمانية عشرا طفلا حتى اختلطت دماؤهم العبيطة بهاتيك الرمال الحمراء.

ان كانت ثمة رسائل اراد التكفيريون والصداميون ان يوصلوها الى الشعب العراقي بكافة اديانهم واثنياتهم وقومياتهم وطوائفهم فان مجزرتي جامع الفلاحات والورار قد اكفتنا المؤنة على ان هذه الشرذمة لا يمكن لها العيش الا وسط شريعة الغاب بين زرقاويٍّ تنقل بين كهوف كابل وتورا بورا، وبين (قائدٍٍٍٍٍِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ للضرورة)!! استخرج من حفرة تقاسمته عليها السحالي والديدان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك