بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي
هناك من يريد للموقف العراقي ان يكون اكثر انحيازاً للمعارضة، او اكثر تأييداً للنظام. ورغم التعقيدات والحساسيات، بقي الموقف متوازناً وفي الاتجاه الصحيح عموماً.
فاقترح برسائل واتصالات رسمية -منذ اكثر من عام- ايقاف احتكار السلطة وحكم الحزب الواحد، وتشكيل حكومة انتقالية تضم قوى حاكمة وقوى المعارضة الاساسية.. تكون مسؤولة عن الامن واجراء انتخابات حرة بضمانات اقليمية ودولية.
فلم يكل بمكيالين حول التدخل والمعارضة.. وتعلم من التجربتين الليبية والبحرينية.. ففي الاولى تدخلت القوات الاجنبية لاسقاط النظام.. وتدخلت في الثانية لحمايته.. ووصفت المعارضة بالوطنية وتدخلت لجهتها مرة، ومرة بالعمالة لتتدخل ضدها.
لعبت السياسة العراقية ودبلوماسيتها دوراً يجب ان لا يغبن ويساء فهمه.. وجمعت بين المقتضيات الظرفية لبلد هو الاكثر تماساً وتأثراً، والتناغم الواقعي للوصول لاجماع او زخم عربي واقليمي ودولي يمنع الحرب والاقتتال ويحقق مطامح الشعب السوري. فعارض الحصار، والفصل السابع، متأسياً بالمعاناة العراقية التي ما زال يدفع ثمنها.. وشارك بمسؤولية وايجابية في جميع اللقاءات العربية والدولية لمصلحة سوريا وشعبها.. فتبنت "المجموعة الدولية" في جنيف اوائل الشهر مقترحه.. كاطار ومبادىء لحل الازمة.. والذي اطلق عليه "العملية السياسية بقيادة سورية" (Syrian-led political process).. فلم تحكمه عموماً العصبيات، كما فعل كثيرون ازاء القضية العراقية، عندما كانت تقاتل فرعونها او ارهابها.
رغم ذلك نعتقد بوجود ثغرتين.. الاولى عدم قيامه مبكراً بتنشيط العلاقات الجادة بالاطراف الاساسية للمعارضة، وهو الذي له علاقات قديمة بالكثير من قواها، لا تقل عن علاقاته بقوى الحكومة.. اما الثانية فقراره بمنع استضافة اللاجئين. فسوريا استقبلت الاف اللاجئين العراقيين خلال العقود الاربعة الماضية. وحتى لو وضعنا ذلك جانبا، فان الواجب الاخوي والدستوري والسياسي يتطلب استقبالهم بغض النظر عن الانتماءات السياسية. بل هذا ضروري لضبط الحدود..
اذ يخطيء من يعتقد ان الكتل الكونكريتية والدوريات العسكرية يمكنها ان تغطي حوالي 600 كم.. فاللجوء المنظم هو الذي يضبط ويميز الحالات المشروعة من تلك التي تريد الشر للشعبين والبلدين. كما ان استضافة المواطنين السوريين، سيسد جانباً من الثغرة الاولى لتتكامل جهوده.. وليكون اقدر على دعم الحالة السورية والمساعدة لايجاد الحلول الحالية والمستقبلية، وعلى حماية العراقيين في سوريا، اضافة لمواجهة اي تصعيد طائفي يريد الشر داخل البلد الواحد او بين البلدين.
https://telegram.me/buratha