المقالات

يوم عراقي في صيف ساخن

660 17:57:00 2012-07-18

عبد الكريم ابراهيم

لم اجد بُداً من السير مسافة كليومترين تحت اشعة الظهيرة اللاهبة باحثا عن ( قايش ) المبردة المقطوع ،وما ان حصل على ضالته اسرع على جناح السرعة كي ينعم بقيلولة تحت هواء المبردة المنعش وبعد محاولة استغرقت ربع ساعة تكللت عملية نصب ( القايش ) بنجاح وعادت المياه الى مجاريها ،ولكن عندما ضغط على زر التشغيل لم يجد استجابة تذكر من كهرباء (السحب ) كأنها انتقلت الى العالم الاخر ،واسرع الرجل وهو يضع المنشفة على رأسه نحو المولدة الاهلية وصاحبها السمج الذي دائما ما يختلق الأعذار من اجل اقتناص ساعات من حصة المواطن المسكين ،وكان عليه ان يمد حبل الود المقطوع مع صاحب المولدة ويتقبله على مضض وكل شيء يهون في سبيل الكهرباء . المصيبة كانت كبيرة عندما اخبره صاحب المولدة ان الكهرباء موجودة وربما يكون السبب انقطاع السلك الموصل الى البيت . اشتاط غضبا من هذا اليوم النحس وكان عليه ان يتقبل الواقع بمرارته ويحضر سلما وفريق عمل لمثل هذه المهمة مكوناً من ابنائه والوقوف على العلة وايجاد القطع . كل محاولات الفريق باءت بالفشل لعدم تمييز سلك الكهرباء الخاص بالبيت عن بقية الاسلاك التي غدت كشبكة العنكبوت ، وهنا لابد من شراء سلك جديد ومده بدل السابق وبعد ساعة من العمل الشاق تحت اشعة الشمس نجح الفريق في اعادة نصب السلك الجديد عندها كانت مدة كهرباء السحب قد انتهت ، وما على الرجل وفريقه سوى انتظار (الوطنية ) كأنها هلال العيد وبمجيئها قد تكون ذهبت القيلولة من عيون الجميع . طال الانتظار اكثر من السابق حتى ركبت الوساوس والافكار الرجل ما دفعه الى التحري فكانت طامة اكبر من اختها هي ان (فيز ) بعض الدور ومنها بيته قد اصابه التلف ويتطلب الامر الاتصال بالصيانة ، واتصل بالرقم المطلوب وكان الجواب "غدا ستتوجه فرق الصيانة الى المنطقة لتعاين الموضوع على الواقع" وجاء الغد ولم تحضر سيارة الكهرباء علما انها تصول وتجول بحثاً عن عطل يسيل له اللعاب ،واتصل مرة اخرى وكان الجواب نفسه واستمر الحال لمدة خمسة عشر يوما عندها انقطع الرجاء والامل من الصيانة الحكومية فكان عليه الاستعانة باحد عمال الكهرباء من اهل الخبرة في تحويل (الفيز) الى اخر وقلده بقية بيوت الجيران ولكن المشكلة هي ان الكهرباء (الوطنية ) بـ( فيزها) الجديد اصبحت رياضية بامتياز فهي تصاب بنوبات الجنون التي تجعل ماطور المبردة يطير من سرعة الدوران ثم تنخفض لدرجة السكينة والسبات وهكذا اصبحت الكهرباء الوطنية وجودها عدمه سيان !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك