المقالات

مشاعر مقولبة

972 00:55:00 2012-07-22

                                                       بسم الله الرحمن الرحيم   

ها هو رمضان يهل علينا حاملا ً لنا صكوك الرحمة والغفران التي تنتظر منا عملا ً لتـُحرر باسمائنا فاهلاً به ضيفا ً عزيزا ً محببا ً الى النفوس , وقد جرت العادة في ايامه الاولى ان يتبادل الناس التهاني بحلوله المبارك ولما كان صيف هذا العام مغاليا ً في حرارته جعلنا نلازم المنازل ولا اعتقد ان احداً يغادرها الا من اضطر للعمل وكسب العيش فاعان الله تلك الثلة وضاعف الله اجرها على هذا الجهاد وبهذا  التقوقع الاجباري صار عالم الالكترونيات هو طريقك الى اعزائك لتبادل التهنئة .

ومر اليوم الاول والمتوقع ان تهل عليك المشاعر المقولبة  في رسائل الجوال او على موقعك الالكتروني تلك الرسائل التي تجمع كل من تريد تهنئتهم بجمل انيقة  تغلب عليها القوافي  لترسلها في ثواني لعشرات ولذات المناسبة ويصدف ان  تتكرر من اكثر من مرسل فتقرائها على غير تمعن وتسارع للبحث عن جواب في صندوق الوارد الجاهز ايضا ً  ولتصبح مشاعرنا مقولبة وجاهزة ولا تحتاج الى تفكير.

وحقيقة ان التواصل جميل ولكن الاجمل ان تكون مخصوصا ً بتلك الكلمات فلا اتصور ان كل الناس يمكن أن يلائمها ذات الكلام فهناك نفوس عميقة متطلبة واخرى حساسة تهوى التخصيص واخرى تميل الى الفكاهة وبالعكس من يميل الى الوقار والكثير من الاحوال النفسية التي تتغير حتى لذات الشخص فعندما تخصص كما ً من الدقائق الى ذلك الشخص وتفكر في ما يلائمه وتبذل جهدا ً في الاختيار أو تكتبها بعباراتك  وترسل ربما تعتقد انه سيستلم الكلمات فحسب  اما الجهد فلن يصل والغريب ان العكس هو الصحيح فالشعور يسبق الحروف وهو من يربطها والمقابل تصله حتى وان كانت بسيطة وغير متكلفة في الصيغة .

غير ان الملاحظ في الاونة الاخيرة هو قلة التواصل  بما فيه المقولب وهو امر ملاحظ في المواقع و( الماسنجرات ) ورسائل الجوال ولا اعلم السبب هل هو  الوضع السياسي والاجتماعي الذي يفرض ان ينتهي يومك بدون ان تذكر احد بالسؤال لكثر انشغالك  ؟ ام ان حر الصيف القاتل تصهر الرسائل قبل وصولها ؟!  أم ان الروح تريد الانزواء فلقد ارهقها الزمن ؟ فحتى القولبة باتت تتقلص في ايامنا هذه .

صحيح ان تسع اعشار الحكمة في الصمت غير ان هذا الصمت مشروط بالتفكر فاتخاذ قرار الصمت في مسألة جاء نتيجة حوارات ( نانوسكندية ) بين القلب والعقل البشري وان التواصل يصقل الشخصية ويطور التفكير وهذا في اطار المشاركة في المواقع الالكترونية واما بالنسبة للتواصل مع الاعزاء والاقارب فحتما ً ان الامر يركن الى صلة الارحام وكلنا ندرك قيمة هذا الامر .

ان الامر المحزن ان العراق يتجه الى القولبة في اشياء كثيرة فنتيجة صعوبات الحياة من ناحية الخدمات صار الضيف لا يتوقع الاطعمة التي كانت تتفنن بها ربة الاسرة وباتت الكثير من الاسر تستسهل الاطعمة الجاهزة تقليصا ً للجهد والوقت وان كان الامر ليس خاصاً بالعراق وانما العالم  توجه منذ زمن  لذات الطريق غير ان العراق اصالة في موائده وفي ضيافته وفي ( هلة اغاتي ) في ( كل الهلة ) في (عيوني ).

اخشى على الروح العراقية من الذبول او ان تعتاد قول اللسان بعد ان اوصدت بعض القلوب ابوابها بحجة انها ( خلصانة ) او انها لا تهم بالكلام الا لغضب لابد من ان نتواصل وان بلغ التعب فينا اقصاه فكل قلوبنا متألمة وحزينة والهموم حنت ظهورنا ولكن لابد ان نستمر بالكلام في ما بيننا في المواقع او في اي مكان وخاصة عندما يكون المتحاوران بمستوى متقارب من الثقافة يطرح ثمارا ً للمتحاورين فقد يقول قائل انكم تتكلمون منذ سنين فما حصل هل تغير في العراق شيء ؟ وحقيقة انه لابد من تغيير وان كان  بمقدار ضئيل ولكن التغيير الذاتي لكل متواصل متاكدة  من كونه كبيرا ً .

واخيراً اقول الان التواصل له اهمية عظمى وخاصة ان الستار سيسدل قريبا ً عن امر خطير سيصيب العراق ان لم يستعد ولا استعداد بلا تواصل وتكاتف وروح خضراء مستقوية بعقيدتها وختاما ً كل عام وانتم بخير وعافية وصحة وسلامة وتواصل وتعاضد واستغل المناسبة في السؤال عن متواصل اقلقنا غيابه خاصة وقد اعلن في اواخر تعليقاته مرضه فعسى ان يكون المانع خيرا وهو الحاج ابو حسنين النجفي من امريكا شافاه الله وعافاه وحقيقة نفتقد تواصلكم .

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله
2012-07-22
رمضان كريم واعمال مقبوله وفرج قريب لشيعة محمد وال محمد........ والسلام على الاهل الكرام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك