عباس المرياني
لعب الراحل السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) دورا محوريا وكبيرا في رسو العملية السياسية الديمقراطية التي تقوم عيها ثوابت الدولة الحالية ومؤسساتها الى بر الامان بكل اقتدار وقوة, وتمكن من تخليصها من الكثير من المطبات والمعوقات والتحديات القاسية التي كانت تواجه تأسيسها سواء على المستوى الداخلي او العربي او الدولي.وتكمن مواطن قوة مشروع عزيز العراق والتي مكنته من السير بمركب التحالف الوطني الذي كان يترأسه الى الضفة الاخرى جملة من المعطيات اهمها انه كان يعتبر عمله خالصا لوجه الله تعالى وكان يتحمل بسبب هذا المبدأ الكثير من الالام والمعوقات التي حاول البعض ان يضعها في طريقه الا ان ثباته على مبدأه جعله ينتصر في نهاية الامر على كل من اراد ان يقف امام طريق نجاح مشروعه في بناء الدول العراقية على اسس ديمقراطية يكون المواطن فيها غاية ووسيلة.كما ان عزيز العراق عندما تسلم رئاسة التحالف الوطني لم يكن يطمع بان يحصل على استحقاقات شخصية او حزبية او مصلحية انما كان يطمح الى أنجاح المشروع العراقي الذي يعطي الاغلبية حقها في هذا البلد, وتحمل الكثير وخسر الكثير من جماهيره لانه كان اما وابا للجميع يضحي ولا ياخذ اي شي حتى انه لم يجني من كل ما قدمه وضحى به غير حصاد اخطاء ووزر الحكومة, وهذه الابوة مكنته من اقناع جميع اطراف التحالف الوطني ومنحهم ما يستحقون وما لا يستحقون لان هدفه كان اكبر واسمى من مصالح وقتية عابرة وهذا هو ديدن العظماء.ومع ما كان يحضى به عزيز العراق من قوة وقدرة على اتخاذ القرار في التحالف الوطني وابوته الشاملة كان يتمتع ايضا بعلاقات موفقة وناجحة ومتينة مع جميع اطراف العملية السياسية في العراق, المشاركة في الحكومة وغير المشاركة, وكانت هذه الجنبة الايجابية مصدر قوة اخرى ساعدته في حل المشاكل والوقوف امامها قبل استفحالها ولم يحدث خلال فترة ترأسه للتحالف الوطني ان تعرض البلاد لمنزلق خطير كما تتعرض له اليوم رغم ان الظروف التي كان يشهدها البلد في تلك الفترة اشد واصعب بعشرات المرات من الفترة الحالية، فقد شهدت الفترة السابقة الكثير من الاحداث الكبيرة من حروب وقتل وتدمير واستهداف ووجود قوات محتلة وتنازع على المصالح, الا ان حكمة عزيز العراق وصبره وتحمله فتت كل هذه المشاكل والعقبات وجعلها جسرا لعبور الدولة العراقية الى شاطئ الامان.ومن مقومات نجاح عزيز العراق الاخرى هو انه كان يعطي ولا ياخذ على عكس ما يحدث الان لان رئاسة التحالف الوطني الحالية جاءت عن طريق الاخرين, ومن المؤكد ان قوة الذي يعطي تختلف عن قوة الذي يؤخذ بل تتلاشى هذه القوة عند الطرف الثاني ويكون مسيرا لا مخيرا، الا ان عزيز العراق دخل التحالف الوطني بقوته وتجلبب الكثير بجلبابه وكان بامكانه ان يمنع عطاءه عن الاخرين ويفعل مايريد الا انه استثمر هذه الميزة كعنصر قوة لترويض البعض والسير بهم نحو غاية كبرى حصدوا نتائجها اليوم لكنهم تنكروا لصاحب الفضل فيها، وليس مهما ان يتذكروا لان الهدف تحقق وتبدلت التوجهات من رافضة لهذا المشروع الى مؤيدة وماسكة له.وقد تكون اقوى مقومات نجاح عزيز العراق في قيادة التحالف الوطني وتجاوز المحن والعقبات بعد التوكل على الله هو اتباع توصيات وتوجيهات المرجعية الدينية في النجف الاشرف, ومؤكد ان اتباع توجيهات وتوصيات المرجعية يعتبر عنصر قوة ومنعة له لان المرجعية راعية واب للجميع وتفكر بمصلحة هذا البلد وشعبه, وهذا الدور قام به عزيز العراق بكل امان واخلاص على عكس ما يجري اليوم في التحالف الوطني من ابتعاد قادة التحالف الوطني عن راي المرجعية واعتدادهم بآرائهم وما تسبب هذا الابتعاد من تخبط وتشتت في بيت التحالف الوطني.ما احوجنا اليوم الى روح وفكر وابوة عزيز العراق وما احوجنا الى العودة لمنهجه وايمانه واخلاصه لان سفينة التحالف الوطني تتقاذفها امواج الصراعات الحزبية والشخصية والمصلحية والانانية والتي قد تقضي على كل ما اسس له وبناه عزيز العراق(رحمه الله).
https://telegram.me/buratha