حيدر عباس النداوي
من جديد عاد سوق الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخيرة الحية المتنوعة الى الظهور والازدهار في سوق مريدي وفي مناطق اخرى من بغداد والمحافظات بعد زيادة الطلب وارتفاع الأسعار من قبل تجار السلاح والسماسرة والمرتزقة لغرض بيعه الى ما يسمى بمقاتلي الجيش السوري الحر.ويقوم بشراء السلاح من خلال تجميعه بكميات كبيرة، شيوخ عشائر وتجار من أهالي الانبار من المعروفين بانتمائهم الى تنظيمات البعث المقبور ومن الذين لهم ارتباطات بالمخابرات القطرية والخليجية والامريكية والاسرائيلية ومن الذين كانوا حاضنة وممراً للارهابيين في الأعوام التي شهدت استهداف أبناء الشعب العراقي والقوات الحكومية من قبل تنظيمات القاعدة ودولة العراق الاسلامية في الرضوانية والخالدية والفلوجة والطارمية وانصار السنة وغيرها من المسميات القذرة والنتنة، حتى كادت الحرب الاهلية أن تحرق كلّ شيء خاصة بعد ضرب المقدسات وأضرحة أهل البيت في سامراء وقتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي والتمثيل بجثث المغدورين لولا حكمة المرجعية الدينية في النجف الاشرف والاخيار من ابناء العراق الغيارى.والمحزن ان الايام الماضية أثبتت ان هذه الاسلحة يتم استخدامها من قبل هذه المجاميع الارهابية التي تنتمي الى تنظيمات القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى لقتل العراقيين المقيمين في سوريا وكذلك استهداف اتباع اهل البيت في المحافظات السورية.والمشكلة الأسوء التي قد تواجه العراق في المرحلة القادمة والتي يجب على الحكومة العراقية الحذر منها هي خطر هؤلاء المسلحين سواء نجحوا في مسعاهم باسقاط حكومة الاسد او فشلوا في هذا المسعى، لأن فشلهم سيجعلهم امام قسوة الرد الحكومي السوري بعد ان عاث هؤلاء المجرمين فساداً في الارض وأهلكوا الحرث والنسل وهذا الرد الحكومي سيجعلهم كالجرذان يعودون الى جحورهم والى مناطق الفراغ التي كانوا يتواجدون فيها في عدد من محافظات الانبار والموصل وامتدادات ديالى لأن حدود العراق الطويلة مع سوريا وغير المؤمنة من قبل الحكومة العراقية ستكون ممراً ومسرحاً للقتلة والمجرمين على عكس حدود سوريا مع الاردن والسعودية المؤمنة والتي يصعب اختراقها، وبالتالي فإن عودتهم ستعني عودة المشاكل والقتل والاستهداف الطائقي طالما بقيت حواضن الارهاب وشيوخ الفتن والفجور ومعسكرات الصحراء وأموال الخليج وغدر الاتراك.كما ان الامر الأسوء سيكون بنجاح هؤلاء القتلة في حدوث التغيير الامريكي الاسرائيلي التركي الخليجي في سوريا لأن أحلامهم المريضة ستجعلهم يفكروا بإعادة أحلام الامبراطورية البعثية الوهابية وستكون الاراضي السورية محطة ومنطلقا لمثل هذه المجاميع الارهابية لحرق بغداد ومن فيها واقامة دولة بن تيميه الارهابية وبدل ان يكون الدعم والاسناد عشائريا وفردياً يكون الدعم دولياً وبأسلحة عراقية وأموال خليجية وشرعية أممية كما يحدث اليوم في سوريا.إن ما يجري في سوريا كشف عن محورين لا ثالث لهما هما محور القتل والدمار الذي تبنته امريكا وبريطانيا واسرائيل وعدد من دول الخليج ودول الربيع العربي الامريكي بمواجهة محور الممانعة الذي تقوده سوريا، وان مصلحة العراق حكومة وشعباً تدعوه لأن يلعب دور الوسيط لاحلال الامن والنظام واعادة الاستقرار الى سوريا وفي حال عدم قدرته على ذلك فان الافضل هو غلق حدوده ومنع الاطراف الاخرى من ان يكون العراق مصدراًً للقتل والدمار في سوريا، لأن خبرة السنوات السابقة علمته ماذا يعني ان تكون قاتلاً أو مقتولاً.
https://telegram.me/buratha