عبد الكريم ابراهيم
لم اجد بُداً من السير مسافة كليومترين تحت اشعة الظهيرة اللاهبة باحثا عن ( قايش ) المبردة المقطوع ،وما ان حصل على ضالته اسرع على جناح السرعة كي ينعم بقيلولة تحت هواء المبردة المنعش وبعد محاولة استغرقت ربع ساعة تكللت عملية نصب ( القايش ) بنجاح وعادت المياه الى مجاريها ،ولكن عندما ضغط على زر التشغيل لم يجد استجابة تذكر من كهرباء (السحب ) كأنها انتقلت الى العالم الاخر ،واسرع الرجل وهو يضع المنشفة على رأسه نحو المولدة الاهلية وصاحبها السمج الذي دائما ما يختلق الأعذار من اجل اقتناص ساعات من حصة المواطن المسكين ،وكان عليه ان يمد حبل الود المقطوع مع صاحب المولدة ويتقبله على مضض وكل شيء يهون في سبيل الكهرباء . المصيبة كانت كبيرة عندما اخبره صاحب المولدة ان الكهرباء موجودة وربما يكون السبب انقطاع السلك الموصل الى البيت . اشتاط غضبا من هذا اليوم النحس وكان عليه ان يتقبل الواقع بمرارته ويحضر سلما وفريق عمل لمثل هذه المهمة مكوناً من ابنائه والوقوف على العلة وايجاد القطع . كل محاولات الفريق باءت بالفشل لعدم تمييز سلك الكهرباء الخاص بالبيت عن بقية الاسلاك التي غدت كشبكة العنكبوت ، وهنا لابد من شراء سلك جديد ومده بدل السابق وبعد ساعة من العمل الشاق تحت اشعة الشمس نجح الفريق في اعادة نصب السلك الجديد عندها كانت مدة كهرباء السحب قد انتهت ، وما على الرجل وفريقه سوى انتظار (الوطنية ) كأنها هلال العيد وبمجيئها قد تكون ذهبت القيلولة من عيون الجميع . طال الانتظار اكثر من السابق حتى ركبت الوساوس والافكار الرجل ما دفعه الى التحري فكانت طامة اكبر من اختها هي ان (فيز ) بعض الدور ومنها بيته قد اصابه التلف ويتطلب الامر الاتصال بالصيانة ، واتصل بالرقم المطلوب وكان الجواب "غدا ستتوجه فرق الصيانة الى المنطقة لتعاين الموضوع على الواقع" وجاء الغد ولم تحضر سيارة الكهرباء علما انها تصول وتجول بحثاً عن عطل يسيل له اللعاب ،واتصل مرة اخرى وكان الجواب نفسه واستمر الحال لمدة خمسة عشر يوما عندها انقطع الرجاء والامل من الصيانة الحكومية فكان عليه الاستعانة باحد عمال الكهرباء من اهل الخبرة في تحويل (الفيز) الى اخر وقلده بقية بيوت الجيران ولكن المشكلة هي ان الكهرباء (الوطنية ) بـ( فيزها) الجديد اصبحت رياضية بامتياز فهي تصاب بنوبات الجنون التي تجعل ماطور المبردة يطير من سرعة الدوران ثم تنخفض لدرجة السكينة والسبات وهكذا اصبحت الكهرباء الوطنية وجودها عدمه سيان !
https://telegram.me/buratha